من بين شهادات التعليم الثانوي المعترف بها عالميا، يوجد نظامان يحتار كثير من الطلبة في الاختيار بينهما؛ النظام الأول هو دبلوم البكالوريا الدولية، وهو شهادة معترف بها بين الجامعات الأوروبية، وتتبعها معظم المدارس الأوروبية والدولية. والثاني هو النظام البريطاني التقليدي الذي يعتمد على الثانوية العليا التي تسمى “أيه ليفيلز” (A-Levels)، الذي تفضله بعض الجامعات البريطانية.
البرنامجان الدراسيان متفرعان في المدرسة الثانوية الدولية، التي يأخذها التلاميذ خلال العامين الأخيرين من دراستهم قبل الجامعية. ولكن ما الفرق بينهما؟ وما البرنامج المقبول على نطاق أوسع من قبل الجامعات؟ وهل أحدهما أصعب من الآخر؟ وهل يستطيع الطالب اختيار نظام واحد وتغيير رأيه فيما بعد؟ هذا ما تجيب عنه السطور التالية.
ينسب نظام البكالوريا الدولية (International Baccalaureate) المعروف اختصارا بـ”آي بي” (IB) إلى منظمة البكالوريا الدولية، وهي مؤسسة دولية مقرها جنيف بسويسرا، وتقدم عددا من البرامج التعليمية لمختلف المراحل الدراسية، ولكن المستوى الذي ينطبق على الطلاب الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و19 هو دبلوم البكالوريا الدولية.
يوفر نظام البكالوريا الدولية للطلبة ما هو أكثر من التعليم، فهو يطور ملكة البحث والشغف بالمعرفة لدى الطلاب. وهناك كثير من المدارس البريطانية التي توفر لطلبتها خيار البكالوريا بدل النظام الإنجليزي.
ما نظام آي جي سي إس إي؟
شهادة “آي جي سي إس إي” (IGCSE) -المعروفة على مستوى واسع بـ”آي جي” (IG) اختصار لشهادة التعليم الثانوي العام الدولي (International General Certificate of Secondary Education)، وهي المؤهل الثانوي الرسمي في إنجلترا، وهي شهادة دولية عامة للتعليم الثانوي، وضعت المنهج التعليمي جامعة كامبريدج بالمملكة المتحدة، وهو جزء من منهاج متكامل يشمل جميع المراحل العمرية.
يقوم الطلبة بتعلم منهج “آي جي سي إس إي” مع بداية السنة العاشرة، ويخضعون للاختبار في نهاية العام 11، ويتبعها المستوى المتفوق “أيه ليفيلز”، وبهذا المستوى يكون الطالب مؤهلا لدخول الجامعات، وفقا للتقدير المطلوب والتخصصات التي يختارها.
قد تفضل بعض الجامعات الطبيعة المتوازنة لمناهج البكالوريا الدولية التي يدرسها الطلاب في المرحلة الثانوية
ما أوجه التشابه بين البرنامجين؟
التشابه الرئيسي بين برنامج “أيه ليفلز” ودبلوم “البكالوريا الدولية” هو أن كلا منهما يقدم المستوى التعليمي نفسه، وكلاهما يؤهلان الطالب لدخول الجامعة، ولكن ما يهم أكثر هو نوع الطالب ومدى استعداده لبذل الجهد والأهداف التي لديه.
أوجه الاختلاف
في المستوى “أيه ليفلز” يكون أولياء الأمور أكثر وعيا بعملية التعلم، حيث إنها تعتمد على الكتب المدرسية. ويختار الطالب 3 مواد على الأقل، وتكون لديه مرونة في اختيار المواد، ويمكن للطالب الجيد في الرياضيات أن يختار الرياضيات والفيزياء ومستوى آخر من الرياضيات.
وتعتمد على التعلم بالشكل التقليدي مع التركيز على الكتب المدرسية، ويتم التقييم من خلال الحصول على درجات من الأحرف “أيه-جي” (A-G)، و”أيه ستار” (A*) هي أعلى درجة قد يحصل عليها الطالب، ويعد هذا النظام التعليمي نظريا بصورة كبيرة.
أما في برنامج البكالوريا الدولية “آي بي”، فيحتاج الطلاب إلى المزج بين العلوم الإنسانية والعلوم واللغات، بغض النظر عن اهتمام الطالب، ودرجات المواد متدرجة من 1 إلى 7، وعلى الطالب الحصول على 24 درجة للحصول على الدبلوم.
والمنهج هنا أكثر عملية، والتعلم قائم على الاستفسار، ويشترط على الطلاب أن يكونوا شموليين، ويشاركوا في أنشطة من خارج المنهج، والتي تشتمل على عمل بدني وإبداعي وإنساني ومشاريع شخصية.
مميزات “أيه ليفلز”
يمتلك الطلاب الملتحقون به في الغالب نظرة واضحة حول مستقبلهم وما يرغبون في تحقيقه خلال مسيرتهم الأكاديمية، ويحققون خبرة تعليمية متعمقة، ويتضمن هذا النظام مجموعة واسعة من المواد التي يمكن للطلاب الاختيار من بينها، وهو بذلك أكثر مرونة من نظام “آي بي”.
مميزات البكالوريا الدولية
إعداد الطالب للمرحلة الجامعية، إذ يعد نظام “آي بي” نفسه بمثابة برنامج تحضيري للجامعة، حيث يعمل على إكساب الطلاب المهارات والقدرات اللازمة لتحقيق النجاح في مرحلة التعليم العالي.
إمكانية التطور على المستوى الشخصي، ليس فقط كطالب بل كإنسان أيضا، حيث يتمثل أحد أهداف منظمة البكالوريا الدولية في خلق جيل من الأشخاص الواعين اجتماعيا، والقادرين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم.
الطلاب يكونون أكثر انفتاحا ومرونة وقدرة، ويكونون أكثر اجتماعية، وتكون لديهم مواهب متنوعة طوروها بشكل مستقل على مدار البرنامج.
التشديد على إدارة الوقت والاستقلالية، بمعنى أنه من المتوقع أن يعرف الطلاب أنفسهم، وأن يكونوا قادرين ومستعدين لقضاء معظم وقتهم، واتخاذ معظم قراراتهم بناء على إرادتهم.
يفضل رواد الأعمال في الغالب الأشخاص الذين التحقوا بنظام “آي بي” عند اختيار موظفين في شركاتهم، ويرونهم أكثر مهارة من غيرهم.
عيوب الثانوية البريطانية
لا يركز هذا النظام على اللغة العربية، وأغلب المواد يتم تدريسها بالإنجليزية، ويمثل هذا تحديا للطلاب غير الجيدين بما يكفي في الإنجليزية، وأما من درسوا في هذا النظام من بدايته والراغبون في الالتحاق بجامعات عربية، فسيواجهون صعوبات في فهم المواد المدرسة باللغة العربية.
عيوب البكالوريا الدولية
طول مدة الدراسة، فالبكالوريا الدولية للمرحلة الثانوية تحتاج إلى سنتين كاملتين، وهي فترة طويلة مقارنة مع بقية المناهج المختلفة، التي تستغرق في العادة سنة واحدة.
المنهج الدراسي الكبير، إلى جانب الدروس والواجبات، يتعين على الطلاب العمل على تقديم تقارير وعروض تقديمية ومشاريع في كل مادة من المواد الست الإجبارية، وهو حمل كبير لا يتحمله كثير من الطلاب.
الجمود، لا يملك الطلاب الكثير من الحرية في اختيار المواد التي يرغبون في دراستها.
هل من الممكن الدراسة في مدرسة البكالوريا الدولية والالتحاق بمستوى “أيه ليفلز”؟
تقدم بعض المدارس مستويات “أيه ليفلز” بالإضافة إلى البكالوريا الدولية، ولكنهما مؤهلين منفصلين تماما. عندما يبدأ الطالب أحدهما، لا يمكنه أن يغير في منتصفه، ولن يخلط بين أجزاء أحدهما وأجزاء من الآخر.
نظام “أيه ليفلز” التعليمي يعتمد على الكتب المدرسية بصورة أساسية
أي مؤهل أكثر مصداقية؟
كلا البرنامجين مؤهل موثوق، والطالب الذي حصل على نتائج ممتازة في برنامج “أيه ليفلز” من المرجح أن يحصل على مكان في إحدى الجامعات العليا، كما هي الحال مع طالب حاصل على درجات متميزة في دبلومة البكالوريا الدولية.
هل تفضل الجامعات البكالوريا الدولية؟
لن تتجاهل أي جامعة طالبا ممتازا بغض النظر عن المنهج الدراسي، ولكن قد تفضل الجامعات الطبيعة المتوازنة للبكالوريا الدولية.
أيهما يجب أن تختار؟
إذا كنت لا ترغب بالضرورة في الذهاب إلى جامعة في المملكة المتحدة، فمن المحتمل أن تكون البكالوريا الدولية هي الخيار الأفضل، فقد تم الاعتراف بها في عدد كبير من الدول.
إذا كنت غير متأكد من الكلية أو الجامعة التي تريد الالتحاق بها، فمن المحتمل أن يكون خيار البكالوريا الدولية أفضل، لأنها ستسمح بخيارات أوسع وأكثر تنوعا.