جعلت شعبية مسلسل “صراع العروش” مواقع تصوير أحداثه بمثابة وجهات للاستقطاب السياحي، ولكن هذا الأمر جعل بعض المدن متوجسة مما يُعرف باسم “السياحة المفرطة”.
فقد أشار تقرير نشره موقع “ذا ترافل” الأميركي إلى أن وادي “فياذْراوركلْيُوفُو كانيون” جنوب شرق أيسلندا أصبح واحدا من أكثر المواقع شعبية في البلاد، ليس بسبب المناظر الطبيعية الخلابة التي تجذب حشود السياح فحسب، بل بسبب “صراع العروش”.
معركة ملك الليل
وأضاف التقرير أن الوادي مثّل خلفية وموقع تصوير لمواسم من المسلسل الشهير، ويعرف المعجبون الوادي بصفته المكان الذي ركب فيه جون سنو تنينا لأول مرة، كما حارب فيه جيش ملك الليل المعروف باسم “المشاة البيض” بالقرب من الوادي.
إثر ذلك، تدفق عشاق المسلسل المتحمسين إلى الوادي لمشاهدة موقع التصوير، حيث ارتفع عدد الزوار إلى أكثر من مليون منذ عام 2015.
وقد يكون لهذه الأرقام تأثير إيجابي على اقتصاد أيسلندا، لكن زيادة حركة المرور تسببت في أضرار مباشرة للطبيعة، وقد اتخذت الحكومة إجراءات، بما في ذلك إغلاق المتنزه الذي يقع فيه الوادي فترة وجيزة، وتركيب لافتات التحذير، ونشر حرس الغابات في مكان قريب لردع الزوار.
عاصمة المسلسل
كما شهدت دوبروفنيك الكرواتية منذ عرض المسلسل لأول مرة عام 2011 أعدادا متزايدة من السياح، فقد جسّدت هذه المدينة العريقة “كينغز لاندينغ” الخيالية مما دفع العديد من المعجبين إلى التفكير في زيارتها.
ورغم أن دوبروفنيك لا تستقبل عددا كبيرا من السياح مثل المدن الأكثر شعبية بأوروبا، على غرار باريس والبندقية، فإنها لا تزال تتلقى أعدادا ضخمة مقارنة بحجم المدينة الصغير.
في المقابل، اتخذ عمدة دوبروفنيك تدابير للسيطرة على السياحة الجماعية بمنع المطاعم من إضافة أماكن جلوس جديدة لاستيعاب أعداد أكبر من السياح، كما وضع عددا من القيود على فتح المطاعم الجديدة.
كما أشار التقرير إلى أن “صراع العروش” تسبب في تغيير السياحة في أيرلندا الشمالية، حيث يزور العديد من المسافرين الآن العاصمة ومواقع تصوير أخرى، ولكن لم تبلغ المرحلة التي تصبح فيها الأعداد الهائلة من السياح مشكلة.