أيام قليلة تفصلنا عن شهر رمضان المبارك، ومعه يبدأ كالمعتاد الموسم الدرامي الذي تزدحم فيها الشاشات عادة بأكبر قدر من المسلسلات طوال العام. لكن في مصر، اختلف الأمر قليلا العام الماضي، من خلال سيطرة شركة سينرجي للإنتاج الفني على الإنتاج والتوزيع التلفزيوني.
سينرجي مملوكة لشركة “إعلام المصريين” التابعة لأجهزة أمنية، وتملك بشكل مباشر أبرز القنوات التلفزيونية “دي إم سي”، “سي بي سي” بالإضافة لشبكة قنوات “أون”.
وانخفض عدد المسلسلات العام الماضي، حينما أرادت سينرجي تخفيض أجور الممثلين، وذلك في احتكار مكتمل لمجال الإنتاج الدرامي وعليه غاب عن الموسم الممثلان الأهم على مستوى الدراما وهما يحيى الفخراني وعادل إمام، وقد جرى تخفيض أجر محمد رمضان وأمير كرارة عن المعتاد.
أما العام الحالي، فقد سمحت سينرجي بقيادة المنتج المصري تامر مرسي بفتح المجال قليلا لشركات إنتاج أخرى، مع الالتزام بالتسعيرة المفروضة لأجور الممثلين منذ العام الماضي، مع استثناء وحيد لعادل إمام.
في الصدارة
يعود الممثل عادل إمام عام 2020 من خلال مسلسل “فالنتينو” من إخراج نجله رامي وتأليف أيمن بهجت قمر.
وتقاضى عادل أربعين مليون جنيه (نحو 2.5 مليون دولار) من سينرجي للإنتاج الفني المسؤولة عن إنتاج المسلسل حاليا، طبقا لموقع “السينما” المتخصص.
وتم استثناء هذا الممثل من الحد الأقصى لأجور نجوم دراما رمضان، وهو ما أكده المنتجان جمال العدل وطارق الجنايني في لقاءات تلفزيونية.
ووفقا للعدل والجنايني فإن المنتجين قد اجتمعوا رفقة مرسي -الذي يمثل شركة سينرجي ومجموعة إعلام المصريين- وقرروا استثناء إمام وحده لمكانته وتاريخه الفني، لذا فقد أدى الضوء الأخضر الذي أعطاه مرسي لاستمرار العمل على المسلسل الذي كان من المفترض أن يتم عرضه في رمضان العام الماضي، وكان في ذلك التوقيت من إنتاج شركة ماغنوم ومديرها التنفيذي هشام تحسين.
وتوقف المسلسل نتيجة احتكار “إعلام المصريين” للإنتاج وامتلاكها للقنوات بشكل مباشر وغير مباشر أحيانا، وانتظر الجميع وصول “إعلام المصريين” لاتفاق مع إمام لاستكمال المسلسل أو انسحابه نهائيا من الدراما، وانتهى الأمر بحصوله على استثناء خاص.
إمام ودلال عبد العزيز من كواليس مسلسل “فالنتينو”
صراع رمضان وكرارة
وليس غريبا أن تكون سينرجي هي المنتجة أيضا لمسلسل “البرنس” من بطولة محمد رمضان، ومسلسل “الاختيار” من بطولة أمير كرارة، وبذلك تسيطر على المراكز الثلاثة الأولى في قائمة أعلى النجوم أجرا.
وحصل رمضان على 18 مليون جنيه (نحو 1.1 مليون دولار) ليرتفع أجره بستة ملايين جنيه مقارنة بأجره في مسلسل “زلزال” الذي عرض خلال العام الماضي.
ورغم ارتفاع أجر رمضان فإنه أقل من نصف أجره قبل فرض تسعيرة “إعلام المصريين” فقد حصل منذ عامين على 45 مليون جنيه (نحو 2.8 مليون دولار) مقابل بطولته لمسلسل “نسر الصعيد” من إنتاج شركة “العدل غروب”.
مسلسل “البرنس” من تأليف وإخراج محمد سامي، وتدور أحداثه في أجواء الحارة الشعبية ومشاكل الإرث المعتادة في مسلسلات رمضان.
وينافس رمضان بشكل مباشر كرارة الذي يدخل السباق الرمضاني بمسلسل “الاختيار” الذي يروي قصة وفاة العقيد أحمد المنسي، وهو من تأليف باهر دويدار وإخراج بيتر ميمي.
ووصل أجر كرارة -وفقا لإذاعة “نجوم إف إم”- إلى 11 مليون جنيه (نحو 700 ألف دولار) مرتفعا بخمسة ملايين مقارنة بأجره العام الماضي عن بطولة الجزء الثالث من مسلسل “كلبش”.
الفتوة ونيللي
في المركز الرابع والخامس يأتي كل من ياسر جلال عن مسلسل “الفتوة” ونيللي كريم عن مسلسل “بـ 100 وش” فقد حصل جلال على تسعة ملايين جنيه (نحو 570 ألف دولار) في المسلسل الذي أنتجته سينرجي أيضا، ليصبح إجمالي ما أنفقته الأخيرة على أربعة ممثلين فقط هو 83 مليون جنيه (نحو 5.2 مليون دولار) إذا ما كانت سينرجي قد تحملت بالكامل أجر إمام، أما في حالة مشاركة شركة ماغنوم في الإنتاج فربما يقل الرقم قليلا.
“الفتوة” من تأليف هاني سرحان وإخراج حسن المنياوي، ويدور في أجواء فتوة الحارة الذي يقدمه جلال في نسخة عصرية بعد أن اعتدنا عليها لسنوات بروايات الأديب العالمي نجيب محفوظ، ونذكر منها ملحمة الحرافيش التي تحولت لمسلسل “السيرة العاشورية” من بطولة الراحل نور الشريف.
أما كريم فقد حصلت على سبعة ملايين جنيه (نحو 440 ألف دولار) من شركة العدل التي تعود على استحياء هذا العام بعد غياب تام العام الماضي.
“بـ 100 وش” يشارك في بطولته أيضا آسر ياسين، من تأليف أحمد وائل وعمرو الدالي وإخراج كاملة أبو ذكرى، وهو كوميدي يعرض في حلقات، ويمثل أرضا جديدة لبطلته كريم ومخرجته أبو ذكرى القادمتين من أعمال درامية وتاريخية السنوات الأخيرة.
