تقلل بعض العادات من تقديرنا واحترامنا لذواتنا، وهذه العادات غالبا ما تترسخ لدى المرء منذ الطفولة، خاصة لدى أولئك الذين نشؤوا في بيئة أسرية لم يسد فيها حب الذات.
وغالبا ما يمرّر الآباء الذين لا يحترمون ذواتهم عادات معينة لأطفالهم تمنعهم من حب ذواتهم وقبول أنفسهم. وفي حين أنه من الصعب تغيير العادات التي ترسخت في سلوكياتنا منذ الطفولة، فإنه يمكن تغيير طريقة تفكيرنا كبالغين.
وفي تقرير نشرته مجلة “رينكون دي لا بسيكولوخيا” الإسبانية، قالت الكاتبة جينيفر ديلغادو سواريز إن “إدراك هذه العادات يمثل الخطوة الأولى نحو التخلص منها وتطوير احترام الذات”. فما العادات التي تدمر احترام الذات؟
هل تخبر نفسك بأنك لا تستحق أي شيء وأنك لا تملك الصفات اللازمة لتكون شخصا ناجحا؟
1. الاعتقاد بأنك شخص غير مؤهل
من الضروري أن يصغي الإنسان إلى نفسه. ماذا تقول لنفسك؟ هل تخبرها غالبا بأنك لا تستحق أي شيء وأنك لا تملك الصفات اللازمة لتكون شخصا ناجحا؟
إن هذا الحوار الداخلي، الذي ربما نقله إليك شخص ما، يؤدي لتشويه صورتك الذاتية وإغلاق الأبواب أمام الفرص. ينبغي أن تتذكر دائما أن الجميع لديهم نقاط قوة وضعف، لذا فإن الأمر يتعلق ببساطة بإيجاد إمكاناتك وتطويرها.
تحميل الآخرين مسؤولية ما يحدث معك لن يزيدك ثقة بالنفس أو يشعرك بالأمان
2. لعب دور الضحية باستمرار
يواجه الأشخاص الصعوبات التي تعترضهم بطرق مختلفة، بعضهم يتعلم منها، بينما يشعر البعض الآخر بالأسى على أنفسهم ويلعبون دور الضحية.
لكن عليك أن تعرف أن تحميل الآخرين مسؤولية ما يحدث معك لن يزيدك ثقة بالنفس أو يشعرك بالأمان، بل على العكس تماما. فالوضع الذي تعيشه الآن هو نتاج القرارات التي اتخذتها. ولكن هذا لا يعني لوم نفسك وإنما التحكم في حياتك.
التطلع للمثالية يجعلك تشعر أن المهام التي تقوم بها غير مكتملة أو غير مرضية
3. أن تكون مثاليًا أكثر من اللازم
الأشخاص الذين يطمحون لتحقيق الكمال يضغطون على أنفسهم كثيرا، وعادة ما يكون تقديرهم لذواتهم متدنيا لأنهم لا يفعلون ما يرتقي لمستوى توقعاتهم.
وبما أنهم يتطلعون دائما إلى المثالية، فإن ذلك يجعلهم يشعرون أن المهام التي يقومون بها غير مكتملة أو غير مرضية. وبهذه الطريقة، لا يفخر هذا النوع من الأشخاص عادة بإنجازاتهم ولا يشعرون بالتشجيع.
لا تقارن نفسك بالأشخاص، بل قارن النتائج وطرق العمل
4. مقارنة نفسك بالآخرين
الإنسان بطبيعته يميل إلى المقارنات. ولكننا عادة ما نقارن أنفسنا بالآخرين لتسليط الضوء على عيوبنا أو عدم شعورنا بالأمان أو أخطائنا، وهذا يعتبر من أكثر الطرق التي تؤدي مباشرة إلى تدمير احترامنا لذواتنا.
إذا كنت بصدد مقارنة نفسك بالآخرين، فتجنب التنافس، وقبل كل شيء، لا تقارن نفسك بالأشخاص، بل قارن النتائج وطرق العمل.
لتظل متحفزا وتحترم ذاتك، من المهم ألا تصبح الأخطاء النمط الذي تقيس به قيمتك
5. التركيز على هفواتك
بعض الأشخاص ينظرون دائما إلى الخلف ويشيرون للأخطاء التي ارتكبوها حتى حين ينجحون في تحقيق هدف ما. من المنطقي أن نرتكب بعض الأخطاء في حياتنا لأنها تعد جزءا من عملية تحقيق النجاح.
ولتظل متحفزا وتحترم ذاتك، من المهم ألا تصبح الأخطاء النمط الذي تقيس به قيمتك، لأنه بهذه الطريقة ستتراجع نسب تحقيقك لأهدافك ليزيد بذلك تركيزك على نقاط ضعفك، الأمر الذي لن يجعلك تشعر بالراحة.