وثائقيات رياضية.. استمتع بالمشاهدة حتى لو لم تكن محبًا للألعاب

حياة الرياضيين مليئة بالإثارة، لأن الرياضة مجال شديد التنافسية بطبيعته، ويصنع الكثير من التحولات الدرامية في حياة الأبطال، والمباراة التي تعرض على الشاشات في وقت لا يتعدى ساعتين قد يسبقها ويتبعها أحداث درامية تستمر لشهور أو سنوات. لهذا أصبحت الوثائقيات الرياضية أحد أكثر أنواع الأفلام الوثائقية شعبية، حيث تحكي قصصا عظيمة، وتعطي الكثير من الإلهام للمشاهدين.

سينا

يتناول فيلم “سينا” Senna قصة حياة واحد من أعظم متسابقي فورمولا 1، وهو البرازيلي “آيرتون سينا”، إذ يتتبع الفيلم سيرة حياته الرياضية منذ بدايتها عام 1984، ودخوله عالم سباق السيارات الأشهر في العالم، وحتى وفاته المأساوية بحادث أثناء السباق عام 1994.

يتطرق الفيلم للمشكلات والصراعات المختلفة التي خاضها “سينا” سواء كانت مشكلات شخصية بينه وبين المنافسين أو إدارة الفرق، أو بينه وبين الاتحاد الذي ألغى خواص تكنولوجية متقدمة في السيارات الخاصة بفريق “وليامز”. وبإلغاء هذه الخواص زادت حوادث المتسابقين بالسباقات.

قبل وفاة “سينا” بثلاثة أيام، وتحديدا في المسابقات التمهيدية للفريق، أصيب عدد من السائقين وتوفي بعضهم، وينتهي الفيلم بوفاة “سينا” في ريعان شبابه حيث كان يبلغ 34 عاما فقط، بالطريقة التي كان يحارب الاتحاد بسببها. الفيلم من إنتاج بريطاني فرنسي عام 2010، ومن إخراج “أسيف كابادايا”.

الرقصة الأخيرة

يعد مسلسل الرقصة الأخيرة “The last dance ” الوثائقي واحدا من أفضل الوثائقيات الرياضية، فقد حاز على التقدير النقدي والجماهيري معا. يعرض في عشر حلقات، ويتناول الموسم الأخير الذي قضاه نجم كرة السلة الأميركي “مايكل جوردان” برفقة فريق “شيكاغو بولز” وهو موسم 1997-1998، إذ يستعرض الوثائقي مقاطع تعرض للمرة الأولى من داخل غرف الفريق نفسه، حيث كان مسموحا لأصحاب هذه المقاطع الدخول لكل غرف الفريق ومشاهدة التدريبات.

يحتوي الوثائقي كذلك على مقابلات حصرية مع نجوم الجيل الذهبي لشيكاغو بولز، مثل مايكل جوردان، سكوتي بيبن، دينيس رودمان، ستيف كير، والمدرب فيل جاكسون، الذين رحلوا جميعا عن الفريق بعد نهاية هذا الموسم. وفي كل حلقة يكون هناك تركيز على مسيرة كل من هؤلاء مع الفريق وصولا لهذا الموسم.

ساهم في إنتاج هذا المسلسل كل من قناة “إيه إس بي إن” الرياضية ومنصة نتفليكس الإلكترونية، حيث يعرض حاليا، وهو من إخراج “جيسون هيهير”. وقد حاز المسلسل على تقدير نقدي خاصة فيما يتعلق بالإخراج والمونتاج.

صيف بلا نهاية

يعد فيلم “صيف بلا نهاية” The endless summer” الأقدم في هذه القائمة، حيث أنه من إنتاج عام 1966، ولكن هذا لا ينفي صفة المتعة عنه. يتتبع المخرج “بروس براون” رحلة اثنين من راكبي الأمواج وهما “مايك هاينسون” و”روبرت أوغست” حول العالم، حيث يتركان شاطئهما بكاليفورنيا الذي لا يمكن ركوب أمواجه بالشتاء، والسفر إلى شواطئ أخرى في أستراليا وهاواي وتاهيتي والسنغال وغانا ونيجيريا.

تتمحور فكرة الفيلم واسمه حول قضاء صيف لا ينتهي حول العالم، فحينما يحل الشتاء في الشمال، يسافر فريق العمل إلى الجنوب للاستمتاع بالشواطئ الصيفية، وعندما يحل الشتاء في الجنوب يعودوا إلى الشمال للاستمتاع بشواطئ الصيف في الشمال، بهذا يحصلون على صيف ممتد لا نهائي.

استمتع العاملون بالفيلم بوقتهم أثناء التصوير، كما أنهم تمكنوا من تعريف العديد من الأشخاص في البلاد المختلفة على رياضة ركوب الأمواج، إلى جانب أن الفيلم صور بطريقة مرحة باعثة على البهجة عكس ما كانت تتسم به الوثائقيات في ذلك الوقت، وهو ما شجع العديد من راكبي الأمواج على السفر واستكشاف شواطئ أخرى عند مشاهدتهم للفيلم.

دييغو مارادونا

يتناول فيلم “دييغو مارادونا” Diego Maradona قصة حياة لاعب كرة القدم الأرجنتيني الأسطوري مارادونا، من نقطة تحول مصيرية، وهي انتقاله من نادي برشلونة الإسباني إلى نابولي الإيطالي، حيث سطع نجمه وأصبح أسطورة في كرة القدم، كما يعرض المشاكل التي سببتها له هذه الشهرة العالمية.

يرتكز الفيلم، الذي تبلغ مدته ساعتين و10 دقائق تقريبا، على مادة مصورة لم يشاهدها أحد من قبل، تبلغ مدتها تقريبا 500 ساعة، حصل عليها المخرج “أسيف كابادايا” من مصورين لم يعرضوها على أحد من قبل، ولكن أغلب مقاطع الفيلم أخذت من زوجة “مارادونا” السابقة، حيث كانت تملك العديد من مقاطع الفيديو والتي لم يمسسها أحد طوال 30 عاما.

عرض الفيلم المرة الأولى عام 2019 خارج المسابقة الرسمية لمهرجان “كان” وحصل على تقييم نقدي وجماهيري عال.

كل شيء أو لا شيء

يتكون المسلسل الوثائقي “كل شيء أو لا شيء” All or nothing من 8 حلقات، ويتناول موسم 2017-2018 لنادي كرة القدم الإنجليزي مانشستر سيتي، ويحتوي على مقاطع فيديو حصرية لكواليس الفريق وما يحدث في غرفة تبديل الملابس من نقاشات ووضع خطط، وتسجيل لمبارياته هذا الموسم.

يرتكز الوثائقي على مدرب الفريق “بيب غوارديولا” وطريقة إدارته للفريق، وخططه الإستراتيجية من أجل الفوز بالمباريات رغم الإصابات التي طاردت لاعبيه، وقيادته حتى النصر والفوز باثنتين من البطولات الأربع هذا الموسم، ليصبح أول مدرب أسباني يستطيع الفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز.

المسلسل من إخراج “مانويل هويرغا” ويندرج تحت العلامة التجارية لمجموعة من المسلسلات بنفس الاسم، والتي تخصصت في تغطية موسم فريق في إحدى الرياضات، أو كرة القدم الأميركية.