قالت عائلة الفنان اللبناني أنطوان كرباج -في بيان- إن ألزهايمر “أبعد الممثل الكبير منذ سنوات عن أنظار جمهوره”، مؤكدة أن “الاسم المحفور في قلوب اللبنانيين وعلى صفحات الفن والإبداع في لبنان، بخير”.
وهذا هو أول رد فعل من عائلة كرباج بعد انتشار خبر مفاده أن الممثل اللبناني القدير كان من بين نزلاء مستشفى القديس جاورجيوس المعروف بمستشفى الروم في القسم المخصص لرعاية العجزة، وأنه أصيب جراء انفجار مرفأ بيروت الذي دمّر المستشفى الذي يبعد حوالي ألف متر عن المرفأ، مما أسفر عن مقتل 14 من الكادر الطبي والمرضى والزوار وجرح العشرات، وأتى على كامل طوابقه، حيث أخلي المرضى منه إلى مستشفيات أخرى.
وأفاد الخبر الذي تناقلته بعض المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل، بأن كرباج تركته أسرته في المستشفى تقصيرا منها في الاهتمام به، كما لم تهتم نقابة الممثلين والدولة بإصابته جراء الانفجار.
احترموا خصوصيتنا
وعلى إثر تلك الشائعات، حاولت الجزيرة نت الاتصال بالممثل الكبير وعائلته من دون أي تحصل على أي جواب. ويبدو أن العائلة كانت قد تلقت الكثير من الاتصالات لمعرفة صحة المعلومة من مصدرها، مما حدا بزوجته الإعلامية لور غريب وأولاده وليد ورولا ومازن، إصدار بيان أعلنوا فيه حالة أنطوان كرباج الصحية وظروف دخوله المستشفى، شاكرين اهتمام الناس والإعلام، وطالبين الخصوصية للعائلة.
وجاء في البيان..
“نفيدكم علما بأن حبيبنا الغالي الممثل أنطوان كرباج، يعاني منذ 6 سنوات من مرض ألزهايمر العضال، والذي يتطلب عناية طبية ومراقبة متخصصة بشكل يومي. يقوم مركز رعاية المسنين في مستشفى القديس جاوريوس (مستشفى الروم) -حيث ينزل أنطوان كرباج منذ فبراير/شباط 2020- بالمتابعة الطبية وتأمين العناية اللازمة له. كنا نحبذ إبقاء الأمر في مكانه الصحيح حيث يجب أن يكون، أي ضمن النطاق العائلي والخاص، ولكن بعد أن نشرت وسائل الإعلام اللبنانية الخبر، اقتضت الحاجة منا إلى توضيح الأمر. نتوجه بالشكر إلى كل محبي أنطوان كرباج من جمهور ومعجبين وصحافيين وعاملين في المجال الفني، لحبهم وإخلاصهم ودعمهم لمسيرة أنطوان كرباج الفنية طوال سنوات نجاحه، بدونكم ما كانت هذه المسيرة كما عرفتموها. كل ما نرجوه اليوم هو احترام خصوصيات العائلة، متمنين دعمكم في هذا الإطار”.
وكانت ابنته رولا قد كتبت على حسابها موضحة وضع والدها، طالبة من الجمهور “بدلا من نشر الرسائل التي لا تعكس الواقع الذي تعيش فيه عائلتنا والتي لن تجلب لك أي شيء، حاول بدلا من ذلك مساعدة المحتاجين، فهذا أفضل. لا تقلق بشأن أنطوان، نحن نهتم به. شكرا جزيلا”.
وقد أثار خبر إيداع الفنان أنطوان كرباج في إحدى دور العجزة سجالا كبيرا بين الفنانين على مواقع التواصل، إذ علق الفنان باسم مغنية قائلا: إذ صح الخبر فأين النقابات وأين نحن؟
هلق عرفت إنو استاذنا الكبير كتير أنطوان كرباج موجود بمأوى العجزة. صحيح هالحكي؟؟؟؟ وإذا صحيح. وين النقابات؟وين الأوادم؟وين نحنا؟؟؟؟؟
— Bassem Moughnieh (@Bassemmoughnieh) August 11, 2020
لكن المنتج والمخرج مروان حداد أضاف تعليقا على تغريدات مغنية، قائلا إن الفنان أنطوان كرباج في مأوى خاص على نفقته الخاصة، بمبلغ شهري لكي يتلقى خدمة تليق بمستواه.
انا فهمت انه بمأوى خاص اي مأوى على شكل منزل راحة ومستشفى وعلى نفقته الخاصة (مبلغ شهري يدفعه من يدخله كي يخدم على مستوى يليق بصاحبه)
— Marwan Haddad (@marwanhaddad_1) August 11, 2020
ورغم تأكيد عائلة كرباج خبر إيداعه في مأوي خاص لتلقي الخدمة الصحية والمتابعة الطبية اللازمة، فإن الإعلامية نضال الأحمدية نفت صحة الخبر من أساسه.
انشالله https://t.co/Kzro4TyCmW
— Bassem Moughnieh (@Bassemmoughnieh) August 12, 2020
في المسرح والتلفزيون
وللفنان اللبناني أنطوان كرباج تاريخ ثري ما زال حاضرا في ذاكرة الجماهير، من خلال أدواره المسرحية والتلفزيونية منذ الستينيات، من الملك والوالي إلى المفتش والمهرب والمهرج والقائد الروماني باتريكوس بالما ويوسف بك كرم وهولو وماكبث وأوديب، وسواها من الأدوار، كما لعب أدوارا لها طابع قروي وأخرى في مسرحيات الرحابنة إلى جانب فيروز، مثل مسرحية “يعيش يعيش” التي يأخذ فيها دور المهرب.
وكذلك لعب دور الملك في مسرحية “ناطورة المفاتيح”، والقائد الروماني الذي يخطف ابنة الملكة في مسرحية “بترا”.
وسام الشرف
ولا يمكن إلا أن تميز هذا الصوت الذي ما زال جيل كامل ينتظره في مسلسل “بربر آغا” الذي أسر فيه أنطوان كرباج بصوته وشخصيته ونظراته، قلوب الكبار والصغار.
ومنذ عام ونصف في ديسمبر/كانون الأول 2018، نظمت وزارة الثقافة مهرجان لبنان الوطني للمسرح، وحملت الدورة الأولى اسم أنطوان كرباج الذي تعذّر حضوره بسبب المرض، وقلّده وزير الثقافة باسم رئيس الجمهورية ميشال عون وسام الأرز الوطني من رتبة ضابط، تقديرا لعطاءاته الفنية والثقافية على مدى 40 عاما.