لماذا تتسوس أسنانا وما المضاعفات؟

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: السبت,2 مارس , 2019 8:58ص

آخر تحديث: السبت,2 مارس , 2019 8:58ص

يشكل تسوس الأسنان (Cavities/tooth decay) إحدى المشاكل الصحية الأكثر انتشاراً في مختلف أنحاء العالم. وفي حال عدم معالجته، فإن الثقوب قد تكبر وتتسع مما يسبب آلاماً شديدة، التهابات، وحتى فقدان أسنان ومضاعفات أخرى.

وفيما يلي كيفية تطور تسوس الأسنان:

– أشكال اللويحات

يحتوي الفم بشكل طبيعي على العديد من أنواع البكتيريا، بعضها ينمو بسبب الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على أشكال معينة من السكر. وعندما لا يتم تنظيف هذه السكريات من الأسنان، تبدأ البكتيريا سريعًا في التغذي عليها وإفراز الأحماض.

وتقوم البكتيريا بتكوين لويحة جرثومية، وهي طبقة رقيقة لزجة تغطي الأسنان. وإذا قمت بتمرير لسانك على أسنانك، فقد تتمكن من الشعور بهذه اللويحة المتكونة – وهي تكون خشنة قليلاً وأكثر وضوحًا في الأسنان الخلفية، وخاصة القريبة من اللثة. وإذا لم تتم إزالة اللويحة وهي لينة، فإنها تصبح صلبة وتصعب إزالتها، مما يوفر مكانًا جيدًا لاختباء البكتيريا.

– نوبات اللويحات

تقوم الأحماض الموجودة في اللويحة بإزالة المعادن من طبقة مينا الأسنان الصلبة الخارجية، ويتسبب هذا التآكل في ظهور فتحات أو ثقوب صغيرة في المينا، وهي المرحلة الأولى من التسوس. وبمجرد تآكل المناطق الموجودة في المينا، تتمكن البكتيريا والأحماض من الوصول إلى الطبقة التالية من الأسنان، والتي تسمى بالعاج. وتكون هذه الطبقة أكثر ليونة من المينا وأقل مقاومة للأحماض.

– استمرار تلف الأسنان

بينما يزداد تسوس الأسنان، تستمر البكتيريا والأحماض في اختراق الأسنان، ثم تنتقل إلى مواد الأسنان الداخلية (اللب) الذي يحتوي على الأعصاب والأوعية الدموية، فيصبح اللبّ متورمًا ومتهيجًا من البكتيريا. وعندما يصل التسوس إلى هذا الحد، قد تعاني من ألم شديد في الأسنان أو حساسية أو ألم عند قضم الطعام أو غيرها من الأعراض. وقد يستجيب الجسم أيضًا إلى هذا التغلغل البكتيري عن طريق إرسال خلايا الدم البيضاء لمقاومة العدوى، وهو ما قد يؤدي بدوره إلى الإصابة بخراج في الأسنان – وهو جيب من الصديد ناجم عن العدوى البكتيرية.

 عوامل الخطورة:

كل من لديه أسنان معرض لخطر الإصابة بتجاويف الأسنان، ولكن يمكن أن تزداد الخطورة بسبب العوامل التالية:

– موقع الأسنان

غالبًا ما يحدث تسوس الأسنان في الأسنان الخلفية (الطواحن والضواحك)، وهذه الأسنان بها العديد من الأتلام والتجاويف والشقوق التي يمكن أن تتراكم بها جزيئات الطعام. ونتيجة لذلك، يصبح الحفاظ عليها نظيفة أصعب من الأسنان الأمامية الملساء التي يسهل الوصول إليها. يمكن أن تتراكم اللويحة وتنمو البكتيريا بين الأسنان الخلفية، مما يؤدي إلى إفراز حمض يدمر مينا الأسنان.

– مشروبات وأطعمة معينة

من المحتمل أن تؤدي الأطعمة التي تلتصق بالأسنان لفترة طويلة – مثل الحليب والآيس كريم والعسل والسكر والمشروبات الغازية والفواكه المجففة والكعك والبسكويت والحلوى الصلبة وحلوى النعناع والحبوب الجافة ورقائق البطاطس – إلى الإصابة بالتسوس أكثر من الأطعمة التي يمكن للعاب تنظيفها بسهولة.

– تناول الوجبات الخفيفة أو المشروبات بشكل متكرر
عندما تتناول الوجبات الخفيفة أو المشروبات الغازية كثيرًا، فإنك توفر لبكتيريا الفم المزيد من الطاقة لإفراز الأحماض التي تهاجم الأسنان وتؤدي إلى تآكلها. كما يساعد تناول المشروبات الغازية أو غيرها من المشروبات الحمضية على مدار اليوم في إفراز حمض بشكل مستمر يغطي الأسنان.

– تغذية الرضع أثناء النوم

يتم تشجيع الآباء على عدم إعطاء أطفالهم زجاجات رضاعة مليئة بالحليب أو تركيبة غذائية أو عصير أو غيرها من السوائل التي تحتوي على السكر أثناء النوم. فهذه المشروبات ستبقى على الأسنان لساعات بينما يكون الطفل نائمًا، مما يوفر الغذاء للبكتيريا المسببة للتسوس. وغالبًا ما يُسمى هذا التلف باسم تسوس الأسنان الناتج عن زجاجة الرضاعة. كما يمكن أن يحدث نفس التلف عند السماح للطفل في سن الحبو، الذي ينتقل من مرحلة الرضاعة من خلال زجاجة الرضاعة، بالتجول والشرب من كوب الرشف.

