تكاد الجدران تبدو بلا روح من دون لوحة أو لوحات تتربع فيها وتكسبها شخصية جديدة، وبعدا أعمق. وقلما تدخل منزلا خاليا كليا من اللوحات التي تدل على ثقافة ساكنيه وذوقهم الفني وحالهم المادية أحيانا.
رسَم الإنسان قبل أن يكتب، وقبل أن يبتكر لغة، والتاريخ شاهد على تعبيره البدائي في الكهوف، حيث رسم الحيوانات التي كان يصطادها؛ لذا يبدو الرسم لغة الإنسان الأولى.
أنواع اللوحات
وتفصّل مهندسة الديكور ميساء مروان بو عماد أنواع اللوحات، كالتالي:
اللوحات المطبوعة:
وهي الأكثر استخداما، وقد تكون مع أو من دون إطار بحسب طراز الغرفة، وتُطبع إما على ورق أو كانفا أو خشب أو مواد أخرى.
اللوحات المرسومة باليد:
وترسم بمواد مختلفة مثل الألوان الزيتية والأكريليك وأقلام الفحم أو الرصاص أو تلوين الشمع أو الغواش. وتنصح ميساء باللوحات المرسومة بمادة الأكريليك لأنها لا تحل بالماء، ولا تتأثر كثيرا بالعوامل الطبيعية كالرطوبة، وبالتالي تعيش عمرا أطول.
اللوحات الحديدية:
المكونة من أسياخ حديدية أو مسامير أو صفائح حديدية لتكوين شكل نهائي لها، وغالبا تكون الرسمة مثبتة على خشب.
اللوحات القماشية:
المرسومة بالخيطان والأقمشة، وهذا النوع من اللوحات مطلوب جدا في هذه الفترة، كما تشير.
اللوحات الزجاجية:
وتكون بالرسم أو الحفر على الزجاج، ويمكن استخدام المرايا بدلا من الزجاج الشفاف، والزجاج الملون مصنعيا.
اللوحات الخشبية:
بالحفر على الخشب، أو استعمال أجزاء خشبية ولصقها على اللوحة بطرق معينة للحصول على رسمة.
وتشير إلى أن هناك أنواعا أخرى تستخدم فيها مواد متنوعة كالورود المجففة وغيرها، مع إمكانية إضافة الإضاءة والإطارات إلى جميع أنواع اللوحات، ولكن بحسب طراز الغرفة وألوانها.
لوحة بحر وسفن بريشة ميساء بو عماد
أين نضع اللوحات؟
تعتبر ميساء أنه لا بد من رابط بين حجم الجدار وحجم اللوحات. فاللوحة الصغيرة جدا على حائط كبير لا تظهر، إلا إذا كان لها توابع في الديكور من الجبصين أو الإضاءة الخاصة بها.
ويجب أن يتناسب مكانها مع موقع الأثاث والثريات والطاولة، وتكون مثلا على خط واحد مع الطاولة. والبعض يحب وضعها بشكل عشوائي قد يكون جميلا يضيف حركة على المنزل، إلا أن ميساء تفضل التنظيم في الأبعاد بين كل عناصر الديكور من الأثاث إلى الإضاءة وأماكن الأبواب والشبابيك.
وتضيف أن بعض أوراق الجدران لا داعي لوضع أي لوحة عليها، إذ تكون زخرفتها ونقوشها كافية. ويمكن أيضا الاكتفاء بالرفوف أو المرايا لبعض الجدران من دون لوحات.
فاطمة إسماعيل مع بعض لوحاتها
الرسم علاج
وتذكر فاطمة إسماعيل أنها بدأت الرسم هواية عندما وقفت عاجزة عن تغيير الواقع الذي تعيش فيه، وتقول “كنت كلما أردت البكاء ألجأ للوحة، وكلما أردت أن أرقص، أراقص اللون. لم أكن أعرف أن اللوحة ستتحول إلى انعكاسي الشخصي، ستتحول إلى هويتي التي تظهرني وتزهرني بأجمل الصور”.
جدارية من أعمال مهندسة الديكور ميساء أبو عماد
ورسمت فاطمة بالألوان الزيتية أولا، ثم انتقلت إلى الأكريليك عندما كانت حاملا بطفلها. الأكريليك أعطاها الحرية لكسر كل القواعد، والتعمق إلى ما هو أبعد من التفاصيل والحدود واختيار الألوان وطريقة التلوين، حتى أنها رسمت مرة بقدمها.
أعانها مردود الرسم على الحياة، وتقول إنه كان عكازها في مرحلة طلاقها وانطلاقها في الحياة كما تريد وتربية طفلها.
وهي الآن تدرس الرسم من منطلق العلاج بالفن، وتقول إن “اللوحة التي ساعدتني بالنهوض، حولتها إلى لوحة تساعد نساء أخريات يرغبن في الحصول على مساحتهن الخاصة في الحياة رغم كل المتاعب، وللارتقاء أكثر أيضا”.
لوحة بريشة ريا كمال الدين تجسد كيف ارتفعت الجدران حول وسط المدينة
اللوحة ذاتها بطريقة مختلفة
تقول فاطمة إن اللوحة في المنزل تشبه المرآة، وهي تعكس كل ما تخفيه الملامح أحيانا. وإن اللوحة ذاتها نراها بطريقة مختلفة، “فهي تتغير بحسب تغير نبضنا الداخلي. في أحيان كثيرة أغير أماكن اللوحات في منزلي”.
أما عن لون الأثاث وتناغمه مع اللوحات، فتقول إن من يختار أثاثه بدقة وحب، سيختار لوحاته متناسبة مع أثاثه بدقة وحب أيضا، وإن الطريق سيوصله للوحة التي تشبهه.
وتتمنى أن لا يشتري الشخص لوحة فقط لأنها تتناسب مع ألوان بيته، إنما لأن نمط اللوحة يتناسب مع نمط الأثاث، حتى يكونا متناغمين.
وتقول إن ترتيب اللوحات يجب أن يتناسب مع شكل المكان، فاللوحة الكبيرة مثلا لا يوضع إلى جانبها شيء، أو ديكور بسيط، أما ذات الحجم البسيط فيمكن وضعها فوق الكنبة أو الطاولة.
الفن في كل الغرف
اتخذت ريا كمال الدين منذ صغرها الرسم هواية، واهتم أهلها بصقل موهبتها بالتعليم عند أحد اساتذة الرسم، وعندما كبرت بدأت تشاهد دروسا على الإنترنت لتطوير موهبتها.
تحب ريا أن ترسم “بورتريهات” وتهتم بمواضيع مثل الثورة، وما إن وضعت رسومها على حساباتها على وسائل التواصل الاجتماعي حتى أصبح الناس يطلبون منها أن ترسم لهم، وبدأ الرسم يتحول إلى مصدر دخل. عندما وصلت للجامعة أحبت اختيار اختصاص يدخله الفن فدرست “غرافيك ديزاين”.
لوحة بتوقيع الفنانة ريا كمال الدين
وتقول ريال إن كل غرفة في المنزل بالنسبة لها يجب أن تحوي لوحة على الأقل، لينتشر الفن والألوان في كل المنزل.
وتفضل ريا للبيوت القديمة طراز اللوحات الكبيرة والعالية، وللبيوت الحديثة تفضل أن تحتوي الغرفة على 4 لوحات صغيرة ومتوازية.