قد تكون قرأت عن العصر العثماني في كتب التاريخ، ولكن من المؤكد أنك لم تستطع أن تنسج في خيالك مشاهد ذلك الزمن القديم، الذي يبعث بعضه بالسلام والحب.
وفي ثمانينيات القرن الماضي، سافر الفرنسي بيير دي جيغورد إلى تركيا، وعمل على جمع آلاف الصور الفوتوغرافية من العصر العثماني. وبدوره، قام مؤخراً بترقيم أكثر من 6 آلاف صورة من القرن التاسع عشر حتى أوائل القرن العشرين، مما جعلها متاحة للجميع عبر معهد “غيتي” للبحوث.
وتوثق المجموعة الفوتوغرافية العمارة التاريخية، والمناظر الطبيعية، والمواقع الأثرية التي تعود إلى آلاف الحضارات القديمة. بالإضافة إلى الحياة الصاخبة للسكان، الذين عاشوا في العقود الأخيرة عندما تراجعت الإمبراطورية العثمانية.
وتتيح لنا هذه الصور فرصة التعرّف إلى مجتمع تركيا المتنوع وفهم حاضره وعاداته وتقاليده. ليس ذلك فحسب، وإنما أيضاً النظر إلى القضايا الاجتماعية والسياسية، ورؤية ما إذا كانت قد بقيت على حالها أم تغيرت.
وتُثير الصور القديمة بعض الذكريات التي لا يمكن نسيانها، خاصة للأشخاص الذين يملكونها، إذ قد يعتبرها البعض بمثابة “كنز” محفوظ في درجه الخاص، أو قد يثبتها على حائط غرفته، أو حتى يضعها في ألبوم عائلي.
وقال الكاتب التركي الشهير إن هذه الصور ليست جميلة فحسب، وإنما أيضاً مهمة كونها تذكر الشخص ببعض المواقف الشخصية. فعلى سبيل المثال، قد يذكرنا أحد الجسور بوحدتنا في شبابنا، بينما يستحضر مقهى قديم ذكرى أصدقاء انتهى بهم المطاف في السجن، أو تذكرنا ساحة المدينة بعلاقة حب عشناها.
المصدر: CCN