عقد صداقة مع من حولنا في بيئتنا المحيطة هو أمر غريزي يقوم به الجميع؛ فالأطفال في الفصول الدراسية يعرفون تلقائيا أنهم يجب عليهم تكوين صداقات، ويستمر الأمر طوال الحياة، ولكن تختلف أهمية الأصدقاء من مرحلة حياتية إلى أخرى، ورغم أنه تقريبا لا يمكن الحياة من دون وجود صديق مقرب يمكن الاعتماد عليه، فإن أحيانا وجود الأصدقاء يكون هو الأمر الذي يبقيك حيا، وقد استطاعت الأفلام من كل أنحاء العالم التعبير عن هذا الأمر، كل بلغته وأفكاره.
بندورة خضراء مقلية
“بندورة خضراء مقلية” (Fried Green Tomatoes) هو فيلم أميركي حول “إيفلن”، وهي سيدة غير سعيدة في حياتها، تذهب إلى دور رعاية كبار السن، وهناك تتعرف على العجوز “نيني”، تتصادق السيدتان رغم فارق السن الكبير. تحكي “نيني” عن ذكرياتها مع أشخاص عرفتهم قديما وأحداث حياتهم التي ساندوا بعضهم بعضا فيها بأغرب وأشجع الطرق، وفي هذه الحكايات تعيد “إيفلن” اكتشاف نفسها وتستطيع السيطرة على حياتها وإعادة البهجة والشغف إليها.
الفيلم من إنتاج عام 1999، ومن إخراج “جون أفنيت”، وهو مقتبس عن رواية تحمل اسم “بندورة خضراء مقلية في مقهى ويسل ستوب” للكاتبة “فاني فلاغ”، التي أسهمت في كتابة سيناريو الفيلم بمساعدة كارول سوبيسكي، وترشحا معا لجائزة أوسكار عن فئة أفضل سيناريو مقتبس.
البحث عن نيمو
رغم أن “البحث عن نيمو” (Finding Nemo) فيلم رسوم متحركة، فإنه يمكن من خلاله بث رسالة في غاية الأهمية؛ فالسمكة الأب “مرهف” يفقد طفله عندما يأخده أحد الآدميين، وفي رحلة البحث عن طفله المخطوف يصادق الأب سمكة زرقاء تساعده على استرجاع الثقة في الآخرين، وتساعده بطريقتها الفريدة في رحلة البحث.
على الجانب الآخر ينتهي الأمر بالسمكة “نيمو” في حوض أسماك بإحدى العيادات، وهناك يصادق مجموعة الأسماك والمخلوقات البحرية التي تساعده في العودة مجددا للمحيط للعودة لأبيه.
الفيلم من إنتاج عام 2003، كتبه وأخرجه أندرو ستانتون، وقام بالأداء الصوتي للشخصيات ممثلين عدة، مثل ألبرت بروكس وإيلين ديجينيرس وألكسندر غولد وويليام دافوي.
حصل الفيلم على جائزة أوسكار عن فئة أفضل فيلم رسوم متحركة، كما ترشح في 3 فئات أخرى، وترشح كذلك لجائزة غولدن غلوب.
أحلى الأوقات
فيلم مصري من إنتاج عام 2004، يدور في قالب اجتماعي كوميدي، حول “سلمى” التي تتوفى والدتها فجأة، فتقرر الهجرة من مصر، ولكن تصلها خطابات تعيد إليها ذكرياتها القديمة، فتقرر البحث عن مرسل الخطابات، وفي رحلة البحث تتقابل مجددا مع صديقتي طفولتها “يسرية” و”ضحى”، ومعا يخضن أحداثا لم يكن من المخطط حدوثها، ووسط كل هذه المغامرات يعدن اكتشاف أنفسهن وما يرغبن في الحصول عليه بالفعل.
الفيلم من إخراج “هالة خليل” التي كتبت قصة الفيلم، في حين كتبت وسام سليمان السيناريو والحوار، ومن بطولة كل من حنان ترك وهند صبري ومنة شلبي وعمرو واكد وسامي العدل. وحصل الفيلم على تقدير نقدي وجماهيري كبير، كما حصد عدة جوائز محلية.
رجل يدعى أوفيه
أما “رجل يدعى أوفيه” (A man called Ove) فهو فيلم سويدي من إنتاج عام 2015، مقتبس عن رواية تحمل الاسم نفسه، وحققت شهرة واسعة نشرت عام 2012 للكاتب السويدي “فريدريك باكمان”، وكتب سيناريو الفيلم وأخرجه هانز هولم، وترشح الفيلم لجائزتي أوسكار، إحداهما عن فئة أفضل فيلم أجنبي.
في إطار من الدراما والكوميديا الخفيفة، نشاهد البطل المسن “أوفيه”، المتذمر من كل الأمور مهما كانت صغيرة، والذي يحاول مرارا أن ينهي حياته بنفسه للحاق بزوجته المتوفاة التي لا يستطيع أن يكمل الحياة من دونها، ولكن تسكن بجواره عائلة إيرانية، تجلب لحياته الفوضى والإزعاج، ولكنه ببطء يجد نفسه يصادق الزوجة الشابة الحامل، وتنقذه صداقة هذه العائلة الفوضوية من حفرة الاكتئاب.
الفيلم من بطولة رولف لاسغارد وبهار بارس وفيليب بيرغ. وحصد الفيلم استحسان الجمهور والنقاد معا على حد سواء، معتبرينه من الأفلام التي تمس المشاعر، ولكن من دون إفراط فتحوله إلى مصدر للكآبة، وهو ما سمح للفيلم بأن يكون ثالث أعلى فيلم على الإطلاق في نسب المشاهدة بالسويد.
ثلاثة بلهاء
“ثلاثة بلهاء” (Three Idiots) فيلم هندي يدور حول 3 أصدقاء، يتعرفون على بعضهم في بداية دراستهم للهندسة في الكلية، ويوحدهم عدم حبهم طريقة التعليم، وإن كان لكل واحد منهم أسبابه الخاصة المختلفة عن الآخرين. يسير الفيلم في خطين زمنيين متوازيين يفصل بينهما 10 سنوات، نرى من خلاله كيف استطاع الأصدقاء اجتياز مرحلة الجامعة ومحاولة كل واحد منهم تحقيق حلمه، وكيف تحولوا بعد مرور هذه الفترة.
الفيلم من إنتاج عام 2009 من إخراج “راجكومار هيراني”، والذي كتب قصة وسيناريو الفيلم بمعاونة “أبهيجات جوشي”، وهو مقتبس عن الرواية الهندية “5 نقاط لشخص ما” تأليف تشيتان بهجت. وهو من بطولة عامر خان وكارينا كابور وبومان إيراني.
لم يحصل الفيلم على جوائز عالمية، وإن كان حصل على العديد من الجوائز المحلية، ولم يوقف هذ الأمر النقاد من الثناء على الفيلم، كما اعتبره الجمهور واحدا من أفضل الأفلام في العالم وفقا لإحصاء موقع “آي إن دي بي” (IMDB).