‫التقنيات الطبية القابلة للارتداء.. ما مدى دقتها؟‬

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الثلاثاء,5 مارس , 2019 7:39ص

آخر تحديث: الثلاثاء,5 مارس , 2019 7:39ص

تطورت التقنيات القابلة للارتداء (Wearables) كثيرا، مما ساعدها على اقتحام عالم الطب، حيث تتوفر حاليا ‫أجهزة طبية قابلة للارتداء لقياس ضغط الدم أو كتابة تخطيط كهربائية ‫القلب أو مراقبة الجنين. وهنا يتبادر إلى الذهن سؤال عن مدى أهمية ودقة ‫هذه التقنيات.

‫ويعتبر جهاز “BPM Core” المطور من قبل إحدى الشركات الفرنسية خير مثال على عمليات تطوير صناعة الأجهزة الطبية في اتجاه التقنيات القابلة للارتداء، إذ أصبحت هذه الأجهزة أصغر حجما وأكثر اتصالا وترابطا بالشبكات ‫والأجهزة الأخرى، بالإضافة إلى تعدد المهام وتنوعها.

‫ويرى البروفيسور أوليفر أمفت، رئيس قسم الصحة الرقمية بجامعة ‫إرلانجن-نورنبرج الألمانية، جوانب إيجابية في استخدام الأجهزة الطبية ‫القابلة للارتداء، حيث إنها تتيح إمكانية قياس الوظائف الحيوية ‫والسلوكيات وتأثير العوامل البيئية خلال الحياة اليومية. ومن خلال ‫الاعتماد على التقنية المناسبة يتمكن الأطباء من مراقبة قيم ضغط الدم ‫مثلا عن قرب لأيام وأسابيع عدة.
ومن جانبه، يرى عضو مجلس إدارة جمعية سلامة المرضى ‫الألمانية مارسيل فيجاند الكثير من نطاقات الاستخدام العملية للتقنيات القابلة ‫للارتداء، إذ يمكن لأطباء القلب العثور على الأدلة بصورة أسرع لعدم ‫انتظام ضربات القلب عن طريق البيانات، التي يتم جمعها بواسطة التقنيات ‫القابلة للارتداء والتطبيقات المرتبطة بها، كما يمكن لمرضى السكري ‫التحقق من مستويات السكر في الدم بصورة منتظمة، وتسجيلها تلقائيا.

‫وإذا كان مريض القلب -مثلا- ‫يشعر بأنه ليس في حالة جيدة، وتمكنت التقنيات القابلة للارتداء في الرسغ من ‫أن توضح سبب ذلك، فإن بعض الزيارات إلى أقسام الطوارئ في المستشفيات ‫تصبح غير ضرورية.

وأوضح أوليفر أمفت أن الأجهزة الطبية المتوفرة في الأسواق توفر دقة ‫معينة، وتقوم الشركات الكبيرة المنتجة للساعات الرياضية وأسوار اللياقة ‫البدنية والأجهزة المشابهة بالتحقق من صحة قياس هذه الأجهزة في مجال ‫الاستخدام الخاص بها؛ حيث يمكن تسجيل معدل ضربات القلب بصورة جيدة.

لكن ‫كلمة “بصورة جيدة” هنا لا تعني أنها مثل الظروف المختبرية والسريرية، إذ يجب النظر للأجهزة الطبية القابلة للارتداء على أنها وسيلة مكملة ‫للحفاظ على صحة جيدة، غير أنها ليست دقيقة مثل الأجهزة المتخصصة الأعلى ‫تكلفة بكثير.

الجهاز ينقل بيانات القياس إلى الهاتف الذكي ويمكنه إنشاء تخطيط كهربائية القلب (الألمانية)

ـ لا تغني عن زيارة الطبيب:

‫‫وأضاف مارسيل فيجاند أنه بغض النظر عن مدى دقة قياس الأجهزة الطبية ‫القابلة للارتداء، فإن مثل هذه الأجهزة الطبية لا تغني عن زيارة الطبيب، ‫ولكنها تشجع المرضى على القيام بالزيارة الضرورية للطبيب.

‫وأوضح أوليفر أمفت أنه ليس من السهل على المرء معرفة نوعية الجهاز ‫المناسب له، موصيا بالاهتمام بمعرفة الموافقات التي حصلت عليها ‫الأجهزة القابلة للارتداء كجهاز طبي، وتعتبر هذه الموافقات نادرة إلى حد ‫ما، وهناك بعض الشركات تروج لمنتجاتها الطبية من خلال الاعتماد لدى ‫إدارة الغذاء والدواء الأميركية (أف دي أي)، وهو ما يشير إلى تمتع الجهاز ‫بكفاءة معينة، ومع ذلك لا ينبغي للمرء المبالغة في تقييم مثل هذه الأختام ‫والشهادات.

‫وأضاف أمفت أن عدم وجود مثل هذه الشهادات أو الاعتمادات لا يشير ‫بالضرورة إلى الجودة الرديئة للأجهزة الطبية القابلة للارتداء.

وينصح ‫الخبير الألماني بالاطلاع على دراسات التحقق من صحة الأجهزة الطبية، ‫فهناك بعض الشركات المهنية للغاية، التي تثبت وظائف أجهزتها بصورة ‫جيدة، أما إذا اقتصرت الشركة على موقع الويب مثلا فمن ‫الأفضل الابتعاد عنها.

هذا الجهاز يزعم التعرف على معدل نبضات الجنين (الألمانية)

ـ حذر واجب:

‫‫وهناك بعض الأجهزة التي يتم الترويج لها من خلال استخدامات مشكوك فيها، ‫مثل أجهزة مراقبة الجنين، التي يتم ربطها مثل الحزام على بطن السيدات ‫الحوامل، وعندما تروج شركة لأجهزتها من خلال التعرف ‫على صور الأمراض المختلفة أو جمع البيانات الصحية، فعندئذ يتوجب على ‫المرء توخي الحرص والحذر والابتعاد عن هذه الأجهزة.

‫ويتفق فيجاند مع هذا الرأي، موضحا “من المستغرب بالطبع الترويج ‫لسوار لياقة بدنية يقوم باكتشاف الأمراض وعلاجها”. ويسرى ذلك أيضا على ‫الأجهزة التي يزعم مصنعوها أنه يمكنها القيام بوظائف عدة في وقت واحد.

‫وحذر الخبير الألماني من أن هناك بعض الأجهزة يكون لها تأثير معاكس ‫أثناء الاستخدام، ولا يقتصر ذلك على جوانب الخصوصية وحماية البيانات ‫فحسب، بل إن هناك بعض المنتجات قد تتسبب في الإصابة بالتوهم المرضي، ‫فليس من الجيد أن يشعر المرء بأن كل جزء في جسم يخضع لمراقبة باستمرار.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: