مليون توقيع هو عدد ما حصدته عريضة يقودها جمهور المسلسل الكندي “آن” (Anne with an E)، للمطالبة بإنتاج جزء رابع، بعد أن أعلنت شبكة نتفليكس عن إيقاف إنتاج المسلسل رغم نجاحه الكبير.
آن فتاة تبلغ من العمر 13 عاما، في أواخر تسعينيات القرن الـ19 عانت من طفولة قاسية بالتنقل بين دور الأيتام وبيوت الغرباء لتخدمهم وتراعي أطفالهم، الطفلة الطموحة والمرحة التي تتمتع بحس أدبي متميز لم تجد من يحتضن مواهبها، بل وجدت المعاملة القاسية ممن خدمتهم، والتنمر على شعرها الأحمر وحديثها الذي لا يتوقف، وعلى الرغم من كل ذلك فإنها استطاعت أن تحافظ على طموحها وشغفها بالقراءة الأدبية وحبها للحياة.
أرسلت آن عن طريق الخطأ إلى بيت السيدة ماريلا كوثبرت وأخيها ماثيو في إحدى البلدات الكندية بعد أن طلبا صبيا لخدمتهما، وترفض السيدة إبقاءها في بادئ الأمر، لكنها تغير رأيها وتقرر أن تبقى آن في منزلهما لتبدأ قصة الأجزاء الثلاثة للمسلسل عن حياة آن التي تغيرت بشكل كامل وكيف أثرت على بلدتهما الصغيرة بأكملها.
المسلسل مستوحى من رواية “آن في المرتفعات الخضراء” (Anne of Green Gables) للكاتبة الكندية لوسي مود مونتغم، ومن إنتاج مشترك بين شبكة نتفليكس وهيئة الإذاعة الكندية “سي بي سي” (CBC)، لكن تم إيقاف إنتاجه بعد 3 مواسم فقط.
وكتبت مويرة والي بيكيت منتجة مسلسل “آن” عبر حسابها بموقع إنستغرام في نوفمبر/تشرين الثاني 2019 عقب الإعلان عن إيقاف إنتاج المسلسل “للمعجبين وأصدقاء مسلسل آن، أنا آسفة لهذه الأخبار الحزينة، لقد وصلنا إلى نهاية طريق غرين غابلز الأحمر بعد 3 مواسم رائعة، قلبي مثقل، لكنني فخورة جدا بهذا العرض”.
وحصل مسلسل آن على شعبية كبيرة من جماهير شبكة نتفليكس، وعلى تقييم 8.7 على موقع “آي إم دي بي” (IMDb)، ولذلك كان لخبر إيقاف إنتاج المسلسل أثر كبير على الجماهير التي قررت أن تقدم عريضة على موقع “تشينج” (Change.org) من أجل المطالبة بإنتاج جزء رابع.
وكتب صانع العريضة “يا رفاق، أحببنا جميعا الموسم الثالث، لكن ما زال هناك الكثير من الأشياء التي نحتاج إلى معرفة إجاباتها والكثير مما نود أن نراه، قصة كاكاويت كاملة وحياة آن الملكية، لذا دعونا نأمل أن تلفت هذه العريضة انتباه نتفليكس فتقرر تجديد المسلسل لموسم رابع، آن تريد منا القتال”.
هل تحدث العريضة تغييرًا؟
تخطت توقيعات العريضة المليون و80 ألف توقيع، لتقترب من الهدف المحدد وهو 1.5 مليون توقيع، ومع ذلك فإن إعادة إنتاج مسلسل “آن” قد تتطلب أكثر من عريضة.
فقد أعلنت هيئة الإذاعة الكندية “سي بي سي” (CBC) في أكتوبر/تشرين الأول 2019 أن الإذاعة ستتوقف عن العمل مع شبكة نتفليكس كما ذكرت صحيفة فايننشال بوست، وقالت كاثرين تايت الرئيسة والمديرة التنفيذية للهيئة “لن نبرم صفقات تضر بجدوى صناعتنا المحلية على المدى الطويل”.
وأضافت “أبرمت العديد من البلدان صفقات مع شبكة نتفليكس كما فعلنا، لكن مع مرور الوقت بدأنا إدراك أننا نغذي نمو نتفليكس أو أمازون بدلا من تغذية نمو أعمالنا وصناعتنا المحلية”.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2019 وجهت ميراندا دي بنسيير المنتجة التنفيذية لمسلسل “آن” رسالة عبر حسابها على موقع إنستغرام إلى كل من وقعوا العريضة آنذاك، وقد بلغ عددهم أكثر من 66 ألفا، قائلة “نحن ممتنون للغاية لتدفق هذا الحماس والشغف لمسلسلنا، نشعر بالكثير من الشرف والتأثر العميق”.
وأضافت “على الرغم من صعوبة ترك الأشياء التي نحبها وقد أحببنا رحلتنا في صنع مسلسل (آن) كما أحببتم مشاهدته لكن لا توجد طريقة لإعادة إنتاج (آن) في أي مكان حتى الآن، لن يحدث”.
وأنهت رسالتها قائلة “الآن نحتاج أن نتمسك بالمرح والأمل الذي جلبه لنا المسلسل، نحن من عملنا عليه وكل من شاهده، مسلسل (آن) سيعيش للأبد في قلوبنا، وكذلك لدى معجبينا المحبوبين”.
وعلى الرغم من تأكيد ميراندا على عدم وجود أي طريقة لإعادة المسلسل فإن المتابعين يبدون متمسكين بمطلبهم بجزء رابع “لمعرفة الإجابات” كما وصفوا، وأحيوا العريضة مرة أخرى لتتعدى المليون توقيع، فهل تستجيب نتفليكس؟