Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the wp-hide-security-enhancer domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/tamol01/public_html/archive/wp-includes/functions.php on line 6114

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the wordpress-seo domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/tamol01/public_html/archive/wp-includes/functions.php on line 6114
"أربعة زواجات وجنازة".. فيلم يتحدى الملل بورطة درامية كل 15 دقيقة - أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

“أربعة زواجات وجنازة”.. فيلم يتحدى الملل بورطة درامية كل 15 دقيقة

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الجمعة,4 سبتمبر , 2020 9:37ص

آخر تحديث: الجمعة,4 سبتمبر , 2020 9:37ص

تتمتع أفلام الكوميديا الرومانسية بأهمية جماهيرية خاصة ربما لكونها تُلبي حاجة إنسانية وعاطفية. ورغم تشابهها غالبا، يبقى فيلم “أربعة زواجات وجنازة” (Four Weddings and a Funeral) مختلفا إلى حد التفرد، سواء بإنجليزيته الصرفة، إذ إن المخرج والمؤلف وطاقم التمثيل وحتى المصور بريطانيون (ما عدا النجمة الأميركية آندي ماكدويل)، أو بسحر إطلالة النجم هيو غرانت، أو بأناقة وفخامة ودفء الأجواء والديكورات والملابس والأماكن البرجوازية الأسكتلندية، أو بروعة الكوميديا وسرعة الإيقاع والحوارات، علما بأن الفيلم مصنف للكبار فقط.

وفوق هذا كله، فإن السيناريو المكتوب بتقنية جديدة (تكنيك جديد) يجعلك تضبط ساعتك على حبكة أو عقدة كل 15 دقيقة بالضبط. فعلى رأس كل ربع ساعة يفاجئك بمقلب أو ورطة يقع فيها البطل حتى نهاية الفيلم، وهو عكس ما درجت عليه سيناريوهات الأفلام، من بدء أول عقدة بعد مرور 10 دقائق من بداية الفيلم، ثم السير في القصة دون تحديد جدول زمني صارم ومنتظم لوضع العقبات في طريق البطل.

هندسة رشيقة لسيناريو مبهج

بطلنا “تشارلي” (هيو غرانت)، شاب خجول متلعثم شديد الجاذبية تطارده الفتيات، لم يخبرنا الفيلم بوظيفته لكننا نراه يقضي وقته متنقلا مع مجموعة من أصدقائه بين حفلات الزواج للقيام بدور “إشبين العريس” (المقابل لوصيفة العروس) في محاولات محمومة منه للبحث عن “الفتاة المناسبة” التي يخفق لها قلبه من أول نظرة.

هذا الأمر جعله يعيش في حالة فوضوية مزرية، فيتأخر عن مواعيده ويهمل مظهره ويقع في سلسلة من المواقف المحرجة الشديدة الطرافة. لكنه في الدقيقة 10 يفاجئنا بأول حبكة، عندما يكتشف أنه في اللحظة الحاسمة في عقد القران، قد نسي خاتمي العروسين.

يلمح تشارلي فتاة أميركية متلألئة تبهره هي “كاري” (آندي ماكدويل)، إلا أن كل محاولاته للاقتراب منها تتحول إلى حبكات كوميدية تصل ذروتها بقيامه بخبط رأسه على أحد الأعمدة من الغيظ، قبل أن يجدها أمامه في الدقيقة 25. لا لتجلس إليه، ولكن لتضعه في الحبكة التالية باستئذانه في الانصراف.

وتتوالى الحبكات الصغيرة المدهشة التي تبلغ مداها بقيام كاري بتعريف تشارلي بخطيبها “هاميش” (كورين ريدجريف) الذي يملك نصف أسكتلندا، حتى نصل إلى الدقيقة 40، لنجد المأزق هذه المرة من نصيب الكاهن العجيب “الأب جيرالد” أو نجم الكوميديا (روان أتكينسون، الشهير بمستر بين) الذي يكهرب أجواء العرس ويلعب بأعصاب الجميع ويجعل العريس يتصبب عرقا.

