Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the wp-hide-security-enhancer domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/tamol01/public_html/archive/wp-includes/functions.php on line 6114

Notice: Function _load_textdomain_just_in_time was called incorrectly. Translation loading for the wordpress-seo domain was triggered too early. This is usually an indicator for some code in the plugin or theme running too early. Translations should be loaded at the init action or later. Please see Debugging in WordPress for more information. (This message was added in version 6.7.0.) in /home/tamol01/public_html/archive/wp-includes/functions.php on line 6114
انتهزوا الجائحة لتروا العالم بشكل مختلف.. نصائح الفلاسفة في التعامل مع عصرنا الراهن - أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

انتهزوا الجائحة لتروا العالم بشكل مختلف.. نصائح الفلاسفة في التعامل مع عصرنا الراهن

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الجمعة,18 سبتمبر , 2020 5:01م

آخر تحديث: الجمعة,18 سبتمبر , 2020 5:01م

يعيش سكان العالم في زمن جائحة كورونا أوقاتا غير معتادة من عدم اليقين بالمستقبل. وبينما يشعر كثيرون بالحنين لحياتهم “الطبيعية” السابقة، يقول آخرون إن المشكلة كانت في الحياة المعتادة ذاتها التي حملت معها معضلات أخلاقية بينها الظلم الهيكلي والاستهلاك غير المسؤول.

وبسبب جائحة فيروس كورونا المستجد وتداعياتها الاقتصادية أصبح جميع البشر حاليا يفكرون كالفلاسفة، كما يزعم الكاتب الأميركي إريك وينر في مقاله بصحيفة وول ستريت جورنال.

ولعل ما تحتاجه الإنسانية اليوم هو “العلاج البطيء”، وهو الاسم الذي كان يُطلق على الفلسفة؛ إذ كان ينظر للفلسفة قديماً باعتبارها طب الروح كما تصورها في الأصل اليونانيون القدماء.

وتساعد الفلسفة في حل الأسئلة الأخلاقية المعقدة التي أثارتها جائحة كورونا، كما أنها قادرة على المساعدة في حل المشاكل الشخصية الأكثر إلحاحا، بحسب الكاتب.

فلسفة الأوقات الصعبة

يقول المؤلف الأميركي إن الفلسفة لا تقدم أجوبة عن أسئلة ليس من السهل الرد عليها، من قبيل: كيف تتحمل ما لا يطاق؟ وكيف تجد اليقين في عالم غارق في الشك؟ لكنها إعادة صياغة لأسئلتنا وتُغيِّر نظرتنا للأشياء، وهي مهارة مفيدة في السراء ولا تقدر بثمن في الضراء.

تبدو الفلسفة معنية للغاية في الأوقات العصيبة، فالعديد من عظماء المفكرين على مر التاريخ أنجزوا أعمالهم الخالدة إبان الجوائح والاضطرابات الاقتصادية والاجتماعية، وعلى نقيض المعلومات أو التكنولوجيا، فإن الحكمة الفلسفية لا تبلى قط.

يقول الكاتب إن جائحة كورونا أشعرتنا بالضآلة والعجز وكشفت القناع عن البشر، فلم يعد هناك شيء يقيني وحتمي تماماً، غير أن الفيلسوف والحكيم اليوناني سقراط يرى ذلك أمراً جيداً.

كان أبو الفلسفة الغربية ليشعر بمحنتنا، فقد عاصر أفول أثينا كقوة عظمى في ذلك الزمان الذي تسارعت وتيرته بسبب المغامرات العسكرية وتفشي وباء الطاعون المميت.

بيد أن سقراط رأى في تلك الأوقات العصيبة فرصة سانحة..

فأجبر نخب الأثينيين المعروفين -من الشعراء إلى الجنرالات- على التحدث معه ليكتشف بعدها أنهم لا يتصفون بالحكمة كما كان يعتقد أول وهلة. فالجنرال لم يستطع أن يقول له ما الشجاعة؛ والشاعر لم يتمكن من تعريف الشعر. وأينما ولى وجهه شطر مكان صادف أناسا لا يدرون ولا يدرون أنهم لا يدرون.

وفي وقتنا الحاضر حيث الإغلاق (جزئيا أو كليا) أجبر الناس في بعض الدول على التوقف برهة والتشكيك في اليقينيات المتأصلة فيهم، وهكذا –برأي سقراط- تتجذر الحكمة.

نحن نتوق إلى عودة الأمور إلى “طبيعتها”، لكن هل توقفنا لتعريف ما الطبيعي؟ إننا ندرك أن هذه الأوقات تتطلب شجاعة، لكن على أي شاكلة تكون الشجاعة؟ يتساءل الكاتب.

