أعلن المخرج فرانسيس فورد كوبولا عن إصدار نسخة معدلة للجزء الثالث من فيلم الجريمة والدراما الشهير “العراب” (The Godfather)، وسيعرض بقاعات السينما في ديسمبر/كانون الأول المقبل، تزامنا مع ذكرى مرور 30 عاما على إصدار الفيلم.
يبدو أن كوبولا قد قرر تحقيق أحلامه التي لطالما انتظرها، فبعد أن أعلن في أبريل/نيسان 2019 عن إنتاج فيلم “ميغالوبوليس” (Megalopolis) الذي كان من المقرر إنتاجه قبل سنوات ولكنه توقف بسبب هجمات 11 سبتمبر/أيلول 2001، يعلن الآن عن تحقيق حلم آخر وهو إعادة إصدار نسخة معدلة من الجزء الثالث لفيلم العراب.
وعبر كوبولا في العديد من مقابلاته عن رغبته في إصدار نسخة معدلة لفيلمه، تطلعا إلى التعمق في بعض أجزاء الفيلم التي تم اختصارها، ولكنه كان في انتظار تعاون أستديو “باراماونت بيكتشرز” المنتج للفيلم.
وبعد طول انتظار، أعلن الأستديو عن تحقيقه لرغبة كوبولا وإنتاج نسخة معدلة بعنوان “الأب الروحي لماريو بوزو، كودا: موت مايكل كورليوني” (Mario Puzo’s The Godfather، Coda: The Death of Michael Corleone)، وهو مستوحى من اسم المؤلف وكاتب السيناريو ماريو بوزو، والذي توفى عام 1999.
واستمر العمل على النسخة الجديدة أكثر من ستة أشهر، ولكن بسبب انتشار فيروس كورونا في الولايات المتحدة، كان على شركة باراماونت أن تنقل العمل إلى مواقع بعيدة في سان فرانسيسكو ولوس أنجلوس، وصار الآن على وشك الانتهاء ليتم عرضه في السينما في نهاية هذا العام.
بداية ونهاية جديدتان
صدر الجزء الثالث عام 1990، بعد مرور أكثر من 16 عاما على إصدار الجزء الثاني، وتدور قصته حول مايكل كورليوني الذي يقوم بدوره الممثل آل باتشينو، ومحاولاته وهو في الستينيات من عمره لانتزاع عائلته من عالم المافيا.
وأفاد بيان صادر عن الأستوديو بأن النسخة الجديدة ستحقق رؤية كوبولا وكاتب السيناريو ماريو بوزو الحقيقية للجزء الختامي للسلسلة.
وفي تصريح لكوبولا لوكالة الصحافة الفرنسية، قال “في هذا الإصدار المعدل للجزء الأخير، قمت بتأليف بداية ونهاية جديدتين، وأعدت ترتيب بعض المشاهد واللقطات والإشارات الموسيقية”.
وأكد أندريا كالاس، نائب الرئيس الأول لأرشيف شركة باراماونت أن كوبولا قام بالإشراف على كل جانب من جوانب التعديل أثناء العمل على النسخة الجديدة، وهو ما يضمن احتفاظ الفيلم بأصله واستيفاء معايير كوبولا الشخصية ورؤيته الإخراجية.
وكان كوبولا على وشك أن يطرد من طاقم عمل فيلم العراب، وهو السبب الذي منعه من تسلم جائزة الأوسكار لفيلمه “باتون” (Patton) عام 1971، وعلق على هذه الحادثة في حواره لموقع ديدلاين قائلا “كنت في نيويورك ليلة حفل توزيع جوائز الأوسكار، وشاهدت العرض مع مارتن سكورسيزي وقال لي: كيف سيطردونك الآن؟” وأضاف “لو لم أفز بجائزة الأوسكار عن باتون، لكنت مطرودا من فيلم العراب”.
ويعتبر العراب أحد أشهر كلاسيكيات السينما الأميركية، وبالرغم من النقد اللاذع الذي تعرض له الجزء الثالث بالمقارنة مع أول جزأين للفيلم اللذين احتلا المركز الثاني والثالث لقائمة أعظم الأفلام على الإطلاق لموقع IMDb، فإن الجزء الثالث قد حصل على سبعة ترشيحات لجائزة الأوسكار بما في ذلك أفضل فيلم، وأفضل مخرج، وأفضل ممثل في دور داعم.
وحصل على العديد من جوائز الأوسكار، ومنها جائزة أفضل فيلم للجزأين الأول والثاني، ويضم مجموعة من أكبر نجوم هوليود ومنهم مارلون براندو الحاصل على جائزة الأوسكار كأفضل ممثل لدوره، وآل باتشينو، وجيمس كان، وريتشارد س كاستيلانو، وروبرت دوفال، وروبرت دي نيرو الحاصل على جائزة الأوسكار لأفضل ممثل مساعد.
كما تم اختيار الجزأين الأول والثاني للحفظ في السجل الوطني الأميركي للأفلام بمكتبة الكونغرس، وهو تكريم يمنح للأفلام التي تعتبر ثقافية أو تاريخية أو جمالية مهمة.