ربما تمتلك أفكارا استثمارية عظيمة، وتظل تتشابك الأحلام والأفكار الملهمة داخلك، ورغم عزمك على تنفيذ مشروعك، فإنك تواجه عقبات ومخاوف تحول بينك وبين تنفيذ حلمك، إذ يظل ما ينقصك عنصر التحفيز.
والتحفيز حالة نفسية تعتمد على الرغبة في الإنجاز، وهذه الحالة تساعدنا على مواصلة العمل والتفاني فيه بأفضل قدر ممكن، ولذلك فإن حالة التحفيز ستدعمك في مواجهة التحديات لتحقيق إنجازك المرتقب.
ويقدم الكاتب أندريس كاريو، في مقال نشرته مجلة “بسكلوخيا إي منتي” (Psicología y mente) الإسبانية، مجموعة من النصائح والخطوات من أجل حسن استثمار الجهود والطاقات لتحقيق النجاح الشخصي الذي نصبو إليه في مشاريعنا، وذلك من خلال الحفاظ على مستوى عال من التحفيز.
الخطوة الأولى لبناء النجاح وتحقيق الأهداف هي تنظيم المهام
ما التحفيز؟
الحافز هو الدافع الذي يقودنا نحو بلوغ الهدف. هذه الحالة الذهنية يمكن أن تنبع من داخلنا (دوافع ذاتية)، أو من محيطنا (دوافع خارجية). ويقول الكاتب إن هنالك العديد من أنواع التحفيز، ولكن القاسم المشترك بينها أنها تعتمد على بعض خصائص الطبيعة النفسية للإنسان.
1- الرغبة في الإنجاز
هذا النوع من التحفيز يكون مستمدا من رغبتنا في الحصول على شيء ما، وهذا الشيء هو الإنجاز الذي نرغب في تحقيقه.
2- الرغبة في الانتماء
هذا الأمر يتضمن رغبة الإنسان في أن يحظى بالقبول لدى فئة اجتماعية معينة، ويكون هذا الشعور قويا في مرحلة المراهقة، حيث يقوم بعض الأولاد والبنات مثلا بارتداء ملابس مميزة أو الاستماع لأنماط من الموسيقى حتى يتمكنوا من الاندماج داخل مجموعات من أقرانهم.
امتلاكك أصدقاء مخلصين في مشروعك من أفضل نعم الحياة
3- الرغبة في المنافسة
هذا الحافز يشير إلى رغبتنا في تحقيق أهدافنا بأفضل طريقة ممكنة، حيث نشعر بأنه لا يكفي أن نبلغ الهدف، بل يجب إشباع رغبتنا، وذلك من خلال القيام بالأمر على نحو يميزنا عن الآخرين ويجعلنا أفضل منهم.
نصائح للحصول على الحافز:
1- تعرف على أمنياتك
يشير الكاتب إلى أن التحفيز يأتي أساسا من رغباتنا. إذا كنا قادرين على معرفة حقيقة هذه الرغبات، فإننا سنكون على وعي بما يحركنا ويشجعنا على العمل، وسنتمكن من توجيه هذا الشعور نحو مساعدتنا على النجاح. ولهذا الغرض سيكون من الجيد التوقف برهة وأخذ بعض الوقت للتفكير في ما نرغب فيه فعلا. هذا الأمر قد يتم من خلال الجلوس في مكان مريح وكتابة قائمة بالأشياء التي تحفزنا والرغبات التي تحركنا، ثم تنظيمها وتصنيفها حسب أهميتها وواقعيتها.
2- ركز على أهداف يمكن تحقيقها
ينصح الكاتب بتركيز طموحاتنا وحماسنا نحو أهداف معقولة يمكن بلوغها. يجب على الإنسان أن يقيّم بشكل جيد المشاريع التي يريد الدخول فيها، حتى يكون مقتنعا بقراره ولا يصاب بالإحباط والتوتر لاحقا.
3- اهتم بالتنظيم
الخطوة الأولى لبناء النجاح وتحقيق الأهداف هي النظام؛ فإذا كنا قادرين على تنظيم أفكارنا وترتيب محيطنا، فإننا شيئا فشيئا سنصنع الحافز في داخلنا لمواصلة الاجتهاد والعمل على مشاريعنا. وفي المقابل، فإن الأشخاص الفوضويين الذين لا يميلون للتنظيم، يكونون على الأرجح غير قادرين على إنهاء ما بدؤوه، وبالتالي يفشلون في تحقيق النجاح ويفقدون الحافز في وسط الطريق.
4- تخيل إنجازاتك
هذا التمرين يساعدك على إيجاد المحفزات التي تحتاجها لبدء نشاط كنت تؤجله منذ وقت طويل. فمن خلال تخيل نفسك قد أتممت هذا العمل وبلغت أهدافك، تمنح نفسك سببا وجيها لمواصلة التقدم والقيام بكل ما يلزم لبلوغ تلك الصورة الجميلة التي تخيلتها حول لحظة نجاحك.
5- حفز نفسك من خلال المكافآت
يوضح الكاتب أن هذا الأمر يتمثل في البحث عن المحفزات عبر بعض الجوائز والمكافآت الصغيرة التي تحصل عليها عند إتمام كل مهمة. على سبيل المثال، بعد أن تنهي عملا شاقا وحافلا، يمكنك أن تسمح لنفسك بتناول الوجبة التي تحبها، أو شراء ملابس جديدة. هذه الأشياء ترفع المعنويات وتحسن المزاج، وسوف يتعود الدماغ على التفكير بإيجابية والتطلع إلى الحصول على تلك المكافأة في نهاية اليوم، كلما واجه مهمة شاقة أو مملة.
خطط جيدا لمشروعك وابدأ في التنفيذ، لكن لا تضيع العمر في التفكير والتردد
6- فكر في أحبتك
يرى الكاتب أن من بين الطرق الفعالة لإيجاد الحافز الداخلي هي التفكير في الأشخاص الذين سيفخرون بك وبإنجازاتك. هؤلاء الناس قد يكونون عائلتك أو أصدقاءك المقربين أو شريك حياتك. هذه الفكرة باختصار تتمثل في استحضار الأشخاص الذين سيسرهم نجاحك.
7- تمارين التنفس
يقول الكاتب إن هذه التمارين تزيد مستويات الأكسجين في الدماغ، وهي فعالة أيضا في تخفيف التوتر والعصبية التي نشعر بها أثناء القيام بالأنشطة، وكلما انخفضت حدة التوتر ازداد الحماس والتحفيز.
8- استمع إلى موسيقى ملهمة
رغم أن هذه الفكرة مثيرة للجدل فإنها فعالة جدا؛ إذ إن الأبحاث العلمية أثبتت أن للموسيقى تأثيرا محفزا على الإنسان. وفي الواقع، لوحظ أن كثيرا من الرياضيين يستمعون إلى موسيقاهم المفضلة مباشرة قبل الدخول في المنافسات. هذه الموسيقى قد تختلف من شخص إلى آخر حسب ذوقه وثقافته، والتحفيز قد يأتي من السمفونيات الكلاسيكية، أو صوت الغيتار.