ومنه إلى الدقيقة 55، حيث الحبكة التالية التي ذكّرته بجنازة أبيه، بعد أن فوجئ بـ”هين” (آنا تشانسيلور) ترتمي على كتفيه باكية ومتوسلة ليخطبها، في الوقت الذي تظهر فيه “كاري” وتخبره أن خطيبها قد غادر إلى أدنبرة، وتدعوه لمرافقتها. ثم الدقيقة 70، حيث تفارقه “كاري” رغم اعترافه بحبه لها، وتتركه وحيدا يتقطع قلبه حسرات، ويجد “هين” التي استجدت منه خطبتها قد خُطبت لأحد أصدقائه. ليذرف أول دمعة لموت صديقه “غاريث” (سيمون كالو) في الدقيقة 85، ويصل إلى حافة اليأس من الزواج من فتاة يحبها فعلا.

وفي الدقيقة 100، وبعد أن ترن 10 منبهات لإيقاظه لحفل زواجه أخيرا من “هين” بعد انفصالها عن خطيبها، متجاهلا اعتراف “فيونا” (كريستين سكوت توماس) بأنها لم تحب قط أحدا سواه، إذا بحبيبته الوحيدة “كاري” تفجر الحبكة الكبرى بحضورها الحفل وإخباره بانفصالها عن زوجها نهائيا.

لنصل في الدقيقة 115 إلى إحدى الأيقونات الرومانسية التي صورت تحت المطر، حيث نهاية الفيلم.

لقطة جميلة لحفلات الزفاف الكلاسيكية

“أربعة زواجات وجنازة” فيلم أنتج في المملكة المتحدة عام 1994، سيناريو المبتكر ريتشارد كورتيس، الذي كتبه بعد حضور 72 حفل زفاف في 5 سنوات. أخرجه مايك نيويل بلمسته الناعمة وطاقمه الرشيق في الكتابة والتمثيل والموسيقى والتصوير، وخصوصا مع النجم هيو غرانت، الذي شاركه العديد من الأفلام التي جعلته مألوفا للجمهور الأميركي.

وفيه تألقت فيونا، التي أحبت تشارلي من طرف واحد، لكنه كان يفتقر إلى القوة اللازمة لاتخاذ قرار تجاه هذا الحب، وقدمت لنا شخصية واحدة من هؤلاء النساء اللواتي لا يثقن تماما في الأصغر سنا، رغم ما يقدمه من اهتمام وحب.

أما كاري فأبدعت في دور الجميلة التي حيرت تشارلي منذ لقائهما الأول، وأغوته في نهاية المساء، قبل أن تختفي بشكل مفاجئ لتظهر في حفل الزفاف التالي. وفي الوقت نفسه تقبل الزواج من رجل يكبرها بكثير، “متصلب في تنورته الأسكتلندية”، سميك وواثق ومتعجرف، مدعية أنها تحبه.

وفي المقابل نرى تشارلي في شخصية الشاب الجذاب الحائر المتحفظ للغاية، بحيث يجد صعوبة في أن يقول ما يشعر به، حتى لو كانت سعادته متوقفة عليه. كما استوقفنا غاريث الفيلسوف الذي قتله النهم للأكل والشرب والرقص والمرح، وآلم الجميع في مشهد الجنازة.

وبالإضافة إلى “سكارليت” (شارلوت كولمان) زميلة تشارلز الصغيرة الشائكة التي تتمتع بشخصية مضحكة، والتي توفيت بسبب نوبة ربو في عام 2001، عن عمر يناهز 33 عاما، لا أحد ينسى العرض الهزلي لمستر بين كرجل دين حديث العهد لا يستطيع إتقان كلمات حفل الزفاف.

“أربعة زواجات وجنازة” فيلم كوميدي إنجليزي أنيق واحتفالي يشبه “حلوى متعددة المستويات، بروح رومانسية وقشرة جميلة ساحرة. هو حقا قطعة موسيقية، وشخصياتها الداعمة يتم لعبها بشكل جميل”، بحسب وصف جانيت ماسلين المحررة الفنية بصحيفة ذا نيويورك تايمز.

الفيلم مدته 117 دقيقة، وتم تصويره في 36 يوما فقط، بتكلفة 4.4 ملايين دولار، وحقق أرباحا تقدر بـ245.7 مليون دولار، ورُشّح لجائزتي أوسكار، وحصل على جائزة البافتا لأفضل فيلم وجائزة سيزر لأفضل فيلم أجنبي.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: