بعد مرور نحو 45 عاما على عرض “الرائعة السينمائية” The Godfather أو “الأب الروحي”، جمع مهرجان تريبيكا السينمائي بنيويورك أبطاله من جديد.
وفي لحظات مميزة، اجتمع مخرج The Godfather فرانسيس فورد كوبولا من جديد مع النجوم آل باتشينو، وروبرت دي نيرو، وروبرت دوفال، وديان كيتون، وتاليا شاير، وجيمس كان، في ختام مهرجان تريبيكا السينمائي، عقب عرض الجزئين الأول والثاني من السلسلة.
واستعاد نجوم الفيلم ذكريات التصوير، وكواليس اختيار فريق العمل، والذي على الرغم من النجاح الكبير الذي حققه، وتصنيفه من بين أرقى الأعمال التي قُدمت في هوليوود، إلا أن بدايات الفيلم لم تكن مبشرة، بدءا من السيناريو ووصولا إلى اختيار فريق العمل.
واضاف مخرج الفيلم فرانسيس كوبولا إنه عندما قرأ رواية The Godfather للكاتب ماريو بوزو للمرة الأولى، شعر بخيبة أمل لأنها طويلة جدا، ووجد صعوبة في تحويلها لفيلم لا تتعدى مدة عرضه الساعتين.
وألقى كوبولا الضوء على كواليس اختياره للممثل الأمريكي آل باتشينو لدور “مايكل كورليوني”، والذي كان في ذلك الوقت ممثلا مسرحيا مغمورا، وقوبل اختياره هذا بمعارضة شديدة من قبل شركة “باراماونت” نظرا لضخامة العمل، وأنه يجب اختيار ممثل مشهور لأداء أهم شخصية بالفيلم، وهذا ما اضطر باتشينو لإجراء المزيد من تجارب الأداء أمام الشاشة، ثم اقترح على المخرج في النهاية أن يكف عن المقابته من أجله لنيل الدور.
واضاف كوبولا: “كنت مقتنعا بهذا الممثل الشاب منذ أن التقيته في سان فرانسيسكو، وشعرت أن دور “مايكل كورليوني” كان مكتوبا له منذ البداية.. كنا نتجول في المدينة وفي كل مكان نذهب إليه أرى الفتيات تلتفت إليه لسبب ما”.
واضاف آل باتشينو الذي يبلغ من العمر 77 عاما: “اعتقدت في البداية أن هذا الدور غير مناسبا لي، وأنه من الأفضل لعب دور “سوني كورليوني”، وهي الشخصية التي أخذ بأدائها جيمس كان.. وعندما انتهت من الفيلم قلت في نفسي هذا أسوأ فيلم على الإطلاق”. ويشار إلى أن باتشينو رُشح لنيل جائزة أوسكار أفضل ممثل مساعد عن هذا الدور.
[mom_video type=”youtube” id=”e7LBNTbVyWI”]
وغاب عن هذا التجمّع المميز النجم مارلون براندو، الذي رحل عن عالمنا في العام 2004، وكشف المخرج الأمريكي أيضا عن كواليس اختياره لدور “فيتو كورليوني” زعيم عصابات المافيا، إذ رفض المنتجون الاستعانة ببراندو نظرا لسلسلة الإخفاقات في أفلامه الأخيرة، فضلا عن مشاكله العديدة مع المخرجين خلال التصوير، وعبّر المنتجون عن رفضهم لبراندو، بدعوى أن تجسيده للدور ستجعل الفيلم أقل نجاحا من الناحية التجارية.
ووافق منتجو “باراماونت” على مارلون براندو مقابل الخضوع لتجربة أداء أمام الكاميرا كأي ممثل مغمور، وظل كوبولا يفكر مرارا في الطريقة المناسبة للخروج من المأزق، وكان الحل عبارة عن حيلة يقوم بها على مارلون براندو، وهي أنه اتصل به ليخبره بأنه شبه اتفق مع مسؤولي “باراماونت” على إسناد الدور له، ولكنه كان يرغب في أن يضبط بعض الإعدادات الخاصة بالكاميرا كي تتناسب مع وجه براندو، لذا طلب منه أن يقابله في ولاية كاليفورنيا الأمريكية، ليتناقشا سويا حول كيفية ظهور “فيتو كورليوني” على الشاشة.
وبالفعل سافر كوبولا إلى كاليفورنيا، والتقى بمارلون براندو في منزله، وطلب كوبولا منه أن يمثل أحد المشاهد، وفاجأ براندو الجميع بوضعه لقطعتين كبيرتين من القطن في فمه ليبدو ككلب من فصيلة “البولدوج”، كما وضع كمية كبيرة من صبغة الأحذية على شعره، وتقمّص الدور وبدأ في أداء المشهد، وعرض كوبولا المشهد على منتجي الشركة، ليوافقوا في النهاية على إسناد الدور له.
وحصد فيلم The Godfather ثلاث جوائز أوسكار من أصل 9 ترشيحات، كما صُنّف من أعظم الأفلام في تاريخ السينما الأمريكية.