تعد الأعياد مناسبة لاستهلاك مزيد من اللحوم، لذا يحذّر الأطباء من الإفراط في تناولها، لا سيما بعد أن صنفت منظمة الصحة العالمية اللحوم الحمراء مادة مسرطنة مُحتملة في عام 2015؛ وذلك “لارتباطها بزيادة الالتهاب داخل الجسم، مما قد يؤدي إلى تطور أنواع معينة من السرطان”.
كذلك السكر المكرر، فرغم أنه يضر صحتنا، فإنه موجود في كل شيء تقريبا، حتى أن الفرد الأميركي العادي يستهلك نحو 20 ملعقة صغيرة منه يوميا، بما يعادل 3 أضعاف الموصى به من جمعية القلب الأميركية: للنساء 6 ملاعق، وأكثر من ضعف الموصى به للرجال 9 ملاعق.
ولأن استهلاك اللحوم والسكريات تنتج عنه حمضية عالية في الجسم، وتوفر بيئة مثالية للمرض والإجهاد واضطرابات النوم وضعف المناعة، حسب موقع دويتشه فيلله؛ فهذا يقتضي معرفة تأثير الامتناع عنها تماما، أو الاعتدال في تناولها، على أجسامنا.
السكر المكرر دمار شامل
بين أيدينا تلال من الأسباب التي تدفعنا للتوقف عن تناول السكر المكرر، أو التقليل من استهلاكه، فهو يسبب التهابا في جميع أنحاء الجسم، بما فيها البشرة، فيجعلها ذات مظهر باهت ومنتفخ.
وكشفت الأبحاث عن صلة بين الإفراط في السكر وحب الشباب، كما أن السكر قد يُسّرع شيخوخة الجلد بإتلافه جزيئات الكولاجين، مما يؤدي إلى ظهور التجاعيد.
ويرفع السكر مستوى الجلوكوز في الدم، فيحفز البنكرياس على إطلاق الأنسولين ليحوله إلى طاقة، لكن “ارتفاع الأنسولين يخفض نسبة السكر في الدم ويسبب الشعور بالتعب على المدى الطويل”، كما أن الانخفاض المفاجئ في السكر “يجعل الجسم يحتاج إلى طاقة أكثر، مما يثير الشهية للطعام وزيادة السعرات الحرارية، ومن ثم زيادة الوزن” وفقا لاختصاصية التغذية جيرلين جونز.
كما قد يؤثر على الصحة العقلية، فقد قالت أبحاث حول استهلاك النساء منه، نُشرت عام 2014، إن “من استهلكن 16 ملعقة صغيرة منه يوميا تعرضن للإصابة بالاكتئاب بنسبة 23%، مقارنة بمن تناولن 3.5 ملاعق”. وهو ما أكدته دراسة أخرى أجريت عام 2017، وأظهرت أن الرجال الذين تناولوا 13.4 ملعقة صغيرة أو أكثر يوميا زادت إصابتهم بالاكتئاب بالنسبة نفسها.
وقد يتسبب السكر المكرر في الوفاة بأمراض القلب، ففي دراسة أجريت عام 2014 واستمرت 15 عاما، وجد الباحثون أن “الأشخاص الذين استهلكوا ما بين 17 و21% من السعرات الحرارية عن طريق السكر المكرر، ارتفع لديهم خطر الوفاة بأمراض القلب والأوعية الدموية بنسبة 38%”.
ويعد “السكر المكرر محركا رئيسيا لمرض الكبد الدهني”، حسب دراسة نشرت عام 2018. كما يعطي ارتفاع السكر في الدم إشارة للدماغ للعمل والنشاط، فيسبب الأرق، و”يزيد تسوس الأسنان بنسبة 66%”، حسب دراسة عام 2016.
وأخيرا “يزيد السكر دهون البطن، ويخفض هرمون التستوستيرون، ويرفع هرمون الأستروجين. كما يقمع جهاز المناعة بحده من محاربة خلايا الدم البيضاء للفيروسات. ويعد السبب الأول للفشل الكلوي، حيث يؤدي ارتفاعه في الدم إلى تلف الأوعية الدموية في الكلى”. حسب د.مارك هيمان، المدير الطبي في مركز كليفلاند كلينيك.
أجسامنا واللحوم
التوازن هو كلمة السر في تأثير التوقف أو التقليل من اللحوم، حسب موقع ليف سترونج. فبالنسبة للطاقة، قد يساعد استبدال اللحوم بالنباتات والحبوب الكاملة على الشعور بالنشاط، لكنه ربما يُفقدنا عناصر غذائية مهمة مثل “الحديد”، الذي يحمل الأكسجين إلى خلايا الجسم لإنتاج الطاقة، فانخفاض الحديد يؤدي إلى أعراض مزعجة كالتعب المزمن، والصداع، وسرعة ضربات القلب.
أما عن الحالة الهضمية، فالإسراف في أكل اللحوم “يمكن أن يعزز التهابات الأمعاء التي تؤثر على البكتيريا الجيدة، وتسبب مضاعفات كالإمساك والانتفاخ”. في الوقت الذي يُحدث فيه الخُضار والفواكه العكس “لاحتوائهما على كربوهيدرات مثل البريبايوتك (موجودة في الموز والتفاح) التي تقلل الالتهابات وتُنشط بكتيريا الأمعاء الجيدة”، وفقا لدراسة نُشرت في مجلة التغذية عام 2018.
وفي ما يتعلق بالحالة المزاجية، فاللحوم يمكن أن تحتوي على نسبة عالية من دهون أوميغا 6 غير المشبعة المُسببة للعديد من الالتهابات، حيث تُظهر الأبحاث أن تناول كميات كبيرة منها “يعزز التغيرات في الدماغ، والتي قد تؤثر سلبا على المزاج”.
وبخصوص الوزن، فإن احتواء اللحوم على الدهون يمكن أن يجعلها مصدرا لسعرات حرارية أكثر، لذا “قد يُسهم الحد من تناولها في إنقاص الوزن”. أما القلب، فمن إيجابيات الحد من اللحوم “انخفاض مستويات الكوليسترول والالتهابات في الجسم، مما يمكن أن يؤدي بدوره إلى تقليل المشكلات المتعلقة بالقلب”، وفقا لموقع دويتشه فيلله.
احتواء اللحوم على الدهون يمكن أن يجعلها مصدرا لسعرات حرارية أكثر
قطع الكربوهيدرات غير آمن
الكربوهيدرات مصدر الطاقة الرئيسي للجسم، وتشمل جميع الأطعمة التي تتحول بعد هضمها إلى غلوكوز، كالخبز والخضراوات والفواكه والحليب والسكريات والنشا والألياف.
وحددت إدارة الغذاء والدواء الأميركية الاحتياجات اليومية من الكربوهيدرات بـ300 غرام (تعطي 1200 سعر حراري)، على أن يكون 25 غراما منها من الألياف الغذائية.
ومع أن اتباع نظام غذائي منخفض الكربوهيدرات يبدو فعالا لفقدان الوزن، فإنه غير آمن؛ فقد أظهرت دراسة نشرت عام 2018، بعد أن تابعت العلاقة بين خفض الكربوهيدرات وحالات الوفيات على مدى أكثر من 6 سنوات، أن “الأشخاص الذين تناولوا أنظمة غذائية منخفضة الكربوهيدرات كانوا أكثر عرضة للوفاة المبكرة بنسبة 32% مقارنة بمن كانوا يتناولون نسبة أعلى من الكربوهيدرات.
كما تسبب خفض الكربوهيدرات في زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب بنسبة 51%، والسكتة الدماغية بنسبة 50%، والسرطان بنسبة 35%”.
وحسب الباحثين “قد تكون الوجبات منخفضة الكربوهيدرات مفيدة لفقدان الوزن، وخفض ضغط الدم، والسيطرة على نسبة الغلوكوز على المدى القصير، لكنها قد ترتبط بزيادة خطر الوفاة على المدى الطويل”.