منذ بداية جائحة كورونا وانتشارها في مختلف دول العالم، أصبح الناس مهووسين بتعقيم وتطهير كل ما يلمسونه، معتقدين أن هذا الأمر يكفيهم شر “كوفيد-19”.
وكانت التقارير العلمية تحذر في البداية من أن “الفيروس التاجي” ينتقل من الأسطح الملوثة، وهو الأمر الذي يتطلب نوعا من الحذر مع كل ما يلمسه الإنسان في حياته اليومية.
وبعدها، ذكرت منظمة الصحة العالمية وﻣﺮاﻛﺰ ﻣﻜﺎﻓﺤﺔ اﻷﻣﺮاض واﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻨﻬﺎ أن فيروس كورونا، المسبب لوباء كوفيد-19، ينتقل بشكل أساسي من شخص لآخر من خلال جسيمات صغيرة للغاية في الهواء.
ومع ذلك، يواصل الخبراء التأكيد على ضرورة الاستمرار في تطهير الأسطح والمقابض، على اعتبار أن هذه العملية تحمي “جزئيا” من الإصابة بالعدوى.
وفي هذا الصدد، نقلت صحيفة “واشنطن بوست” الأميركية عن إيمانويل غولدمان، أستاذ علم الأحياء الدقيقة في كلية الطب بمدينة نيوآرك بولاية نيوجيرسي، قوله إن “الأسطح ليست هي المشكلة الأساسية”.
وأوضح “تعقيم الأسطح بشكل مفرط يتحول إلى هاجس ويمنح الناس شعورا زائفا بالأمان والراحة النفسية”.
وشدد غولدمان على أن “ما ينبغي فعله حقا هو التركيز على الطرق الرئيسة لانتقال كورونا، أي التنفس”، مضيفا “على الناس التركيز أكثر على ارتداء الكمامات والحفاظ على مسافة الأمان وتجنب الأماكن المغلقة”.
وذكر إيمانويل أن التعقيم يجب أن يبقى “في حدود المعقول وأن لا يصبح هوسا”.