نشرت منظمة أوكسفام، وهي واحدة من أكبر المنظمات الدولية للحد من الفقر العالمي، تقريرا حذرت فيه من أن أكثر من نصف مليار شخص قد يقعون في الفقر بسبب جائحة وباء كورونا. كما قدرت منظمة العمل الدولية مؤخرا أن حوالي 200 مليون عامل بدوام كامل قد يفقدون وظائفهم.
قد يكون شهر رمضان هذا العام أكثر أهمية من أي وقت مضى، لأنه من المرجح أن يخفف من الآثار المؤلمة للوباء، فروح المساعدة التي تتزايد خلال الشهر الكريم يمكن أن تنقذ العديد من العائلات في ظل هذه الضغوط الاقتصادية العالمية غير المسبوقة.
ومن الأمور الأساسية التي يقوم بها المسلمون خلال شهر رمضان، هي الأعمال الخيرية ومساعدة المحتاجين وأصحاب الدخل القليل، عبر إخراج الزكاة والصدقات والتبرعات التي تصل إلى أوجها خلال الشهر.
ووفقا لمنتدى الجمعيات الخيرية الإسلامية (أم سي أف MCF)، يتبرع المسلمون بما لا يقل عن 130 مليون جنيه إسترليني للأعمال الخيرية خلال رمضان. ويتوقع هذا العام جمع التبرعات من خلال مواقع التبرع عبر الإنترنت.
يتبرع المسلمون بما لا يقل عن 130 مليون جنيه إسترليني للأعمال الخيرية خلال شهر رمضان
رمضان وكورونا
وبموجب إجراءات الحجر الصحي خوفا من تفشي الوباء، فإن الجميع عالقون بالمنازل مما خلق عقبات أمام أهل الخير في إيصال الصدقات إلى مستحقيها، إضافة إلى تزايد الاحتياجات الفردية والأسرية والأجهزة الإلكترونية اللازمة للانتهاء من العمل والتعلم عن بعد.
كما أن كثيرا من المسلمين أعادوا توجيه ميزانياتهم لشهر رمضان لشراء القفازات والأقنعة وغيرها من وسائل الوقاية من فيروس كورونا.
وعادة كانت تجمع التبرعات لتجهيز أكياس الطعام الرمضانية للمحتاجين، التي كانت تحتوي على البقوليات والأرز والسكر والتمر والحليب، ولكن هذا العام، وبسبب انتشار جائحة كورونا أصبح يوجد نقص بالمواد الغذائية الأساسية، وفق موقع “ميدل إيست آي”.
وفي ظل القيود المفروضة على الحركة أصبح من الصعب على أصحاب الخير تقديم وجبات الإفطار للمحتاجين والمسافرين والعمال من أصحاب الأجور المنخفضة. إضافة إلى منع إقامة موائد الرحمن التي كانت تستقبل الآلاف ممن يتناولون وجبة الإفطار.
وللتغلب على كل ذلك طورت الدول والأشخاص، في جميع أنحاء العالم، آليات مختلفة لمساعدة بعضهم بعضا، ففي إندونيسيا على سبيل المثال، حث وزير الشؤون الدينية الأثرياء على الوفاء بالدفع المبكر للزكاة وغيرها من التبرعات خلال الوباء، مشيرا إلى ضرورة الانتباه إلى إجراءات السلامة أثناء القيام بذلك حتى لا يصاب الآخرون بالفيروس.
احرص على تقديم الألعاب والملابس المناسبة للأطفال فهي لا تقل أهمية عن التبرعات النقدية
نماذج المساعدات
على المستوى الفردي يمكنك تحديد الأشخاص الذين تود مساعدتهم، على أن تكون الأولوية للأقارب، فـ”الأقربون أولى بالمعروف”، فإذا نظر وبحث كل شخص قادر في دائرة معارفه وعائلته الكبيرة فسيعرف من يحتاج المساعدة وأي طريقة للمساعدة هي الأنسب له.
يمكنك التعرف على من فقدوا وظائفهم مؤخرا، إذا بحاجة ماسة إلى المساعدة أو يمكنهم تدبر أمرهم والاقتصار على محاولة مساعدتهم لإيجاد عمل لهم.
تجهيز الملابس التي تستطيع الاستغناء عنها بشكل لائق وإرسالها إلى الجمعيات الخيرية استعدادا لتجهيزات العيد.
التبرع بالمال أو الطعام أو الملابس للعمال ممن يعملون في الشارع الذي تسكن فيه، بعض الأعمال لا يمكنها التوقف حتى في فترة الحجر الصحي مثل أعمال النظافة وجمع القمامة.
يصبح الأطفال أكثر سعادة حينما يشاركون في الأعمال التطوعية
إخراج الزكاة، والصدقات المالية من خلال التحويلات المالية عبر الإنترنت إلى الجمعيات الخيرية التي تثق فيها والتي تعاملت معها من قبل.
إذا كنت صاحب عمل، عليك احترام حقوق الموظفين المالية والإنسانية، حتى إن كنت تنوي الاستغناء عن بعض الموظفين.
يمكن تقديم المال المخصص لولائم رمضان هذا العام للمحتاجين وتوزيعه على الفقراء.
نظرا لتزايد الحاجة إلى الأجهزة الإلكترونية للقيام بالدراسة أو العمل من المنزل، يمكنك مراجعة الأجهزة بمنزلك، ربما تجد ما يمكن الاستغناء عنه ومنحه لأحد الأشخاص ممن يحتاجونه.
وأخيرا، انتبه للأشخاص المتعففين، أمعن النظر فيمن حولك فربما تجد من هم في أشد الحاجة إلى المساعدة ولكنهم لا يستطيعون البوح بذلك.
الأطفال ممن يشاركون في الأعمال التطوعية والخيرية يكونون أكثر سعادة واستقلالية، لذا اجعلهم يشاركون في الأمر من خلال التبرع بمصروف يوم أو اثنين خلال الشهر مع ما يمكن الاستغناء عنه من ألعابهم وملابسهم.