بعد نحو 8 أشهر على ظهور فيروس كورونا، وانتشاره في أنحاء العالم، تعكف فرق علمية على دراسة ما سموه بالوضع الطبيعي الجديد للفيروس، ليبرز سؤال يبدو بديهيا: هل طرأت تحولات ذات أهمية علمية على طبيعة الفيروس؟
الإجابة الدقيقة تقول إن ذلك الأمر غير مثبت بشكل علمي، على الأقل حتى الآن، لكن المثبت إحصائيا أن تأثير الفيروس شهد تحولات كبيرة.
تركز الدراسات على محاور أساسية، أولها التغيرات في متوسط السن لدى المصابين، وبحسب منظمة الصحة العالمية فإن المعدل العمري انخفض مؤخرا إلى ما دون الأربعين عاما، بعد أن كان يتجاوز الستين.
وهو ما يعزوه الخبراء الى أسباب كثيرا منها ما ترسخ من قناعات لدى كبار السن بأنهم الأكثر تعرضا لخطورة الفيروس، مما جعلهم الأكثر التزاما بالتدابير الاحترازية، على عكس الفئات الأقل عمرا حيث يعتقد كثيرون منهم أنهم محصنون ضد الفيروس وتأثيراته الخطيرة، فكانوا الأقل احترازا وبالتالي الأكثر عرضة للإصابة.
وعن مدى خطورة الفيروس تشير الإحصاءات الأوروبية أن معدل الوفيات بين المصابين يتراجع تدريجيا حتى بلغ أقل من واحد في المئة نهاية الشهر المنصرم.
وهذا التغير “الإيجابي” يعزوه العلماء إلى أسباب أهمها تراجع خطورة الفيروس بسبب انخفاض المعدل العمري للإصابات، والزيادة في الفحوصات والتشخيص، إضافة الى تحسين ظروف العلاج، والاستشفاء خلافا للوضع الذي ساد عند ذروة انتشار الوباء.