Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the wp-hide-security-enhancer domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/tamol01/public_html/archive/wp-includes/functions.php on line 6114
القرامطة والوباء وقُطّاع الطرق.. مواسم توقُّف الحج لبيت الله العتيق - أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

القرامطة والوباء وقُطّاع الطرق.. مواسم توقُّف الحج لبيت الله العتيق

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الإثنين,12 أغسطس , 2019 9:09ص

آخر تحديث: الجمعة,1 مايو , 2020 1:55ص

لكن منذ فجر الإسلام شهد العالم الإسلامي ظروفًا صعبة حرم فيها المسلمون من الذهاب للحج خوفًا من مشاق الطريق في مواسم معينة أو أثناء سيطرة القرامطة على البيت العتيق الذين عطلوا تلك الفريضة عدة سنوات.

ورغم أن الحج فرض على كلّ مسلم بالغ عاقل قادر عل أدائه، فإنه لم يتحقق في بعض المواسم بسبب فقدان الأمن أو خوف الأوبئة والأمراض، أو صعوبة الطريق والغلاء الشديد، وفي بعض هذه الحالات غابت وفود أقطار العالم الإسلامي عن شهود المناسك وكان الحجاج قليلين للغاية.

قُطّاع الطرق

عام 1757 أغار قطّاع الطرق من بدو قبائل شمال غرب الجزيرة العربية على قافلة الحج الشامي التي تتكون من المسلمين القادمين من أوروبا وإسطنبول والأناضول والأعاجم القادمين من بلاد فارس والرافدين وكذلك مسلمي حلب والشام، وقتلوا الآلاف من حجاج القافلة بالقرب من تبوك.

وكانت القبائل البدوية في شمال الحجاز تتلقى مبلغًا سنويًا من المال من أمراء الحج بأمر الدولة العثمانية، ويدفع لتأمين القافلة في رحلتي الذهاب والعودة. لكن بعض الأمراء كانوا يرفضون تسليم الصرة طمعًا في المال فتتعرض القافلة لهجمات المغيرين وقطاع الطرق، وتنجح بعضها في نهب الحجاج وتفشل أخرى وتهزم على يد حامية القافلة.

وبينما تحركت قافلة الحجاج في طريق العودة عبر “الطريق السلطاني” تعرضت لهجوم من قبائل بدوية وحوصرت في تبوك أكثر من ثلاثة أسابيع، قبل أن يتم مهاجمة القافلة الشامية ويُقتل معظم العساكر والحجاج من الرجال والنساء.

صورة للكعبة عام 1890

القرامطة

بداية القرن العاشر الميلادي أغار قرامطة شرق الجزيرة العربية من أتباع حمدان القرمطي -الذي تنسب له هذه الطائفة الباطنية- على مكة المكرمة موسم الحج لسنوات، وصدرت فتاوى من علماء مسلمين لحث المسلمين على تعطيل الحج حماية للأرواح، وبالفعل ألغى حجاج الشام والعراق قوافلهم إلى مكة.

وكان القرامطة عام 317هـ/908م قد هجموا على موسم الحج وقتلوا الكثير من الحجاج وخلعوا باب الكعبة وسلبوا كسوتها واقتلعوا الحجر الأسود من مكانه، وحملوه معهم إلى شرق الجزيرة العربية ليبقى في حوزتهم قرابة عشرين سنة.

ووصف ابن كثير في الجزء 11 من كتابه “البداية والنهاية” تلك الأحداث، ونقل أن أبو طاهر الجنابي القرمطي زعيم القرامطة وملك البحرين أمر بأن يقلع الحجر الأسود فضربه أحد رجاله بمثقل في يده مستهزئاً بالحجاج والمسلمين قائلًا “أين الطير الأبابيل؟ أين الحجارة من سجيل” وعاد به القرمطي لبلاده ورجاه أمير مكة أن يعيده فلم يستجب له وقتله وأهله وقفل عائداً مع الحجر وأموال الحجاج.

وأدت النزاعات الداخلية بين القرامطة إلى إضعاف دولتهم، وتخلت عنهم القبائل التي تحالفت معهم نكاية بالعباسيين، وهزموا في حربهم مع العيونيين الذين أخرجوهم من شرق الجزيرة العربية بدعم من الخليفة العباسي والسلطان السلجوقي، فانتهت حقبتهم بعد قرابة قرن ونصف القرن من الاضطرابات الدموية بالجزيرة العربية.

الظروف الطبيعية

تسببت الظروف الجوية مثل الفيضانات والكوارث الطبيعية في تعطل رحلات الحج من بعض البلدان، فقد أدى فيضان دجلة لتعطل قوافل الحج من بغداد في أحد مواسم القرن الخامس الهجري، بينما أدت أمراض الصحراء الأفريقية إلى تعطل قوافل الحج من غرب أفريقيا.

كما تعطل الحج أحد المواسم منتصف القرن الرابع الهجري بسبب وباء أصاب جمال القوافل والحجاج، ومات كثيرون عطشًا أو مرضًا.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: