رحلات العمل قد تصبح من الماضي، نظرا لأن جائحة كورونا تدفع المديرين التنفيذيين إلى التساؤل عما يبرر إجراء رحلة لأمر يمكن القيام به عن طريق تطبيق زوم لاتصالات الفيديو.
آليات العمل عن بعد في المستقبل القريب سيمكّن الموظفين من العمل من أي مكان
وطال تأثير الجائحة كل شيء في حياتنا، من طريقة عملنا وكيفية رعاية بعضنا بعضا، إلى كيفية التسوق وطرق الدفع وحتى تسلية أنفسنا. فكيف تساهم الجائحة في تحويل الأعمال؟
لفهم ذلك استطلع الكاتب مات تيرنر في تقرير نشره موقع “بيزنس إنسايدر” الأميركي، آراء عدد من المديرين التنفيذيين حول كيفية تغير طريقتهم في العمل بسبب كورونا، وكيف ستتحول الصناعة التي يتخصصون فيها، وكيف سيتغير العالم.
الجائحة ستجعل العمل أكثر مرونة، وستوفر توازنا مريح بين الحياة الخاصة والعملية
مستقبل العمل المرن
يقول المديرون التنفيذيون إن الجائحة ستجعل العمل في المستقبل القريب أكثر مرونة، وستوفر توازنا مريحا بين الحياة الخاصة والعملية، مع تبني ثقافة الشمولية في بيئة العمل.
وبحسب لي أولسكي المدير التنفيذي لشركة الخدمات المالية “ترايد ويب”، فإن “من الصعب استخلاص الكثير من الإيجابيات من هذه الأزمة التي أسفرت عن خسائر بشرية كبيرة، وخلقت ظروفا اقتصادية صعبة للكثير من الأسر”.
ويأمل أولسكي في استغلال هذه الفرصة لطرح بعض الأسئلة الصعبة، ومن بينها: هل يجب علينا أن نعدل التوازن بين العمل والحياة الخاصة؟ كيف نضمن أن الفئات الهشة محمية بشكل أفضل؟ هل نحظى فعلا بالرعاية الصحية الصحيحة؟
بالنسبة للمدير التنفيذي لشركة “بوكس” للتخزين السحابي آرون ليفي، فإن شركته ستعمل قطعا على التحول إلى أسلوب عمل يكون “ديناميكيا أكثر وفي الوقت الفعلي”، محدد بالعمل من المنزل وساعات عمل مرنة.
ويرى المدير التنفيذي لشركة “أوكتا” للبرمجيات تود ماكينون، أن المؤسسات في المستقبل من المرجح أن تمكن الموظفين من العمل في أي مكان دون التضحية بميزات على غرار الرعاية الصحية وفرص التطوع.
العمل عن بعد سيصبح أكثر شيوعا، وسيصبح عدد الأشخاص الذين يذهبون إلى المكاتب أقل
تغير شكل المكاتب
وبما أن العمل عن بعد سيصبح أكثر شيوعا، فسيصبح عدد الأشخاص الذين يذهبون إلى المكاتب أقل. وتقرّ نانسي دوبوك المديرة التنفيذية لشركة “فايس ميديا”، بأنهم كانوا في السابق يسخرون من عقد الاجتماعات عن طريق الإنترنت، لكنهم باتوا الآن يتساءلون عما إذا كان ممكنا عقدها عبر مؤتمرات الفيديو وهم يرتدون ملابس النوم ويجلسون رفقة حيواناتهم الأليفة.
وتؤكد دوبوك أنه “لا بد من التوازن لأن بعض الأعمال تكون أكثر إنتاجية وأفضل إذا قمنا بها بشكل مباشر، ولكن لن نحتاج إلى القيام بذلك خمسة أيام في الأسبوع، طوال اليوم وكل يوم”.
وأورد الكاتب أنه عندما تبدأ الشركات في تغيير نماذج التوظيف لديها لتضمن المزيد من العمل عن بعد، فإن المكتب سوف يتغير. ربما سيقللون من فضاءات العمل الفردية ويستثمرون أكثر في الفضاءات المشتركة، ليصبح بذلك المكتب مركزا للثقافة والتدريب.
وبحسب المدير التنفيذي لشركة “مان غروب” لإدارة الاستثمار لوك أليس، فإن العمل عن بعد “يعني تكييف بعض هياكل المكتب لإنجاح هذه الطريقة في العمل، مع المزيد من مرافق الفيديو وفضاءات العمل الجماعي التي تكون أكثر مرونة لحصص العصف الذهني”.
مؤتمرات الفيديو تتيح للموظفين العمل عن بعد بأعلى درجات الراحة المنزلية
نهاية سفر الأعمال
ويعمل العديد من المديرين التنفيذيين حاليا على إعادة تقييم سفر الأعمال في خضم جائحة كورونا، ويعتقد براين تشيسكي المدير التنفيذي لشركة “إير بي إن بي” أن “من الممكن القيام بالكثير عبر مؤتمرات الفيديو، وذلك سيكون له تأثير كبير على عدد المرات التي يسافر فيها الناس من أجل العمل”، ولكن هذا لا يعني أن “سفر الأعمال سينتهي تماما وإنما سيكون مختلفا في المستقبل”.
ووفقا لدوغ إنغرام المدير التنفيذي لشركة البحث الطبي التي يقع مقرها في ماساتشوستس “ساريبتا ثيرابوتيكس”، فإن ذلك “قد يعني التقليل من السفر، وإنجاز الكثير، والتفكير أكثر في ماهية الاجتماع المباشر”.