رغم انطلاق منصة عرض الأفلام نتفليكس Netflix قبل سنوات، فإنها أصبحت خلال العقد الأخير بمثابة عملاق البث المنزلي، الذي تسعى كبرى شركات الإنتاج لعرض أعمالها من خلال تلك المنصة.
وفي الوقت الذي اعتبرت فيه هوليود بعض الأعمال أنها مجرّد مخلفات، أنشأت نتفليكس بها شركة ضخمة، وأصبحت تنافس بشكل مباشرة مشغلات الوسائط العريقة، وذلك باستخدام المحتوى الخاص بها. حتى أنه في الوقت الحاضر، وجدت أكبر الشركات الإعلامية في العالم نفسها متأخرة عن الركب بأعوام.
ويعود فضل النجاح الساحق الذي بلغته نتفليكس إلى شركات ساهمت في تحقيقه دون قصد، وهي الشركات ذاتها التي تتنافس مع المنصة اليوم.
في تقريرهما الذي نشره موقع “فوكس” الأميركي، قال الكاتبان راني مولا وبيتر كافكا إن نتفليكس، التي ظهرت عام 2007، اقتصرت في بداياتها على بث برامج تلفزيونية وأفلام، وكانت حينها تسيطر على السوق نسبيا. في الوقت الذي لم ترتبط فيه الفيديوهات على الإنترنت سوى بيوتيوب، حيث يمكن مشاهدة أشياء طريفة أو مقاطع برنامج المنوعات المعروف ساترداي نايت لايف Saturday Night Live.
أما في الوقت الراهن، فيتسابق الجميع للحاق بنتفليكس وإطلاق خدمات البث الخاصة بهم. وقد باتت شركات الإعلام الكبرى متخلفة عن الركب كثيرا مثل ديزني.
وتندرج هذه القصة ضمن مجموعة من القصص الأخرى التي عُرضت في حلقة هذا الأسبوع من برنامج (أرض العمالقة.. تأثير نتفليكس)، الذي يتناول تأثير المنصة على هوليود والأشخاص الذين يديرونها ويعملون فيها.
ذكر الكاتبان أن جذور هذا النجاح تعود إلى فيلم “سانسيت بوليفارد” Sunset Boulevard الكلاسيكي القديم، حيث تجلى حضور نتفليكس فعليا. وأصبحت اللوحات الإعلانية التي كانت تستخدم في الإعلان عن الأفلام والبرامج التلفزيونية من مجموعة متنوعة من الإستوديوهات والشبكات، مخصصة حاليا فقط لمنتجات نتفليكس لأنها اشترت اللوحات الإعلانية بالكامل.
لكن النجاح بدأ حقًا عام 2008، عندما اقتحمت نتفليكس البث بصورة مذهلة من خلال اتباع طرق جديدة، حيث اشترت حقوق البث الرقمي للأفلام من شركة “ديزني” و”سوني” ومن شبكة “ستارز” التلفزيونية المدفوعة التي كانت لها طموحات في خدمة البث الخاصة بها، لكن كان مصير الأخيرة هو الفشل، ولهذا السبب ربما لم نسمع عن منصة فونغو Vongo.
ولهذا حصلت نتفليكس على هذه الأفلام بسعر رخيص، حوالي 30 مليون دولار سنويًا، وأصبحت خدمة البث الخاصة بها متطورة جدًا في وقت وجيز تقريبًا. علاوة على ذلك، في عام 2012 عندما أرادت نتفليكس إبرام صفقة بث جديدة للمحتوى من شركة “ديزني”، التي أدركت آنذاك أن فكرة البث التي تقوم عليها نتفليكس أمر مهم، دفعت ما يقدّر بنحو 300 مليون دولار سنويًا.
أشار الكاتبان إلى ثغرة تعاقدية استغلتها لنتفليكس، وذلك بالسماح لها بالحصول على منتجات شركة “ديزني” و”سوني” دون إبرام صفقات معها. ولكن سرعان ما أصبحت الشركات الإعلامية تتدافع لعرض أعمالها مباشرةً على نتفليكس، حيث أدركت أن نتفليكس أصبحت كنز العرض المنزلي ومصدر سهل للربح المجاني تقريبًا.