صور من الارشيف : الحرب التي فتكت بـ 5 ملايين انسان كوري 1950

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الإثنين,1 مايو , 2017 9:31ص

آخر تحديث: الإثنين,1 مايو , 2017 9:31ص

اندلعت الحرب الكورية في الـ 25 من حزيران / يونيو 1950، عندما اندفع نحو 75 الفا من جنود جيش الشعب الكوري الشمالي عبر الحدود مع كوريا الجنوبية والتي كانت تعرف بخط العرض 38، والذي كان يمثل الحدود بين جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية المدعومة من قبل الاتحاد السوفيتي الى الشمال، وجمهورية كوريا الموالية للغرب في الجنوب.

وكان الزعيم الكوري كيم إيل سونغ أعلن قيام جمهورية كوريا الديمقراطية الشعبية في عام 1948، أي بعد 3 سنوات من زوال الاستعمار الياباني لشبه الجزيرة الكورية عند انتهاء الحرب العالمية الثانية واستسلام اليابان للحلفاء.

وكان الغزو الكوري الشمالي للجنوب أول عمل عسكري في حقبة الحرب الباردة.

وتدخل الأمريكيون في الحرب في تموز / يوليو 1950 الى جانب كوريا الجنوبية. وكان المسؤولون الأمريكيون ينظرون الى تلك الحرب على انها حرب مع القوى الشيوعية العالمية.

وعقب كر وفر عبر خط العرض 38، دخل القتال مرحلة جمود، وتزايدت اعداد القتلى والجرحى دون أي نتيجة.

في غضون ذلك، كان المسؤولون الأمريكيون يحاولون جاهدين التوصل الى هدنة مع الكوريين الشماليين، إذ كانوا يخشون أن البديل سيكون حربا أوسع نطاقا تشمل الاتحاد السوفييتي والصين أو حتى اندلاع حرب عالمية ثالثة.

واخيرا، وفي تموز / يوليو 1953، وضعت الحرب الكورية أوزارها، ولكن ليس قبل ان تفتك بأرواح حوالي 5 ملايين شخص من مدنيين وعسكريين.

وما زالت شبه الجزيرة الكورية مقسمة الى يومنا هذا.

ينسب الى وزير الخارجية الأمريكي ابان الحرب الكورية دين أتشيسون قوله “اذا حاولت افضل الأدمغة في العالم ان تجد لنا أسوأ موقع في العالم لخوض هذه الحرب الملعونة، لكانوا أجمعوا على كوريا.”

منذ بداية القرن العشرين وشبه الجزيرة الكورية جزء من الامبراطورية اليابانية التي احتلتها عام 1910.

أعلن الاتحاد السوفيتي الحرب على اليابان في أغسطس / آب 1945 بعد ان توصلت الى اتفاق بهذا الشأن مع الولايات المتحدة، ونجح في تحرير كوريا الى حد خط العرض 38.

وبعد الحرب العالمية الثانية كان على الأمريكيين والسوفيت الاتفاق على التصرف بممتلكات تلك الامبراطورية المدحورة.

وفي آب / أغسطس 1945، عمد موظفان صغيران في وزارة الخارجية الأمريكية الى تقسيم شبه الجزيرة الكورية متخذين من خط العرض الـ 38 اساسا لذلك.

واحتل السوفييت المنطقة الواقعة الى شمال هذا الخط، بينما احتل الأمريكيون المنطقة الواقعة الى جنوبه.

وبنهاية عقد الاربعينيات، كانت دولتان قد نشأتا في شبه الجزيرة الكورية، ففي الجنوب، كان الديكتاتور المعادي للشيوعية سينغمان ري يتمتع بدعم أمريكي، بينما في الشمال كان الديكتاتور كيم إيل سونغ يحظى بمساندة السوفيت القوية.

ولكن لم يكن أي من الزعيمين راضيا بالبقاء في جانبه من خط العرض 38، إذ كانا يعتبران نفسيهما الممثل الشرعي لكامل كوريا، ولذا كثرت الاشتباكات الحدودية بين الطرفين واصبحت أمرا دارجا

قتل نحو 10 آلاف من العسكريين الجنوبيين والشماليين في هذه المناوشات حتى قبل اندلاع الحرب بشكل رسمي.

مع ذلك، فاجأ الغزو الكوري الشمالي للجنوب المسؤولين الأمريكيين الذين كانوا يعتقدون أن النزاع ليس مجرد نزاع حدودي بين نظامين ديكتاتوريين غير مستقرين في منطقة نائية من العالم، بل كان الكثير منهم يخشون من أنه يمثل الخطوة الأولى من حملة شيوعية تهدف الى الهيمنة على العالم. ولذا، فالامتناع عن التدخل في الحرب لم يكن واردا بالنسبة للكثيرين من صناع القرار الامريكيين آنذاك.

في الـ 25 من حزيران / يونيو 1950، أصدر مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قرارا اعتبر بموجبه التدخل الكوري الشمالي غزوا ودعا الى وقف فوري لإطلاق النار.

وفي الـ 27 من الشهر نفسه، أصدر مجلس الأمن قراره 83 الذي قرر فيه ارسال قوات دولية الى كوريا. هبت 21 من الدول الاعضاء في المنظمة الدولية (الولايات المتحدة وبريطانيا وكندا وتركيا واستراليا واثيوبيا والفلبين ونيوزيلندا وتايلاند واليونان وفرنسا وكولومبيا وبلجيكا وجنوب افريقيا وهولندا ولوكسمبورغ) وساهمت في هذه القوات “الأممية”، التي شكلت القوات الأمريكية 88 بالمئة من قوامها.

قال الرئيس الأمريكي (الديمقراطي) آنذاك هاري ترومان، “اذا خذلنا كوريا، سيواصل السوفيت تقدمهم وسيبتلعون البلد إثر الآخر.”

كان الصراع في شبه الجزيرة الكورية بالنسبة للأمريكيين رمزا للصراع بين الشرق والغرب، وبين “الخير والشر.”

ولذا، وبينما كان الجيش الكوري الشمالي يحتل العاصمة الجنوبية سول، أعدت الولايات المتحدة قواتها لحرب ضد الشيوعية بحد ذاتها.

كانت الحرب الكورية في أول الأمر حربا دفاعية تهدف الى اخراج القوات الكورية الشمالية من كوريا الجنوبية. لم يحقق الحلفاء الغربيون نتائج مرضية في المراحل الأولى. فقد كان الجيش الكوري الشمالي جيشا منضبطا ومدربا تدريبا جيدا ومزودا بما يحتاج من معدات وسلاح.

أما قوات سينغمان ري، فكانت على عكس ذلك خائفة ومضطربة وميالة للفرار من ساحات المعارك في أي مناسبة.

كما دارت تلك المعارك في صيف ارتفعت فيه درجات الحرارة الى معدلات قياسية، بحيث اضطر الجنود الأمريكيون العطشى الى شرب الماء من مزارع الرز التي استخدمت فيها الاسمدة العضوية، ولذا اصيب الكثير منهم بالتهابات معوية وغيرها من الأمراض.

بنهاية صيف عام 1950، كان الرئيس الأمريكي ترومان والقائد العسكري المكلف بالإشراف على القتال في الساحة الآسيوية الجنرال دوغلاس ماك آرثر قد اتفقا على اهداف محددة للحرب

تحولت بذلك الحرب الكورية الى حرب هجومية هدفها “تحرير الشمال من الشيوعيين.”

نجحت هذه الاستراتيجية مبدئيا في تحقيق اهدافها، فقد أفلح انزال برمائي في انشيون في كوريا الجنوبية في طرد الكوريين الشماليين من سول وانسحابهم الى شمالي خط العرض 38.

ولكن، وبعد ان عمد الأمريكيون الى اجتياز الحدود والتوجه الى نهر يالو (الذي يمثل خط الحدود بين كوريا الشمالية والصين)، بدأ الصينيون بالتعبير عن قلقهم ازاء ما وصفوه “بالعدوان المسلح على الاراضي الصينية.”

ولذا قام الزعيم الصيني ماو تسي تونغ بإرسال قواته الى كوريا الشمالية وحذر الولايات المتحدة بضرورة الابتعاد عن نهر يالو الا اذا كانت تريد خوض حرب شاملة.

