نشعر بالخجل -أحيانا- لأننا تعوّدنا على التفكير في أنفسنا على أننا مخطئون أو مجروحون. على سبيل المثال، يمكن أن تدفع إساءة المعاملة الضحايا للشعور بالخزي، كما يمكن أن نشعر بالخزي والعار عندما تلاحقنا الخيارات السابقة، أي عندما نشعر بالأسف لأمر فعلناه بأنفسنا.
ويتعلّق الشعور بالذنب بفعل معين، بينما يتعلّق الشعور بالعار بتدني تقدير الذات. وفي تقرير نشرته مجلة “سايكولوجي توداي” (psychologytoday) الأميركية، ترى الكاتبة أندريا برانت أننا نشعر بالذنب عند ارتكابنا خطأ ما، لكننا نشعر بالخجل عندما ندرك أننا مخطئون.
وبعبارة أخرى، إذا لم تكن متسامحا مع ذاتك، فقد يؤدي بك الشعور بالخزي والعار إلى القيام بأشياء تشعرك بالمزيد من الخجل.
ومن أجل إراحة نفسك وتضميد جراحك، يتعيّن عليك ممارسة العطف الذاتي والاعتراف بإنسانيتك. إذ لا يوجد إنسان كامل، وكلنا نرتكب الأخطاء، لكن أخطاءنا تحدد من نحن فقط في حال تركناها.
مبتكرة العلاج السلوكي الجدلي مارشا لينهان قالت إن علينا قبول الحياة كما هي لا كما نريد
1. تقبل وضعك كما هو
للتخلص من الشعور بالذنب وعدم تقدير الذات لأجل بناء الحياة التي تريد أن تعيشها، عليك أولا أن تتقبل من أنت وأين تعيش.
كما يتعين عليك ممارسة ما تسميه مبتكرة العلاج السلوكي الجدلي مارشا لينهان “القبول الجذري”، أي قبول الحياة كما هي وليس كما “تريد”.
2. افهم سبب وجودك هنا
أين أنت وكيف وصلت إلى هنا؟ فكّر مرة أخرى في الأحداث التي قادتك إلى وضعك الحالي وحالتك الذهنية. تمعّن بعناية في سبب اختيارك للخيارات التي قمت بها. ما الاحتياجات التي كنت تحاول تلبيتها؟ وتذكر أنك كنت تبذل قصارى جهدك بالمهارات التي كنت تتمتع بها في ذلك الوقت.
عليك الأخذ بعين الاعتبار أنه حتى أكبر المحن يمكن أن تجعلك أقوى
3. تعلم من تجاربك
كيف شكلت تجاربك وقراراتك السابقة هويتك الحالية؟ عليك الأخذ بعين الاعتبار أنه حتى أكبر المحن يمكن أن تجعلك أقوى.
ما الحكمة التي يمكنك استخلاصها من أخطائك؟ هنا، تذكر أنه لا يمكنك تغيير الماضي، ولكن يمكنك التعلم منه لاتخاذ خيارات جديدة أفضل في المستقبل.
4. سامح نفسك
كي تصبح الشخص الذي تريد أن تكون عليه، يجب أن تسامح نفسك على الأشياء التي تندم عليها. انظر إلى نفسك في المرآة وقل “أنا أسامحك” بصوت عال. كن محددا إذا كان بإمكانك ذلك، بالقول على سبيل المثال: “أنا أسامحك على بقائك في علاقات غير صحية لفترة طويلة جدا”.
تحدث بصراحة عن تجاربك حتى لا يشعر الآخرون الذين يمرون بنفس تجربتك أنهم بمفردهم
5. طبق الدروس التي تعلمتها
لا يمكن إعادة الماضي، ولكن يمكن التعلم منه للمضي قدما. وللقيام بذلك، يجب أن تظل متيقظا. ضع خطة لكيفية قيامك بخيارات صحية وأكثر فائدة من الآن فصاعدا، وساعد الآخرين على فعل الشيء نفسه.
عندما نكفّر عن أخطائنا تجاه الآخرين، نتخذ إجراءات لإصلاح الضرر الذي تسببنا فيه. وعندما نؤذي أنفسنا، يمكننا التكفير عن ذلك عن طريق مساعدة الذين يعانون من نفس القضايا التي جعلتنا نشعر بالخجل من قبل، وهذا يعني التحدث بصراحة عن تجاربك حتى لا يشعر الآخرون الذين يمرون بمثلها أنهم بمفردهم.
في بعض الأحيان نتخذ قرارات نندم عليها، وأحيانا نخبئ الجروح العاطفية التي يلحقها بنا الآخرون في داخلنا. إلا أن الحياة هي عبارة عن سلسلة من الأحداث والاختيارات، والبعض منها يجعلنا نشعر بالخجل من أنفسنا، في حين أن ذلك أمر طبيعي وعادي، ولست ملزما بالتعايش معه إلى الأبد، فأنت أقوى مما حدث لك وأقوى من أخطائك.