ميدل ايست
حان وقت وداع سلسة افلام الخيال العلمي الشهيرة “ترمينيتور” او “المدمر” بعد ان اصبحت فكرتها مكررة ومستنسخة وتفتقد للابتكار والتجديد، واثر موجة من الانتقادات لبطلها الرئيسي الذي اعتبره النقاد ان سنه الحالي لا يناسب أدوار المغامرة والاثارة والاكشن.
واختلف النقاد في السنوات الاخيرة في تقييم الفيلم، وإن أجمع معظمهم انه من الأعمال “السيئة”.
وكانت صحيفة “الغادريان” البريطانية منحت الفيلم نجمة واحدة واصفة إياه بإعادة إطلاق ساخرة لقصة تعود إلى نقطة البداية في محاولة لقتل أي ذكرى جميلة يحتفظ بها الجمهور عن سلسلة أفلام ترمينيتور.
واضافت الصحيفة: “حاول الفيلم استنساخ تجربة ستار تريك بالعودة في الزمن لإعادة كتابة البداية، لكنها كانت محاولة غير موفقة تفتقد الذكاء”.
ونصح موقع “وايرد” الجمهور بمشاهدة الفيلم، ثم محاولة نسيان التجربة بأسرها.
وبرر بسخرية دعوته تلك بأنه واجب وطني لمشاهدة فيلم حاكم كاليفورنيا السابق، وهو يدمر المدينة لساعتين، وكان الجزء السابق من الفيلم تم افتتاحه في عطلة عيد الاستقلال في أميركا.
ومجلة فوربس كانت أقل حدة في مقاربتها للفيلم، وأعربت عن إعجابها به معتبرة أنه تفوق على الاجزاء الاولى.
ولم يزعج المجلة إعادة كتابة القصة برمتها، إذ وجدتها مفاجأة سارة للجيل الذي يعرف القصة، والذي يذهب لمشاهدة الفيلم، وهو يظن أنه سيرى ما يعرفه مسبقاً، ليكون أمام قصة مختلفة تماماً.
وكان موقع “ميتاكريتك” منح الفيلم تقييم نجمتين، وتراوح النقد بين متقبل لما عرض وبين رافض بشكل قاطع للقصة. اما صحيفة “وول ستريت جورنال”، فلم تتردد بوصفه “بالهراء”، وبمن يحاول ضخ الحياة في جثة هامدة.
في حين غردت مجلة رولينغ ستونز خارج السرب بالثناء على الفيلم ناصحة القراء بمشاهدته واصفة شوارزينغر بالترمينيتور الأصلي، الذي عاد ليطالب بحقه.
وشهد الفيلم الأميركي في وقت سابق عودة نجم أفلام الحركة آرنولد شوارزنيغر إلى سلسلة الأفلام.
وقال شوارزنيغر إنه كانت مفاجأة كبيرة له عند تلقيه اتصالاً هاتفياً بعد شهر من تركه منصب حاكم كاليفورنيا، ويعرض عليه العودة إلى “ترمينيتور”.
وشغل شوارزنيغر منصب الحاكم بين عامي 2003 و2011، وسعى جاهداً إلى العودة بفيلم يحقق إيرادات ضخمة، خصوصاً بين جمهور الشباب الذين كانوا أطفالاً في أوج مجده
وبعد سنوات قضاها أرنولد في منصب حاكم كاليفورنيا كان الفيلم بمثابة استفتاء على شعبيته بالنسبة للجمهور الأكبر سناً ومحاولة لتعريفه على الجيل الجديد كممثل لا كرجل سياسة. وكما تظهر الأرقام فإن الجمهور الأميركي لم يتقبله تماماً خلافاً للجمهور العالمي الذي أقبل على الفيلم بمعدل مقبول نسبياً.
وأرنولد لم يعد صغيرا في السن وبدا منذ زمن يفقد عضلاته التي يشتهر بها.
واضطر الممثل المعروف والسياسي إلى العودة إلى قاعات رفع الأثقال لمدة ستة شهور لثلاث ساعات يوميا من أجل إعادة بناء جسمه، ونجح في إعادة حجم عضلاته ووزنه الذي كان يتمتع به 12 عاما مضى.
كما اضطر صناع الفيلم إلى استخدام تقنية “CGI” (الصور المنشأة بالكمبيوتر)، من أجل تصغيره 30 عاما في بعض مشاهد الفيلم كي يتماشى شكله مع القصة المكتوبة.