وبالفعل، وفي تشرين الأول / اكتوبر 1950، عبرت قوات صينية نهر يالو وانخرطت في الحرب الى جانب كوريا الشمالية.

أدى التدخل الصيني الى تقهقر “القوات الدولية”، التي انسحبت وواصلت تقهقرها الى اواسط عام 1951

لم يكن هذا أمرا يريده الرئيس ترومان ومستشاروه، فقد كانوا متأكدين بأن توسيع الحرب سيؤدي لا محالة الى تحرك سوفيتي في أوروبا واستخدام أسلحة نووية وملايين الخسائر.

ولكن الجنرال ماك آرثر كان يرى أن أي حرب اضيق نطاقا من حرب شاملة تعتبر “تنازلا” للشيوعيين.

فبينما كان الرئيس ترومان يعمل كل ما في وسعه لتجنب الحرب مع الصينيين، كان ماك آرثر يبذل كل ما لديه من جهود لإذكاء حرب كهذه.

وأخيرا، وفي آذار / مارس 1951، بعث ماك آرثر برسالة لزعيم الجمهوريين في مجلس النواب جوزيف مارتن – الذي كان يؤيد موقف ماك آرثر باعلان الحرب على الصين – قال فيها إنه “لا يوجد بديل للنصر” في الحرب على الشيوعية العالمية.

كان ماك آرثر واثقا بأن محتويات الرسالة ستسرب الى الصحف، ولكن بالنسبة لترومان كانت تلك الرسالة هي القشة التي قصمت ظهر البعير. وفي الـ 11 من نيسان / ابريل 1951، طرد ترومان ماك آرثر بتهمة التمرد.

الحرب تصل الى طريق مسدود

في تموز / يوليو 1951، شرع الرئيس ترومان وقادته العسكريون الجدد في مفاوضات للسلام جرت في قرية بانمونجوم الحدودية بين الكوريتين، ولكن القتال استمر في منطقة خط العرض 38 بعد ان تعثرت المفاوضات.

وكانت عقدة الخلاف بين الجانبين تتمثل في وجوب اجبار الأسرى الكوريين الشماليين والصينيين على العودة الى بلدانهم، إذ كان الصينيون والكوريون الشماليون يصرون على ذلك، بينما رفض ذلك الأمريكيون.

ولكن أخيرا، وبعد اكثر من سنتين من المفاوضات وقعت الأطراف المتحاربة على اتفاق للهدنة في الـ 27 من تموز / يوليو 1953 سمح للأسرى بالتوجه الى البلد الذي يرغبون، ومنح كوريا الجنوبية مساحة أرض اضافية تبلغ مساحتها 1500 ميل مربع قرب خط العرض 38 وشكّل “منطقة منزوعة السلاح” يبلغ عرضها ميلان ما زالت موجودة اليوم.

الخسائر

كانت الحرب الكورية حربا قصيرة، ولكنها اتسمت بدموية استثنائية، فقد قتل فيها اكثر من 5 ملايين انسان اكثر من نصفهم من المدنيين شكلوا 10 بالمئة من مجموع سكان الكوريتين. وكانت نسبة الخسائر تلك اعلى من الخسائر المدنية في الحرب العالمية الثانية وحرب فيتنام.

كما قتل في الحرب نحو 40 الفا من العسكريين الأمريكيين وجرح فيها أكثر من 100 الف منهم.

A young Korean girl, carrying her brother on her back, trudges by a stalled tank at Haengju. South Korea estimated that the number of civilian deaths in the three-year conflict topped 373,599, and said nearly 138,000 of its droops died in the war. It is estimated that more than 33,000 US troops were killed in battle, and there were a further 2,830 non-battle deaths

US Marines guarding three captured North Koreans in a picture believed to have been taken in 1950. The country was divided following its liberation from Japan at the end of the Second World War. The Soviet Union defeated the Japanese army north of the 38th parallel - the division line between north and south - while the US forces fought in the south. In the build-up to the Korean War, the two regions had their own regions, both with their own governments, and both claimed to be the true government of the entire peninsula

