أقبل عيد الفطر المبارك في أيام عصيبة بالتأكيد، فعلى عكس العادات المتوارثة، لن نستطيع في هذه المناسبة السنوية زيارة العائلة والأصدقاء أو الخروج للمتنزهات، بل حرمنا من متعة أفلام العيد مما ضرب صناعة السينما العربية في مقتل، خاصة وأنه خلال السنوات الأخيرة كان موسما عيد الفطر والأضحى هما الأهم كل عام.
ولكن ذلك لا يعني أن نقضي عيدا حزينا، فما زال سحر السينما قادرا على تقديم أوقات مسلية ومبهجة لكل أفراد الأسرة خاصة مع اختيار الفيلم المناسب.
المريخي
فيلم “المريخي” أو (The Martian) رغم كونه قدّم قصة قد تبدو مأساوية للغاية، فإنها حملت في طياتها الأمل والمقاومة والكثير من خفة الظل والبهجة، حيث دارت الأحداث حول فريق من علماء الفضاء يصلون إلى كوكب المريخ، ولكن عاصفة تفسد رحلتهم، ويضطرون إلى العودة مسرعين، ويفقدون خلال ذلك صديقهم وزميلهم “مارك واتني”، ويعتقدون -وجميع سكان الأرض- أنه توفي على الكوكب البعيد.
ولكن واتني أثبت أن القط بسبع أرواح، ولم ينجو بحياته من العاصفة فقط، ولكنه استطاع مقاومة الموت وحيدًا، والحفاظ على روحه المعنوية وزراعة أرض المريخ انتظارا لعودة فريقه لإنقاذه، وذلك ضمن العديد من المشاهد التي امتلأت بخفة الظل والمغامرة معا.
الفيلم من إخراج ريدلي سكوت، وبطولة مات ديمون في الدور الرئيسي، بالإضافة إلى جيسيكا تشاستين ونعومي سكوت، وترشح لسبع جوائز أوسكار، منها أفضل فيلم وأفضل ممثل في دور رئيسي لديمون، وأفضل مؤثرات وأفضل نص.
غناء
أنيمشن “غناء” أو (SING) واحد من ألطف أفلام الرسوم المتحركة التي صدرت حديثا، حيث قدم قصة مجموعة من الحيوانات المتنافرة عبر حبكة مسلية ومحفزة، فقد جمع بين هؤلاء الحيوانات حب الغناء وأمل كبير في الوصول بفنهم إلى الجمهور، ولاح هذا الأمل بعد مسابقة يقيمها صاحب مسرح يائس على وشك الإفلاس، ويكتشف كل منهم جوانب خفية من نفسه خلال هذه الرحلة الصعبة والمبهجة.
طاقم الفيلم من كبار نجوم هوليود مثل ماثيو ماكونهي وريس ويذرسبون وسكارليت جوهانسون وجينفر هدسون وتارون إيجرتون، وقد ترشح الفيلم لجائزتي غولدن غلوب هما أفضل فيلم رسوم متحركة، وكذلك أفضل أغنية أصلية.
جوجو الأرنب
فيلم “جوجو الأرنب” (Jojo Rabbit) هو الأحدث على هذه القائمة، فهو واحد من أشهر أفلام 2019 والذي حصل على جائزة أوسكار أفضل سيناريو مقتبس، وخمسة ترشيحات أخرى منها أفضل فيلم وأفضل ممثلة بدور مساعد لسكارليت جوهانسون، وهو من إخراج وتأليف تايكا واتيتي، الذي قدم كذلك واحدا من ألطف الأدوار العام الماضي وهو الصديق المتخيل لجوجو الشخصية الرئيسية.
دارت أحداث الفيلم في ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث نتعرف على الطفل الصغير جوجو، الذي يحب هتلر ويرغب في أن يصبح صديقه الحميم، وبالفعل يستغل خياله في أن يخلق شخصية متخيلة على هيئته، ولكن عندما يكتشف وجود فتاة مختبئة في منزله يبدأ جوجو في تغيير رؤيته للعالم.
قدم تايكا واتيتي فيلما عن الحرب وفي الوقت ذاته فيلما من بطولة طفل، وابتعد عن الشكل المأساوي لمثل هذه الأفلام، بل انتزع من مشاهديه الكثير من الضحكات كذلك.
صوت الموسيقى
وبعد الأحدث في هذه القائمة وصلنا إلى الأقدم على الإطلاق، وهو “صوت الموسيقى” أو (The Sound of Music)، وهو فيلم كلاسيكي من الستينيات حقق نجاحًا كبيرًا وقتها وحتى الآن حيث يعاد مشاهدته من الكبار والصغار.
وتدور الأحداث حول عائلة كبيرة بها الكثير من الأطفال الذين يحتاجون إلى مربية بسبب وفاة الأم، ولكن الأشقياء يتخلصون من الواحدة تلو الأخرى عبر المقالب والحيل، حتى تصل إليهم الفتاة الجميلة ماريا، الذي تأسر قلوب الأولاد ووالدهم كذلك، وتحوّل المنزل إلى جنة صغيرة.
الفيلم من بطولة جولي أندروز التي غنت أغاني الفيلم بصوتها العذب الجميل، واستحقت هذه الأيقونة الكلاسيكية الفوز بخمس جوائز أوسكار على رأسها أفضل فيلم وأفضل مخرج وأفضل موسيقى.
مسحور
فيلم “مسحور” (Enchanted) فيلم لطيف لكل من الكبار والصغار، يدور في أروقة القصص الخيالية العتيقة، حيث الأميرة الجميلة التي تبحث عن أمير، بينما الساحرة الشريرة تحاول إفساد حياتها أو قتلها، ولكن هذه المرة تختل القواعد، عندما تنتقل هذه الأميرة من عالم القصص السحري إلى عالمنا الواقعي، ويضاف إلى الأخطار المعتادة أخرى جديدة وقواعد يجب عليها التأقلم معها، وخلال ذلك تتعرف على أب وابنته اللذين يساعدانها وتساعدهما كذلك بالتبعية.
الفيلم من بطولة إيمي آدمز وسوزان ساراندون وباتريك ديمبسي، وترشح لثلاث جوائز أوسكار، منها جائزتا أفضل أغنية لاثنين من أغانيه الممتازة، وكذلك جائزة أفضل موسيقى.
إنقاذ السيد بانكس
“إنقاذ السيد بانكس” (Saving Mr. Banks) قدم لمشاهديه السحر والمتعة مضاعفين عبر قصتين متداخلتين، لكل منهما جانب خفة الظل والبهجة، وكذلك اللمسة المؤثرة، وهما قصتان حقيقيتان.
تدور الأحداث حول والت ديزني المبدع الشهير لعالم ديزني، الذي يحاول الحصول على حقوق تحويل قصة ماري بوبينز الأعلى مبيعًا إلى فيلم من إنتاجه، لكن كاتبة القصة ترفض عروضه المغرية، لأن القصة الشهيرة ليست مجرد حكاية ترغب في كسب المال من ورائها، بل شبه سيرة ذاتية لقصة عائلتها ووالدها الذي ترك في نفسها أكبر تأثير، ورؤية هذا العالم مجسدا على الشاشة قد تسلب ماضيها السحر وتضعها في مواجهة مع الكثير من مخاوفها.
الفيلم من بطولة توم هانكس في دور والت ديزني، وإيما تومبسون في دور بي أل ترافيرز، وترشح لجائزة أوسكار واحدة هي أفضل موسيقى، وكذلك ترشحت بطلته لجائزة الغولدن غلوب كأفضل ممثلة في دور رئيسي.