في هذه الأيام العصيبة وحيث لا نملك أكثر من الوقت، قرر الكثيرون من عشاق السينما استثمار وقت فراغهم في الاستمتاع بالأفلام التي طالما أجلوا مشاهدتها، بدلا من مطالعة الأخبار والانهيار العصبي تحت وطأة التوتر والسيناريوهات السيئة.
فإذا كنتم قد مللتم أفلام الرعب والحركة والأبطال الخارقين اللاتي صارت الأكثر انتشارا، وتبحثون عن أعمال تعتمد أكثر على الحبكة والدراما، هذه القائمة ستتيح لكم بعض أفضل الأفلام المستقلة على نتفلكس التي ستجدون فيها ضالتكم.
حكايات إنسانية
في 2017، قرر المخرج والكاتب نواه بومباك تقديم “حكايات مايرويتز” (The Meyerowitz Stories) وهو عمل درامي مفخخ تمرر فيه الدراما من خلال الكوميديا، خاصة وأن أبطاله آدم ساندلر وبن ستيلر وداستن هوفمان.
وأثنى النقاد على محتوى العمل مشيدين بالتمثيل والجانب الإنساني، إذ يتتبع السيناريو بالغين يعيشون في ظل آبائهم بشكل أو بآخر، لنشهد عبر سرد درامي ملهم حكايات هؤلاء الأبناء.
ونافس الفيلم على السعفة الذهبية بمهرجان كان وفاز بجائزة “بالم دوغ” بالمهرجان نفسه، مما جعله ثاني فيلم لنتفلكس ينافس في كان بالعام نفسه بجانب فيلم “Okja”. وهو ما نتج عنه صداما مع رئيس لجنة التحكيم الذي انحاز لفكرة وجوب أن تكون الأفلام المسموح لها بالتنافس في المهرجان قد أنتجت خصيصا للسينما وليس لمنصات البث.
وقد أسفر الأمر عن قاعدة ضرورة توزيع الأفلام المنافسة في المهرجان في دور العرض الفرنسية، وعدم منحها لمنصات البث قبل مرور 36 شهرا على عرضها في السينمات، مما يعني خروج أفلام نتفلكس من أي منافسة مستقبلية.
عن الحرب والعنصرية
إذا كنتم من عشاق الدراما الحربية ننصحكم بمشاهدة فيلم “مادباوند” (Mudbound) الذي ترشح للأوسكار والغولدن غلوب، في حين منحه الجمهور تقييما بلغ 7.4 نقاط على موقع “آي أم دي بي” الفني، وتجاوزت إيراداته 117 مليون دولار، من إجمالي ميزانية لم تتخط 10 ملايين دولار.
تعود أحداث الفيلم إلى عام 1939، فنشهد عائلتين الأولى ذات بشرة بيضاء والأخرى سوداء، يعيش كلاهما في المسيسيبي وسط أجواء من العنصرية، ومع اشتعال فتيل الحرب العالمية الثانية يرسل فرد من كل أسرة إلى الحرب، وهناك يتغير الاثنان إثر ما يختبرانه سويا من معاناة وصدمات متتالية.
ومع انتهاء الحرب، يعود كل منهما لعائلته بعد أن انكسر بداخله شيء لا يمكن إصلاحه، لكنهما يفاجآن بأن العالم من حولهما لم يتغير وأن عليهما التعامل مع كرب ما بعد الصدمة والواقع المحيط بمفردهما، وهو ما يفعله كل منهما على طريقته الخاصة.
من السحر إلى الكوميديا
لعب النجم دانيال رادكليف دور البطولة لسنوات بسلسلة “هاري بوتر”، ومع إقناعه الجميع بالشخصية التي أداها وثباته في أذهانهم بهذه الصورة، كان عليه بذل مجهود مضاعف للخروج من الصندوق إذا ما أراد للمنتجين الثقة بموهبته وفتح مجالات جديدة أمامه.
ربما لذلك وافق على بطولة فيلم “رجل متعدد الاستخدامات” (Swiss Army Man) الذي دارت أحداثه في مغامرة غير متوقعة تجمع بين الكوميديا والإثارة، بطلها شاب يعاني من اليأس والوحدة في البرية، مما يدفعه لاتخاذ قرارا بقتل نفسه، إلا أن محاولته تبوء بالفشل، قبل أن يجد جثة على الشاطئ فيحاول إنعاشها وحين يفشل يقرر الاحتفاظ بها والانطلاق معها في رحلة غريبة وغير متوقعة بهدف الوصول إلى المنزل، وهي الرحلة التي يعيد من خلالها اكتشاف نفسه وقدراته.
جراد البحر
“جراد البحر” (The Lobster)، هو أحد أشهر أفلام المخرج اليوناني يورغوس لانثيموس الأخيرة، والذي صدر في 2015، وأسندت بطولته إلى كولن فاريل وريتشل وايز، ونجح في تحقيق نجاح جماهيري كبير، ولاقى استحسانا من النقاد رغم وصفه من قبل البعض بالجريء والمربك، وتأكيد حاجته لمشاهد يحمل من الثبات الانفعالي ما يؤهله لاستكمال المشاهدة.
تدور قصة الفيلم حول عالم مستقبلي يلزم سكانه بالحياة أزواجا، فمن كان بمفرده أو فقد رفيق حياته عليه أن يمكث في أحد الفنادق لمدة 45 يوما فإما العثور على شريك جديد يجمعه به صفة مميزة مشتركة أو يتحول الأعزب لحيوان طريد متاح للصيد في البرية. هكذا يجد البطل نفسه بعد أن رحلت عنه زوجته، مضطرا لمصارعة الزمن للعثور على أي شريكة هربا من المصير الملعون، حتى لو كان ذلك يعني أن يكذب ويدعي صفات غير حقيقية في نفسه.
لكنه تمكن من الهرب واللحاق بجماعة أخرى ممن فروا قبله، والذين يشترطون لقبوله الموافقة على قوانينهم التي تنص على العيش فرادى دون الوقوع في الحب وإلا الموت. ومع أن البطل يظن نفسه قد أصبح بينهم آمنا فإن ما لم يحسب حسابه كان وقوعه في الحب في المكان غير المناسب، وتتوالى الأحداث.