وكان جيتندر سيديف الخبير في الدعاية للمشاهير قال “إن أرنولد مضطر ليبدأ من الصفر لبناء هذه المصداقية والجاذبية بين جمهور أصغر سنا وينطوي قيامه بهذا في هذا السن على تحد كبير”.
ولكن النجم الأميركي، النمساوي الأصل رد قائلا: “حين تعمل بالسياسة يجب أن تقوم بالأمور التي يريدك الناس أن تفعلها، حين تعمل بالسينما تحتاج أيضا إلى تقديم أنواع مختلفة من الأفلام يريدك الناس أن تقدمها وإلا فإنهم لا يشاهدون الفيلم”.
ولعب شوارزنيغر في الأعوام الماضية، الدور الأكبر مع نجوم هوليوود القدامى في ثلاثية “ذي إكسبندابلز” من بطولة سلفستر ستالون.
و”The Terminator” ويعني المدمر وهو فيلم حركة وخيال علمي أميركي من إخراج جيمس كاميرون وكتابة المنتجة غيل آن هيرد، وبطولة آرنولد شوارزنيغر وليندا هاميلتون ومايكل بين.
ويجسد شوارزنيغر دور المدمر، وهو قاتل سايبورغي يرسل عبر الزمن من سنة 2029 إلى 1984 لقتل سارة كونور، وتلعب دورها ليندا هاميلتون.
ودشن أول أجزاء “ترمينيتور” في عام 1984 عبارة “سأعود” الشهيرة، وشهد تحول بطل كمال الأجسام النمسوي إلى ممثل لعب دور الإنسان الآلي الذي يحترف القتل.
ويجسد مايكل بين دور كايل ريس، وهو جندي من المستقبل أرسل عبر الزمن لحماية سارة.
وعلى الرغم من أنه كان غير متوقع له أن ينجح تجارياً أو نقدياً، تصدر “المدمر” شبابيك التذاكر الأميركية لفترة قصيرة وساهم في اطلاق مسيرة جيمس كاميرون وزيادة شهرة آرنولد شوارزنيغر.
وتم وضع الفيلم في سجل الأفلام الوطنية من قبل مكتبة الكونغرس الأميركية، لكونه من الاثار “الحضارية والتاريخية والجمالية”.
ولم يستطع الفيلم الذي أنتجته شركة “باراماونت بكتشرز” بميزانية 155 مليون دولار الثبات في سلم المجد والشهرة والنجومية ولم يحقق نجاحات ساحقة كما في سابق عهده واوج مجده.
وحاول الممثل أرنولد شوازينغر العودة مجدداً في الاجزاء الاخيرة كنجم رغم تقدمه في السن، لكن فيلم “ترمينيتور جينسيس” Traminator Genisys فشل بتصدر إيرادات السينما واكتفى بالمركز الثالث بإيرادات 28.7 مليون دولار أميركي مقابل 129.7 مليون دولار عالمياً في أسبوع عرضه الأول.
وتم تصنيف الجزء الخامس من سلسلة أفلام ترمينيتور الأسوأ من ناحية العائدات رغم أنه عرض في ليلته الافتتاحية في أكثر من 3758 قاعة سينما في أميركا.
كما انتقد البعض طريقة عمل جميس كاميرون مخرج الفيلم الشهير، واعتبروا انه وان كان من رواد عصر جديد في عالم السينما الا ان أسلوبه يعتمد على التقنية وليس على الابداع الإنساني.
وعرف عن جميس انه سيء التعامل مع الممثلين الذي عمل معهم في فيلم “المدمر” وكان في كل مرة يقع في خلاف معهم ويصمم على ترك العمل قبل التراجع عن ذلك في اللحظات الاخيرة لأنه يؤمن بالآلة اكثر من ايمانه بالعنصر الإنساني.
ورغم انه توجه خدم الفيلم باعتباره يرفع شعار عصر الالة والذكاء الاصطناعي، الا ان التركيز على العنصر البشري كان ثانويا وهامشيا.
ويواجه الخيال العلمي في كثير من الأحيان موجة من السخرية بسبب الأخطاء العلمية الجسيمة التي يرتكبها.
وهناك العشرات من المدونات التي كتبها علماء تنتقد كتاب ومخرجي تلك الأفلام لتضحيتهم بقوانين الكون الأساسية في سبيل تقديم رواية قصة مثيرة.
|