The cost of the Korean War to the US was around $67 billion. It is estimated that 103,284 servicemen were wounded during the three-year conflict, and more than 7,800 US troops remain unaccounted for. On June 25, 1950, the UN Security Council denounced North Korean aggression and called for troops to retreat. President  - The U.N. Security Council denounces North Korea's actions and calls for a cessation of hostilities and withdrawal of the NKPA to the 38th parallel. Five days later, President Harry S. Truman ordered troops into action

American Army Engineers are seen using a two-wheeled cart from a river bed as they clear a route for the advance of American motor vehicles. The picture was taken on July 24, 1950, in the first weeks of a war which would last more than three years and claim tens of thousands of lives in one of the first major flashpoints of the Cold War

More than 5.7million US troops were sent to war in Korea during the three year conflict, and 36,574 were killed, according to official figures. A further 103,000 were wounded during the brutal campaign, which followed the invasion by North Korea of its southern neighbor. Wounded American soldiers are pictured being given medical treatment at a first aid station on July 25 1950, less than four weeks into the conflict 

Men and equipment are shown being parachuted to earth in an operation carried out by United Nations airborne units. It was the first time the United Nations, founded in 1945, had been forced to play a role. Sixteen countries sent troops to South Korea, while 41 sent equipment or aid

An airview of bombs being dropped by the US Air Force the last time American GIs were sent into battle in the Korean peninsula. The bridges in Seoul, capital of South Korea, were targeted in order to delay the advance of North Korean troops.

Master Sgt Michall C. Fastner, a member of the 9th Infantry Regiment, 2nd Infantry Division, receives his cabin assignments before boarding the USNS General Daniel I, as troops left for the battlefront in Korea. US Secretary of State Dean Acheson would observe: 'If the best minds in the world had set out to find us the worst possible location in the world to fight this damnable war, the unanimous choice would have been Korea.'

A member of the 16th Reconnaissance Company, 1st Cavalry Division sets the fuses on a 'Daisy Chain' of light anti-tank mines, northwest of Youchon, on November 10, 1951. The US sent around 90 per cent of all troops that were sent to aid South Korea

A soldier of the Army of the Republic of Korea, wounded in action against the North Korean Communists, is carried to a first aid station by a US infantryman for treatment. Peace talks began as early as July 1951, but it would take another two years until an armistice was signed on July 27, 1953

The dividing line between North and South: United Nations forces are seen retreating from Pyongyang, the North Korean capital, in 1950, across the 38th parallel. North Korea, under the leadership of Kim Il-sung, grandfather of current leader Kim Jong-un, invaded the South in a move which was condemned by the UN 

US soldiers using mine detectors sweep the road clear of hidden Communist-planted land mines for an advancing M-4 tank in a picture taken on June 10, 1951. Chinese leader Mao Zedong sent troops to North Korea, while the Soviet Union provided equipment to Kim's regime to fight the war

Members of H Company of the 5th Cavalry Regiment set up a barbed wire entanglement, which guards their company area, in September 1951. By this time peace negotiations were underway, with Truman fearful that the conflict could escalate into an all-out war with Russia and China

South Korean troops are pictured moving a 37mm anti-tank gun at Suwon Airfield in 1950, the year North Korean troops crossed the 38th parallel in a move which would spark UN condemnation and pave the way for war 

In 'Operation Comback', thousands of Chinese and North Korean Communist prisoners were released from Prisoner of War Compounds in Korea after renouncing Communism for freedom. Here, at Seoul, Korea crowds are gathered to greet Chinese ex-POWs prior to their flight to Formosa

Four crew members of the 19th Bomb Group, Okinawa-based veteran unit of the Far East Air Forces Bomber Command. Shown left to right, and all from New Jersey, are: 1st Lt Eugene Gouch, Millburn, airplane commander, 1st Lt Henry J. Antonik, Passaic, radar observer; Capt Clyde H. Smith Newark, bombardier and Capt Stephen V. Kozak, Newark, navigator

Missouri infantrymen with the 19th Infantry Regiment along the Kumsong front wish Happy New Year in a picture taken in December 1951

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: