ربما يصبح 2020 هو العام الأكثر جنونا في ذاكرة التاريخ الحديث، حيث إن صناعة السينما تراجعت -كغيرها من الصناعات- عدة خطوات للخلف تزامنا مع تفشي فيروس كورونا وما تبعه من غلق دور العرض وتوقف الإنتاج أو تأجيل عرض العديد من الأفلام المنتظرة.
لكن لحسن الحظ وجدت بعض الأفلام طريقها إلى الجمهور سواء من خلال الوصول إلى دور العرض قبل الجائحة، أو العرض عبر منصات البث المختلفة، بجانب طرق جديدة استحدثها صناع الأفلام لعرض أعمالهم متحايلين على الأزمة.
فإذا كنتم ترغبون معرفة أهم تلك الأعمال الحديثة، إليكم ستة أفلام ننصحكم بمشاهدتها.
تجاوزت إيرادات “الرجل الخفي” 132 مليون دولار من ميزانية لم تتخط 7 ملايين
لعشاق أفلام الرعب
تجربة مميزة وناجحة جماهيريا وفنيا تلك التي خاضتها استوديوهات “يونيفرسال بيكتشرز” حين قررت إعادة كلاسيكية “الرجل الخفي” (The Invisible Man) إلى الحياة. وذلك من خلال معالجة معاصرة ومختلفة، حققت إيرادات مرتفعة تجاوزت 132 مليون دولار من أصل ميزانية لم تتخط 7 ملايين بالرغم من أن العمل عرض قبل أسابيع قليلة من غلق دور العرض إثر انتشار كورونا.
يحكي الفيلم عن زوجة تعاني من الحياة برفقة زوجها صعب الطباع، خاصة مع إصراره على الاحتفاظ بها للأبد دون السماح لها بالرحيل حتى ولو ضد رغبتها. لذا لا تجد مفرا من الهرب، لكنها تفاجأ بعد وقت قليل بانتحاره وتركه ثروته لها.
وبالرغم من سعادتها بحصولها على حريتها أخيرا، إلا أنها سرعان ما تشعر بوجود كائن خفي يراقبها، تستشعر فيه زوجها السابق، غير أنه لا أحد يصدقها، فتحاول إثبات ذلك حتى ولو كان الثمن حياتها.
لمحبي الرسوم المتحركة
“إلى الأمام” (Onward) فيلم آخر صدر قبل أيام من انتشار الفيروس، وإن كان نجح في حصد إيرادات وصلت إلى 109 مليون دولار.
العمل مناسب للكبار والصغار والمشاهدات العائلية، فهو دراما فانتازية ذات طابع كوميدي، تدور أحداثها حول شقيقين يعيشان مع والدتهما في عالم خيالي وغير تقليدي وإن تمتع بسمات العصر.
وبالرغم من أنهما مختلفان في الطباع والأحلام، إلا أن رغبتهما في لقاء والدهما الراحل وقضاء ولو مدة يوم واحد معه توحد هدفهما سويا، مما يجعلهما يخوضان معا مغامرة استثنائية يبحثان خلالها عن بقايا السحر القديم، وهي الرحلة التي يعيدان عبرها اكتشاف نفسيهما والأهم اكتشاف بعضهما بعضا.
لمتابعي الدراما
“ممرات” (Driveways) فيلم دراما أميركي عرض للمرة الأولى بافتتاح مهرجان برلين السينمائي الدولي في فبراير/شباط 2020، قبل أن يصبح متاحا للعرض بالطلب بداية من مايو/أيار السابق.
الفيلم بطله صبي يتميز بمشاعره المرهفة وحساسيته التي تجعله يعاني من الخجل الاجتماعي ويبدو مختلفا عمن يماثلونه عمرا. يرافق الفتى والدته في رحلة، حيث يذهبان لتنظيف منزل شقيقة الأم المتوفاة حديثا والتي كانت منعزلة لسنوات، وذلك تمهيدا لعرضه للبيع.
وهناك يتعرف الصبي إلى رجل متقاعد كان يعمل كطبيب بيطري في الحرب الكورية، وهي العلاقة التي تغير حياة الأبطال جميعهم من خلال دراما ملهمة وإنسانية شديدة الدفء تمحورت حول الذكريات والتعاطف والموت وأشياء أخرى.
أما إذا كنتم من محبي الدراما التاريخية والحربية فنرشح لكم فيلم “الدماء الخمسة” (Da 5 Bloods) للمخرج سبايك لي، وأحد الأعمال الأصلية التي أصدرتها “نتفليكس” هذا العام.
العمل يدور حول أربعة من قدامى المحاربين السود المسنين الذين يجتمعون للسفر إلى فيتنام من أجل استعادة بقايا قائد فرقتهم، والأهم البحث عن شحنة من الذهب دفنوها في الغابة قبل عقود. وهي المغامرة التي يستغلها صناع العمل لتسليط الضوء على قضايا مهمة من بينها العنصرية، والجشع، والتاريخ، والأخوة، وذلك عبر قصة ملحمية لم تخل من التشويق والكوميديا.
البقرة الأولى
بالرغم من أن فيلم “البقرة الأولى” (First Cow) عرض للمرة الأولى خلال مهرجان تيلورايد السينمائي عام 2019، قبل أن ينافس على جائزة “الدب الذهبي” في مهرجان برلين السينمائي الدولي بداية هذا العام، إلا أنه لم يصبح متاحا للعرض للجمهور إلا في يوليو/تموز 2020.
حظى الفيلم بتقييمات إيجابية متعددة، واستحسنه النقاد حد وصفهم له كأحد أفضل الأفلام المستقلة لهذا العام. فحبكته على بساطتها حملت الكثير من الرمزية والأفكار الفلسفية التي تستحق التأمل، كذلك تميز العمل بمناظره الطبيعية وصورته الخلابة كعادة أعمال مخرجته كيلي ريتشاردت.
يذكر أن أحداث العمل قد جرت شمال غرب المحيط الهادي بالقرن 19، ودارت حول طباخ بارع يقرر السفر بحثا عن ذاته، لكن ينتهي به المطاف بالعمل تحت إمرة صيادي الفراء سيئي الطباع. قبل أن يلتقي مصادفة ملكا متجولا يدعي أنه مهاجر صيني هارب، فتتوطد العلاقة بين الاثنين وتتوالى الأحداث.
لهواة الأفلام الوثائقية
“اللاعبة أ” (Athlete A) فيلم آخر صدر عن نتفليكس هذا العام، وهو عمل وثائقي أميركي يستحق المشاهدة باعتباره وثيقة صادقة وصادمة سيخلدها التاريخ.
فالفيلم يستعرض قصة الطبيب الأميركي “لاري نصار” الذي ظل مسؤولا عن فريق الجمباز الأميركي النسائي لما يقرب من 20 عاما، تمكن خلالها من استغلال مهنته كمعالج للفريق للتحرش بالكثير من عضوات فرق الجمباز على اختلاف أعمارهن، حتى أن عدد ضحاياه تجاوز 260 شخصا.
وبسبب إبلاغ إحدى اللاعبات عن تعديه عليها، ثم إسقاطها من الفريق الأولمبي عقابا لها على “إساءتها لسمعة الفريق” تقرر الصحفية الاستقصائية كاريسا كوياتكوفسكي فتح هذا الملف الشائك وكشف خباياه، وهو ما لا يسفر فقط عن كشف الانتهاكات الجنسية التي تتعرض لها بطلات الجمباز، وإنما العنف اللفظي والجسدي أيضا.