تحولت “نظارة” حديدية عادية صنعها طفل يمني نازح، إلى قصة إنسانية ملهمة بعد عرضها في مزاد إلكتروني كان يقتصر في البدء على مساعدته وأسرته لشراء ثياب عيد الفطر القادم.
لكن النظارة الفقيرة وفي تفاعل غير متوقع من رواد مواقع التواصل الاجتماعي، وبعد نحو 27 ساعة من عرضها للبيع في مزاد علني الكتروني؛ وصل سعرها، إلى اثنين مليون ونصف المليون ريال يمني أي ما يعادل 4 آلاف دولار أميركي.
كسوة العيد
وجاءت فكرة المزاد الإلكتروني عبر المصور الصحافي اليمني عبدالله الجرادي، الذي أعلن مساء الاثنين، عن عرض نظارة الطفل النازح للبيع من أجل مساعدته وأسرته لشراء ثياب عيد الفطر القادم. وكتب الجرادي في حسابه على “فيسبوك” : “الطفل محمد، نازح بسبب الحرب، إلتقيناه اليوم وأهدانا أغلى ما يفخر به أمام أصدقائه، وهي (النظارة) التي صنعها بيديه، مقابل أن نصوره”.
كما قال عبر منشوره إن فكرة عرض هذه النظارة للبيع في المزاد، تهدف إلى مساعدة الطفل واثنين من أصدقائه في شراء كسوة العيد، بالقيمة التي سيحصل عليها من المزاد..
ولم يكتف الصحافي بذلك، بل قدم عرضا آخر للشباب القريبين (أي في مأرب)، الراغبين في أخذ لقطات تصويرية مع النظارة، وذلك مقابل 1000 ريال يمني للصورة الواحدة، بحيث يكون العائد المالي ايضا للطفل.
ولقيت تلك المبادرة تفاعلا كبيراً، على مواقع التواصل الإجتماعي، وجرى تداول صورة الطفل على نطاق واسع على منصات التواصل الإجتماعي.
مفاجأة الشاري
وفاجأ الصحافي الجرادي متصفحي الفيسبوك، مساء الثلاثاء، بإعلانه أن “سعر النظارة في المزاد وصل إلى 2,5 مليون ريال يمني، حيث تم شرائها من قبل مدير عام المشروع السعودي لنزع الألغام في اليمن (مسام) الأستاذ أسامة القصيبي، بخلاف التبرعات الشخصية.
وبدلا أن كانت هذه المبادرة الإنسانية تقتصر على شراء ثياب العيد للطفل وأثنين من اصدقائه، أشار متبني المزاد، الصحافي الجرادي، إلى أنه سيتم شراء كسوة العيد الموعودة، ليس للطفل وأصدقاؤه فقط، بل لكافة أطفال مخيم النازحين، الذين يصل عددهم- كما يقول- إلى 200 طفل على الأقل.
أما في حال فاض المبلغ عن الحاجة، أكد الجرادي أنهم سيشترون بالفائض كسوة لأطفال مخيم آخر، وسيتم توثيق كل هذه اللحظات ونشر التقرير المالي.