يدفع أهالي الموصل ثمن الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية مرتين بلا ذنب اقترفوه؛ دفعوه حين كانوا تحت سيطرة تنظيم الدولة، وحين استعيدت مناطقهم من قبل القوات الحكومية.
فمن بقي منهم بالمدينة تجافت جنوبهم عن المضاجع من هول القذائف والقنابل التي تنهال على رؤوسهم كما المطر، ومن نجح في الخروج منها يعاني الأمرين؛ فلا خيام تقيهم زمهرير البرد ولا مؤونة تسد رمقهم.
كثيرون ممن فروا من غربي الموصل إلى جنوبها -وهم بالألوف- قطعوا مسافة عشرة كيلومترات سيرا على الأقدام تحت المطر، وبعضهم حفاة، حتى وصلوا مناطق تخضع لسيطرة القوات العراقية، وقد أخذ التعب منهم كل مأخذ
عشرات الألوف من المدنيين لاذوا بالفرار من غرب الموصل منذ أن بدأت القوات العراقية حملتها العسكرية لاسترداد المدينة من قبضة تنظيم الدولة في 19 فبراير/شباط الماضي.
وانضم إلى هؤلاء ثلاثة آلاف آخرون في أحدث موجة نزوح من حيي المأمون وتل الرمان (غربي المدينة).