بدأت المعارضة في فنزويلا قطع الطرق، بهدف زيادة الضغوط على الرئيس الاشتراكي نيكولاس مادورو الذي وجه نداء للحوار، بعد احتجاجات عنيفة أسفرت عن مقتل 21 شخصا خلال 3 أسابيع.
منذ الصباح، بدأ المتظاهرون يتجمعون في مختلف نقاط العاصمة. واقدمت الشرطة على تفريق احد التجمعات بالغاز المسيل للدموع والرصاص المطاطي في شرق كراكاس، وفقا للمعارضة.
ودعا التيار المناهض لشافيز (تيمنا باسم الرئيس الراحل هوغو شافيز، 1999-2013) الى قطع مفاصل الطرق في البلاد، وضمنها الطريق السريع في كراكاس. وتطالب المعارضة باجراء انتخابات عامة مبكرة هذه السنة، ورحيل مادورو قبل انتهاء ولايته في كانون الاول 2018.
وقال زعيم المعارضة هنريك كابريليز: “ستستمر الاحتجاجات السلمية في جميع أنحاء البلاد حتى يحترم مادورو الدستور، ويضع حدا للانقلاب الذي قام به. واذا لم نتلق ردا من قادة مؤيديه الفاسدين وتجار المخدرات في وقت متأخر اليوم، فسنعلن خطوات جديدة”.
وتوفيت الاحد امرأة (47 عاما) من مؤيدي الرئيس كانت اصيبت بجروح الاربعاء، مما يرفع الى 21 عدد القتلى الذين سقطوا في التجمعات منذ 1 نيسان.
والأحد، فرقت الشرطة تظاهرة مرتجلة للمعارضة في سان كريستوبال غرب البلاد، على هامش مباراة في كرة القدم.والسبت، نظمت المعارضة “مسيرات صامتة” إلى الأسقفيات في كراكاس ومدن عدة أخرى، مثل ماراكايبو، باركيسيميتو وسان كريستوبال. وتظاهر آلاف مرتدين ثيابا بيضاء، غالبا من دون حوادث، باستثناء بعض الصدامات في العاصمة.
وخلال خطابه الاسبوعي التلفزيوني الاحد، قال مادورو الذي فاز بفارق ضئيل في انتخابات الرئاسة العام 2013 بعد وفاة شافيز: “نعم، أريد انتخابات الآن”، مشيرا الى الانتخابات الاقليمية التي كانت ستجري في كانون الاول، لكنها تأجلت، والانتخابات البلدية المتوقع ان تجري هذه السنة. واضاف: “أنا جاهز لما تقوله السلطات الانتخابية”.
وجدد دعوة المعارضة الى استئناف الحوار المجمد منذ كانون الاول. وطلب مساعدة البابا فرانسيس. وقال: “أوجه نداء الى البابا فرانسيس لمواكبتنا في الحوار، لأن هناك مؤامرة في روما وهنا ايضا ضد الحوار في فنزويلا”.
وتتهم الحكومة الكنيسة بأنها “لاعب سياسي” الى جانب المعارضة. وكانت البيرو اطلقت ليلة الاحد فكرة وساطة يتولاها الفاتيكان مع 12 دولة في المنطقة. وفشلت الوساطة التي قام بها الكرسي الرسولي مع اتحاد دول أميركا الجنوبية (يوناسور) العام الماضي.
وقال وزير خارجية البيرو ريكاردو لونا إن الوضع “خرج عن السيطرة” في فنزويلا، و”مادورو لا يسعى الى الحوار”.
وكان 11 بلدا من بلدان أميركا اللاتينية هي الأرجنتين والبرازيل وتشيلي وكولومبيا وكوستاريكا وغواتيمالا وهندوراس والمكسيك وباراغواي والبيرو وأوروغواي والولايات المتحدة، الاعضاء في منظمة الدول الأميركية، دعت الى إجراء انتخابات. بدوره، قال مادورو الذي تلقى دعما من القوات المسلحة الثورية الكولومبية (فارك الماركسية)، ان لديه “أدلة” على تورط النائب المعارض خوسيه غيراذ توماس غوانيبا في الاضطرابات.
والأزمة السياسية الحالية ناجمة عن فوز المعارضة من يمين الوسط في الانتخابات التشريعية نهاية 2015، مما وضع حدا لهيمنة تيار شافيز، في حين غرق اقتصاد هذا البلد مع انخفاض أسعار النفط الخام.
واندلعت اعمال الشغب مطلع نيسان، مع تنديد المعارضة بـ”الانقلاب” بعد قرار المحكمة العليا التي تعتبر وثيقة الصلة بمادورو، بتولي صلاحيات البرلمان، مما أثار موجة من الغضب الديبلوماسي دفعها الى الغاء قرارها بعد 48 ساعة.
وفي حين تستمر ولاية مادورو حتى نهاية 2018، يؤيد 70% من المواطنين رحيله فورا، وفقا لاستطلاع اجراه معهد “فينيبارومترو”. واسفرت الموجة السابقة من الاحتجاجات التي هزت البلاد العام 2014 عن مقتل 43 شخصا، وفقا للأرقام الرسمية.