أصبح “كوفيد-19” جزءا من حياتنا اليوم بعد 6 أشهر من اعتباره وباء من قبل منظمة الصحة العالمية، وهو عدو قريب عرفنا عنه الكثير، وأيضا لا نزال نجهل الكثير عنه.
ونقدم في هذا التقرير 4 أمور ما زالت غامضة عن الفيروس، وأسئلة ليست لدينا إجابات واضحة لها:
1- هل سيتجدد انتشار الوباء؟
بعد الاختلاط الكبير بين السكان في الصيف يرتفع عدد الإصابات بشكل كبير في أوروبا، هذا هو الحال في فرنسا وإسبانيا وبريطانيا، وإن كانت الأرقام أقل بكثير من تلك التي سجلت في ذروة الوباء في مارس/آذار وأبريل/نيسان الماضيين.
ويخشى العديد من الأطباء الذين أنهكتهم الموجة الأولى للوباء من أن تفوق الأعباء مجددا طاقة المستشفيات ووحدات العناية المركزة في الخريف كما في مارس/آذار الماضي، وقد حذروا من أن الفيروس ينتشر بشكل رئيسي بين الشباب الفئة الأقل تعرضا للخطر، لكن كبار السن الذين يعانون من أوضاع صحية سيئة سيتأثرون بشدة.
ويرى آخرون أقل تشاؤما أن خطر امتلاء المستشفيات أقل مما كان في الربيع، لأن الأشخاص المعرضين لخطر الإصابة يحترمون إجراءات التباعد الجسدي بشكل أفضل.
وأخيرًا..
يعول الأكثر تفاؤلا على وجود حصانة اكتسبت خلال الموجة الأولى يمكن أن تقف سدا في وجه الموجة الثانية وتمنع تكرار كارثة مارس/آذار، لكن هذا مجرد فرضية.
في المقابل، يصر الجميع على أهمية إجراءات التباعد الاجتماعي ووضع الكمامات.
2- هل تؤدي الإصابة بكورونا إلى تشكل مناعة؟
سُجل عدد قليل من الحالات لمرضى تم شفاؤهم من المرض، ثم أصيبوا به مرة أخرى في الأسابيع الأخيرة حول العالم.
ولا تزال المناعة ضد “كوفيد-19” غير مفهومة، وقد ركز الخبراء بشكل كبير على الأجسام المضادة، لكن الباحثين يأملون أن يتمكن شكل آخر من الرد المناعي يعتمد على خلايا تسمى الخلايا اللمفاوية التائية من كبح الوباء، لكن ذلك يبقى نظريا حتى الآن.
والسؤال ليس عن إمكانية الإصابة بفيروس كورونا المستجد مرتين، بل عن درجة قدرة المصاب على نقل العدوى في المرة الثانية.
3- ما دور الأطفال في الإصابة؟
بينما بدأ العام الدراسي في عدد من الدول لم يعرف بدقة بعد دور الأطفال في الوباء، وهناك أمر واحد أكيد هو أنهم نادرا ما يصاب الأطفال بـ”كوفيد-19″، ومعظمهم لا يصابون سوى بشكل طفيف، وقد لا تظهر عليهم أعراض إطلاقا.
في المقابل، لم يعرف بعد ما إذا كانوا ينقلون العدوى إلى البالغين.
وقال المركز الأوروبي للوقاية من الأمراض ومراقبتها ملخصا الوضع إنه “عندما تظهر عليهم الأعراض يفرز الأطفال الكمية نفسها من الفيروس التي تخرج من البالغين، وتكون معدية بالدرجة نفسها”، موضحا أنه “من غير المعروف إلى أي درجة يمكن لأطفال لم تظهر عليهم أعراض المرض نقل العدوى إلى آخرين”.
وكشفت دراسات عدة أن الأطفال ينقلون المرض بشكل محدود ربما لأن الأعراض التي يعانون منها قليلة، إذ إن السعال أو العطس يزيدان خطر انتقال الفيروس إلى آخرين.
لكن العديد من الخبراء يدعون إلى التمييز بين الأطفال والمراهقين الذين تقارب قدرتهم على العدوى تلك التي يملكها البالغون.
4- هل يمكن إعداد لقاح جيد بسرعة؟
يعد التوصل إلى لقاح فعال وآمن أفضل طريقة لإنهاء الوباء، لكننا لا نعرف متى سيحدث ذلك.
وفي إيجاز صحفي أول أمس الأربعاء تحدثت منظمة الصحة العالمية عن 35 “لقاحا مرشحا” تم تقييمها في تجارب سريرية على البشر حول العالم.
و9 من هذه اللقاحات أصبحت في المرحلة الأخيرة بالفعل أو على وشك بلوغها، وفي المرحلة الحالية يتم اختبار فاعلية اللقاح على نطاق واسع على آلاف المتطوعين.
وتخوض الولايات المتحدة وروسيا والصين معركة عن بعد، وتقوم بتسريع الإجراءات على أمل أن تكون كل منها الأولى في امتلاك اللقاح حتى قبل نهاية العام الجاري.
لكن الخبراء يدعون إلى عدم الخلط بين السرعة والتسرع، لأن حرق المراحل قد يسبب مشاكل تتعلق بالسلامة.
وفي ما يعكس هذا الحذر الضروري تم تعليق أحد أكثر المشاريع تقدما بقيادة مختبر “أسترازينيكا” (AstraZeneca) وجامعة أكسفورد البريطانية الثلاثاء، والسبب هو ظهور “مرض قد يتعذر تفسيره” ربما كان من الآثار الجانبية للقاح على أحد المشاركين.
وحسب تقديرات الوكالة الأوروبية للأدوية (European Medicines Agency) “قد يستغرق الأمر حتى أوائل 2021 على الأقل ليصبح اللقاح ضد “كوفيد-19″ جاهزا للموافقة عليه ومتاحا بكميات كافية” للاستخدام العالمي.
وفي أسوأ السيناريوهات فإن من الممكن ألا يتم النجاح في تطوير لقاح أبدا.