هل لديك رغبة دائمة في رسم العالم من حولك وشغف بالألوان ودرجاتها؟ هل تتخيل ردود فعل الناس إذا ما رسمت؟ إذا كنت كذلك فربما حان الوقت لكي تتعلم الرسم وتطلق العنان لموهبتك، فقد يكون قدرك هو أن تصبح رسّامًا.
ومثل غيره من المجالات، في عصر الإنترنت والسماوات المفتوحة، فإن الرسم قد صار مجالا تنافسيا للغاية، وحري بأي شخص يريد أن تطأ قدماه ذلك المجال أن يكون مُلمًا بعدة مبادئ أساسية يستخدمها قاعدة لبناء مستقبله رسّاما محترفا، وهي:
أولًا: إذا كنت بصدد أن تختار الرسم مستقبلا مهنيا، فعليك أن تطلع -ولو بشكل مجمل- على تاريخ المهنة التي اخترتها لنفسك، فوفقًا لموقع تاريخ الفن، فإن الإلمام بتاريخ الفن رغم كونه تاريخا طويلا وفضفاضا، يلهم المهتمين بالفنون إلى حد كبير ويثري إبداعاتهم، وهو الرأي نفسه الذي أيده الرسام الفرنسي الشهير كلود مونيه حين قال “إن التفَكُّر وقوة الملاحظة يفتحان الأفق أمام المرء، ولهذا السبب بالتحديد علينا أن نبحث ونتحرى دون كلل أو ملل”.
ثانيًا: عليك أن تحدد نوع المذهب التشكيلي الذي تريد أن ترسم على طريقته، فمثلا، هناك مذاهب الفن الحديث في القرن العشرين التي تتنوع بين التعبيري والتكعيبي والتجريدي وغير ذلك، وهناك أيضًا توجهات معاصرة مثل الرسم التوضيحي أو الجرافيك، وهكذا.
ووفقًا لموقع كانسون لتعلم الفنون التشكيلية، تستطيع أن تحدد نوع المدرسة أو المذهب الذي يلبي شغفك عبر مراقبة عالم الفنون التشكيلية عن كثب سواء عن طريق المعارض أو مواقع الإنترنت، حيث ستجد بين عدد كبير من الوسائط ما يعتبر الأنسب لك، سواء كانت تلك الوسائط لوحات قماشية أو ألواحا ذكية حديثة، ألوانا مائية وزيتية أو برامج للتصميم الاحترافي.
ثالثًا: بعد أن حددت الوسائط التي تلبي شغفك وتستطيع من خلالها التعبير عما يجول في رأسك من أشكال فنية، حاول أن تشتري أفضل أنواع الوسائط المختارة، فجودة الوسائط تساعدك في تقديم عملك بشكل أفضل، فإذا اخترت مثلا العمل بألوان زيتية، فعليك اختيار أفضل المتاح في العلامات التجارية (الماركات) الزيتية.
رابعًا: بعد تجهيز العتاد اللازم، تعرف إلى كيفية الحفاظ على تلك الأدوات صالحة لأطول فترة ممكنة، فصيانة الوسائط والأدوات التي سيتم استخدامها ستساعدك في التفكير بالمواضيع التي تريد رسمها عوضًا عن التفكير في كيفية توفير أدوات جديدة.
خامسًا: التعلم والممارسة، وهما بالنسبة للناقدة والرسامة ألفين لوندغرين مربط الفرس، حيث ترى لوندغرين أنه على المبتدئين اختيار عنصر ما ورسمه مرارا وتكرارا حتى يخرج بأفضل شكل ممكن، بعد ذلك، يباشر المبتدئون في دروس لتعلم الرسم من المستوى الذي قدمته الرسومات التي تم تكرارها بالفعل.
ويعج الإنترنت، وخاصة موقع اليوتيوب بمئات الفيديوهات التي تساعد المبتدئين في تعلم وإتقان قواعد الرسم والانتقال من مستوى لمستوى بسهولة ويُسر، ويمكن الاعتماد على السلسلة التي نشرها رسام المناظر الطبيعية الكندي براندون شايفر لتعليم الرسم للمبتدئين عبر موقع اليوتيوب، والتي يشرح فيها -بالخطوات وعلى مراحل- طريقة رسم “إسكتشات” (أولية أو تقريبية) بقلم رصاص للمبتدئين.
سادسًا: مرحلة التقليد، يساعدك تقليد المحترفين أو كبار الرسّامين عبر التاريخ في التعرف إلى حجم التطور الذي وصلت إليه، فإذا تمكنت -في البداية- من رسم برتقالة ملونة، ثم أصبحت قادرا في مرحلة ما على رسم لوحة مثل الموناليزا مثلا، فإنك لا محالة قد حققت تقدمًا ملموسًا في مشوارك المهني.
سابعًا: لا تستمر في تقليد كبار الرسامين لفترة طويلة، بل انتقل لمرحلة خلق فنك الخاص والتعبير عن خواطرك وأفكارك عبر أعمالك الفنية، وفي هذا الصدد لا تبحث عن فكرة رائعة ترسمها، لأنك ستخسر الكثير من الأفكار الجيدة في طريق بحثك عن الفكرة الرائعة التي تتخيل أنك ستغير بها شكل العالم.
ثامنًا: سوّق فنك، إذ إن واحدة من أفضل محاسن الإنترنت كونه سوقًا مفتوحة لمن شاء أن يعرض أيا ما شاء من منتجات أو أعمال، ففكر في إنشاء صفحة على أي موقع من مواقع التواصل واعرضْ أعمالك للبيع بأسعار معقولة.
فوفقًا لموقع فورمات الفني، فإن الرغبة في الربح لا تتناقض مع ميولك الفنية الرفيعة، وبالعكس أنت تحتاج للمال للحفاظ على قدر من الإنتاجية التي تتطلب الكثير من الأدوات والوسائط للرسم، وينصح فريق الموقع أن يخصص الفنانون صفحات مختصة لنشر وتسويق أعمالهم.
وعليه، يستطيع أي شخص يرى في نفسه الرغبة والموهبة أن يكون رسّاما طالما نظر في تاريخ الفن واعتبر، وزود نفسه بالأدوات والوسائط المناسبة ودرس وفهم، ثم نجح في تسويق أعماله ليحقق بعض الربح الذي يضمن له على الأقل مستقبلا استمراريته رسّاما.