– تفريش الأسنان بشكل غير ملائم

إذا لم تقم بتنظيف أسنانك مباشرة بعد الأكل والشرب، تتكون اللويحة سريعًا ويمكن أن تبدأ المرحلة الأولى من التسوس.

– عدم الحصول على ما يكفي من الفلورايد

يساعد الفلورايد، وهو معدن طبيعي، على منع تسوس الأسنان وقد يتمكن أيضًا من عكس المراحل الأولى من التلف الحادث بالأسنان. وبسبب فوائده للأسنان، تتم إضافة الفلورايد إلى العديد من مصادر المياه العامة، كما يُعد عنصرًا شائعًا في معجون الأسنان وغسول الفم. وقد لا تحتوي المياه المعبأة في زجاجات على الفلورايد.

– صغار السن أو كبار السن

تشيع الإصابة بتسوس الأسنان بين الأطفال والمراهقين، كما يكون كبار السن أكثر عرضة للإصابة بالتسوس، حيث يحتفظ الكثير منا بأسنانه مع التقدم في العمر. وبمرور الوقت، قد تتآكل الأسنان وتنحسر اللثة، مما يجعل الأسنان أكثر عرضة للإصابة بتسوس الجذر. كما أن كبار السن قد يتناولون الكثير من الأدوية التي تقلل من تدفق اللعاب، مما يزيد من مخاطر الإصابة بتسوس الأسنان.

– جفاف الفم

يحدث جفاف الفم بسبب نقص اللعاب، الذي يساعد في منع الإصابة بتسوس الأسنان عن طريق تنظيف الأسنان من الأطعمة واللويحات. كما تساعد المواد الموجودة في اللعاب على مواجهة الأحماض التي تنتجها البكتيريا ويمكن أن تساعد حتى في إصلاح تسوس الأسنان المبكر. ويمكن أن تزيد بعض الأدوية أو بعض الحالات الطبية أو التعرض للإشعاع في الرأس أو الرقبة أو بعض أدوية العلاج الكيميائي من خطر الإصابة بتجاويف الأسنان عن طريق تقليل إفراز اللعاب.

– تآكل الحشوات أو أجهزة الأسنان

على مر السنين، يمكن أن تضعف حشوات الأسنان وتبدأ في التحلل أو تؤدي إلى ظهور حواف خشنة، مما يسمح للويحة بالتراكم بشكل أكثر سهولة وتصبح إزالتها أصعب. كما يمكن أن تصبح أجهزة الأسنان المركبة متخلخلة أو غير مناسبة جيدًا، مما يسمح للتسوس بأن يبدأ تحتها.

– اضطرابات الأكل

يمكن أن يؤدي فقدان الشهية والنهم إلى تآكل الأسنان وظهور التجاويف بشكل كبير. كما أن حمض المعدة الناتج عن القيء المتكرر يغطي الأسنان وتبدأ المينا في التحلل. ويمكن أيضًا أن تتعارض اضطرابات الأكل مع إفراز اللعاب.

– حرقة في فم المعدة

يمكن أن تتسبب الحرقة في فم المعدة أو داء الجزر المعدي المريئي في تدفق حمض المعدة إلى الفم (الارتجاع) وتآكل مينا الأسنان والتسبب في حدوث أضرار كبيرة في الأسنان. وقد يوصي طبيب الأسنان باستشارة طبيبك لمعرفة ما إذا كان ارتجاع المعدة هو السبب في فقدان المينا أم لا.

المضاعفات:

إن الإصابة بتجاويف الأسنان وتسوس الأسنان شائعة لدرجة أنك قد لا تأخذها على محمل الجد. وقد تظن أنه لا يهم إذا أصيب الأطفال بتجاويف في أسنانهم اللبنية. ولكن، يمكن أن تتسبب التجاويف وتسوس الأسنان في مضاعفات خطيرة ودائمة، حتى بالنسبة للأطفال الذين لم تظهر أسنانهم الدائمة بعد.

وقد تتضمّن المضاعفات ما يلي:

– الألم.
– خراج الأسنان.
– صديد حول السن، وخاصة عند الضغط على اللثة.
– تكسر الأسنان.
– مشكلات في المضغ.
– تحرك الأسنان الدائمة بعد سقوط الأسنان اللبنية قبل الأوان.

عندما تصبح التجاويف وتسوس الأسنان شديدين، فقد تعاني مما يلي:

– ألم يتعارض مع الحياة اليومية، مما يمنعك من الذهاب للمدرسة أو العمل.
– فقدان الوزن أو وجود مشكلات في التغذية بسبب الألم أو صعوبة في تناول الطعام أو المضغ.
– سقوط الأسنان، والذي قد يؤثر على المظهر والثقة بالنفس وتقدير الذات.
– في حالات نادرة، خراج الأسنان الذي يمكن أن يتسبب في الإصابة بعدوى خطيرة أو حتى مهددة للحياة.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: