كيف يمكنك الدفاع عن نفسك دون إظهار ذلك؟

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الثلاثاء,10 ديسمبر , 2019 9:08ص

آخر تحديث: الثلاثاء,10 ديسمبر , 2019 9:08ص

تعلّم الابتعاد عن الحاجة للدفاع عن النفس في أي تفاعل يعد من بين أقوى المهارات التواصلية التي يمكن تطويرها. فإذا نعتك أحدهم بأنك شخص دفاعي، وترغب في معرفة كيفية الدفاع عن نفسك بهدوء أكثر، فأنت تحتاج للعمل على إزالة إطار “الدفاع” بالكامل.

لا فرق بين الموقف الدفاعي والدفاع عن نفسك

هناك عدد قليل جدًا من التصوّرات التي نحتاج فيها حقا للدفاع عن وجهة نظرنا. والرغبة في أن نكون على حق هي الدافع لتحقيق هذه الغاية في الأغلب. ففي هذه الأوقات، نحن في قبضة الأنا، التي تعمل كحاجز يحول دون التواصل والارتباط الحقيقي.

فالانغماس بشرح السبب الذي يجعل منظور شخص ما صوابًا والآخر خطأ هو أحد أكثر ديناميكيات التواصل غير الصحية التي يمكن للأشخاص إدخالها في صلب العلاقات، كما تقول الكاتبة إليزابيث إيرنشو في تقرير نشره موقع “مايند بودي غرين” الأميركي.

في بحثه عن الزواج والطلاق، وجد عالِم النفس في العلاقات جون غوتمان أن الموقف الدفاعي هو جزء مما يطلق عليها قائمة سلوكيات الاتصال الأربعة التي تشير إلى نهاية العلاقة. وسواء كنت تستخدمه في حياتك الزوجية أو مع الأصدقاء أو العائلة أو في العمل، فإنه يضر بالعلاقات بشكل لا يصدق.

عندما يكون الناس في وضعية دفاعية، فإنهم يرفضون وجهة نظر الشخص الآخر ومسؤوليته بخصوص المسألة، إلى جانب أنهم يكونون غير قادرين على إدراك وجود حقائق متعددة.

كما أنهم يواجهون صعوبة في معرفة أن الاستماع والتصديق لا يعنيان الاتفاق، وأن توفير مساحة للشخص الآخر لا يعني أنك لن تحصل على مساحة للمشاركة عندما يحين الوقت المناسب.

توفير مساحة للشخص الآخر لا يعني أنك لن تحصل على مساحة للمشاركة عندما يحين الوقت المناسب

كيف تستجيب للانتقاد دون التصرّف بدفاعية؟

الناس في المواقف الدفاعية يسمعون رأيا مختلفا أو اعتقادا أو اهتمام شخص آخر، ويستجيبون وفق التصور التالي:

1. الرفض: “لا بد وأنك تمزح معي! هذا ليس بالأمر المهم!”.

2. استخدام “نعم، لكن …”: “حسنًا، أنا أسمعك، ولكن ما حدث حقًا كان…”.

3. الشرح: “حسنًا، لقد علقت في زحمة المرور وبعد ذلك…”.

4. عرقلة المحادثة: “لا يمكننا التحدث عن هذا في الوقت الحالي لأنني أريد التحدث عن…”.

5. إعادة إلقاء اللوم على الطرف الآخر: “أنت لا تفعل ذلك أيضا!”.

6. ممارسة دور الضحية: “أنت تظلمني كثيرًا!”.

وبشكل عام، الموقف الدفاعي يحافظ على نسق النقد أو الدفاع الذي يشعر فيه الطرف الآخر بأنه غير مسموع، ومن المرجح أن يزيد حدة وجهة نظره أو يلجأ لأشكال انتقادية أكثر أذيّة. وهذا يكرر التصور نفسه الذي كان يحاول الشخص الدفاعي الخروج منه -أي المزيد من الانتقادات- مما يؤدي إلى حلقة مكررة من الموقف الدفاعي.

ويرى غوتمان أن الخروج من هذه الحلقة يتطلب تحمل المسؤولية أو الإعراب عن التصديق. بعبارة أخرى، هذه الأمور لا تعني أنه ينبغي عليك الموافقة، وإنما يمكنك أن ترى من خلال وجهة نظرهم –الآخرين- حقيقة ما يفكرون أو يشعرون به.

في الواقع، عند ردّك على آراء أو انتقادات متباينة بالطريقة التي سنوضحها تاليا: في “ردود المصادقة” و”ردود تحمل المسؤولية”، فأنت بذلك تتواصل مع الطرف الآخر وتنزع فتيل التوتر، وهذا من شأنه أن يخلق الثقة.

يمكنك أن ترى من خلال وجهة نظر الآخر حقيقة ما يفكر أو يشعر به 

ردود المصادقة

• “هذا أمر منطقي إلى حد كبير. لو أنني فكرت في ذلك، كنت سأشعر مثلك تمامًا”.

• “لقد فهمت سبب غضبك”.

• “يمكنني معرفة سبب تفكيرك على هذا النحو”.

• “هذا منطقي بالنسبة لي”.

ردود تحمل المسؤولية

• “أنت على حق. لم أنظف الأطباق”.

• “أنا أتحمل مسؤولية الطريقة التي تحدثت بها معك الليلة الماضية. لقد كان ذلك خطأً”.

الموقف الدفاعي مقابل وضع حدود شخصيّة

رغم من أنه من الصحي معرفة كيفية التكيف مع الانزعاج من سوء الفهم، فإن هناك لحظات يكون فيها الطرف الآخر مسيئا للفهم بشكل عميق أو أن سوء الفهم خطير أو ضار بك.

هنا ينبغي عليك أن تضع حدودًا لذلك. لا تدخل الحدود في نمط الموقف الدفاعي، ذلك أنها لا تتمحور حول إثبات أنك على حق وأن الطرف الآخر على خطأ. بل إنها تُخوّل للطرف الآخر معرفة أنك قد بلغت الحدود القصوى فيما يقولوه لك أو كيف يقولوه لك.

لقد فهمت وأنا أتحمل مسؤولية دوري في هذا. ومع ذلك لن أستمر بتحمّل انتقاداتك لي 

أمثلة على وضع الحدود

• “لقد فهمت وأنا أتحمل مسؤولية دوري في هذا. ومع ذلك لن أستمر بتحمّل انتقاداتك لي”.

• “استمعت لوجهة نظرك، وأفهم أن هذه هي الطريقة التي ترى بها الأشياء. كنت لأغضب أيضًا لو اكتشفت أن هذه الأمور صحيحة. أحتاج لوضع الأمور في نصابها. هل أنت مستعد لسماع وجهة نظري؟”.

• “لست مجبرًا على التحدّث إليك أثناء صراخك بوجهي. عندما تتحدث معي باحترام، سأعود وأستمع إليك”.

• “إذا واصلت انتقادك لي فلن أستمر في هذه المحادثة”.

هدف الموقف الدفاعي

والهدف من اتخاذ موقف دفاعي هو منع الناس من التدخّل في شؤونك (حماية نفسك من المعلومات التي يقدمونها لك)، في المقابل يتعلق وضع الحدود بتلقي المعلومات وحماية نفسك في الوقت نفسه، إلى جانب أنها قد تحمي العلاقة من التعرض للمزيد من الضرر.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: