مشهد مذهل من قمرة القيادة في الطائرات للعجائب الطبيعية على الأرض، هو أحد أهم المزايا التي يتمتع الطيارون بها، ومن بينهم الطيار الإكوادوري سانتياغو بورخا، والمعروف باسم “The Storm Pilot” أو “طيار العواصف”، بسبب الصور التي يلتقطها للظواهر الجوية من نافذة الطائرة.
وبدأ بورخا بتصوير السماء العاصفة منذ أربع سنوات، عندما تحسنت مهاراته باستخدام الكاميرا، ما شجعه على جملها على متن رحلات الطيران.
وقال بورخا لـCNN: “أدركت أن لدينا مشاهد رائعة من قمرة القيادة في الطائرات، وأنها ستكون فرصة جيدة حقاً لتصوير المناظر الطبيعية في الخارج، ومن ثم تبادلها مع أصدقائي وعائلتي، وفي نهاية المطاف مع الجميع”.
أما صوره فليست مجرد إرضاء جمالي، بل إن لها أيضاً أهمية علمية، ما استقطب أيضاَ اهتمام ناسا بحسب قوله.
وصور بورخا حالياً هي موضوع كتاب “#TheStormPilot”، والذي نشرته شركة “teNeues”، ويتضمن رؤية متعمقة لعالمة الأرصاد الجوية ميكاييلا كوسخاك.
وكان هدف بورخا بأن يُصبح طياراً، يتمثل بهدفه لرؤية العالم من منظور فريد، وهو يحلق الآن على متن طائرة “بوينج 767”.
ويشرح بورخا قائلاً: “في رحلاتنا الطويلة، يتراوح عددنا بين 3 و4 طيارين ونبدل أماكننا”، مضيفاً: “لذا في رحلة مدتها 12 ساعة، لدينا 6 ساعات للتحكم بدفة القيادة. لذا، هذه فرصة مثالية لتجربة زوايا مختلفة وعدسات مختلفة.”
وتتميز صور بورخا بتركيزها على الظروف الجوية الصاخبة، وعادة ما يتم مشاركتها على نطاق أوسع، وإحداها بعنوان “عاصفة المحيط الهادئ” انتشرت بشكل كبير بواسطة مستخدم على تويتر، وجذبت الكثير من الاهتمام.
وقال بورخا: “سألني خبيران من الأرصاد الجوية عن هذه الصورة، لأنها تحتوي أيضاَ على بعض الميزات المثيرة للاهتمام للمجتمع العلمي”، مشيراً إلى أنها “عاصفة خاصة للغاية”، ولافتاً أن “عاصفة المحيط الهادئ” تصور سحابة عاصفة تراكمية كبيرة فوق المحيط الهادئ، في طريقها إلى أمريكا الجنوبية”.
وأدت هذه اللقطة المذهلة إلى وضع بورخا في المركز الثالث في فئة المناظر الطبيعية ضمن جوائز “ناشيونال جيوغرافيك” للعام 2016.
ويتذكر بورجا قائلاً: “بما أن الجو كان هادئاً للغاية وكانت هناك عاصفة منعزلة، إلا أنني تمكنت من التقاط هذه العاصفة بضبابية بسيطة، وكان الأمر كما لو كان لدي حامل ثلاثي القوائم”.
ومن بين صور بورخا المفضلة الأخرى، هي صورة عن صاعقة من البرق تضيء السماء فوق الغابات المطيرة في الإكوادور، ووُضعت كغلاف لكتابه.
ويقول بورخا: “إنها تسمى صاعقة ضوئية، وهي واحدة من الصور القليلة التي لديّ من الصواعق التي تقع خارج العاصفة”، مضيفاً: “عادة ما يحدث البرق داخل السحابة، لذا لا يمكن رؤية البرق نفسه، بل الغيوم الساطعة عبر هذا الضوء”.