التجربة الأميركية

في أميركا القرن الـ19، بينما كانت البلاد تسير نحو الانزلاق في أتون حرب أهلية، في تلك الأوقات العصيبة آثر الفيلسوف والشاعر هنري ديفيد ثورو الاستفادة من وقته، فوجد الجمال في النقصان.

وبينما كان يحدق ببصره في بحيرة “والدن بوند” في بلدة كونكورد بولاية ماساتشوستس في ظهيرة أحد أيام سبتمبر/أيلول الهادئة، لاحظ أن الماء به شوائب عالقة على السطح. وفي حين قد يرى البعض أن تلك الشوائب تشوه منظر البحيرة، فقد رآها ثورو “شيئا رائقا وجميلا كما العوالق في الزجاج”.

يقول ثورو -وهو أحد رواد الفلسفة المتعالية- إذا لم تستطع تغيير العالم فلا مناص من أن تغير نظرتك له، حتى لو كان ذلك يعني أن تنثني أنت نفسك. فالمتاحف والمسارح قد تكون موصدة لكن الجمال لا يخفي نفسه.

لقد كان ميشيل دي مونتين أحد أكثر الكتاب الفرنسيين تأثيرا في عصر النهضة الفرنسي، ورائد المقالة الحديثة في أوروبا، ولم يكن يتوق سوى للنظر إلى نفسه.

عاش دي مونتين في فرنسا في القرن الـ16 الميلادي حينما كان الموت متربصا “ممسكا بخناق الناس”، حسب تعبيره، وذلك أن الطاعون قد فتك بنصف سكان بوردو تقريبا، المدينة التي كان الكاتب الفرنسي عمدتها في ذلك الحين.

وقد كان الحزن يعتصر قلب دي مونتين لوفاة أعز أصدقائه، فارتقى سلم برج انتصب على قمة أحد التلال، وهناك سطر بقلمه مقالاته الرائعة. وعند تلك الربوة عزل نفسه لبرهة عن الناس لكي يرى نفسه بوضوح أكثر، فخرج لنا بنصيحة مفادها أن انتهزوا الجائحة لتروا العالم، وأنفسكم، بشكل مختلف قليلا.

من رحم المعاناة

أما الفلسفة الرواقية فقد وُلدت من رحم الكارثة. والرواقية مذهب فلسفي يؤمن بوحدة الوجود أسسه الفيلسوف اليوناني زينو في أثينا عام 301 ق.م. فلا غرو أن تشهد انتعاشا في عصرنا هذا حتى قبل تفشي جائحة كورونا.

ولخص الفيلسوف الروماني أبيكتيتوس الرواقية في الحكمة المشهورة التي قال فيها إن “ما يكدر صفو البشر ليست الأشياء في ذاتها، إنما أحكامهم عليها”، فقم بتغيير ما تستطيع، وتقبل ما لا تتمكن من تغييره.

وهكذا عبر ألبير كامو، الفيلسوف الوجودي والكاتب المسرحي والروائي الفرنسي الذي ولد في إحدى قرى مقاطعة قسنطينة بالجزائر وترعرع فيها فقيرا، وعانى من ويلات حرب عالمية، ودخل بعد ذلك في مساجلات فكرية مع زملائه الفلاسفة قبل أن يلقى حتفه في حادث سيارة عام 1960 وهو لم يتعد سن 46 عاما.

وبحسب الكاتب، فإن كامو فيلسوف الجوائح بامتياز، لكن ليس للأسباب المعتادة، فلم تكن روايته الذائعة الصيت “الطاعون” هي أكثر ما يعبر عن الضائقة التي نرزح تحت وطأتها، بل مقاله الذي نشره في عام 1942 بعنوان “أسطورة سيزيف”. ويدور المقال حول سيزيف الذي حكم عليه بأن يدحرج بلا انقطاع إلى قمة الجبل صخرة تعود لتهوي إلى الأسفل بسبب ثقلها.

وفي ذلك يقول ألبير كامو إن مهمتنا ليست فهم المغزى من الكوارث بل “تخيل سيزيف سعيدا”. فمصير سيزيف -بنظر كامو- يخصه بنفسه.

حاز الروائي ألبير كامو على جائزة نوبل في الآداب وحققت روايته “الطاعون” مبيعات مليونية

الطاعون لكامو

تبدأ أحداث الرواية في صباح يوم 16 أبريل/نيسان من عام غير محدد في مدينة وهران الجزائرية، بتعثر الدكتور برنارد ريو في فأر ميت في الرواق عندما كان يهم بمغادرة مكتبه. كانت تلك العلامة الأولى على ظهور وباء الطاعون وأصبحت الآن موضوعا أدبيا قيما لفك تشفير اللحظة الدرامية التي نمر بها، بحسب مقال الكاتب باولو زيليني لصحيفة كوريري الإيطالية.

في البداية، سُجلت حالات فردية مصابة بالحمى مع مضاعفات أخرى. وفي وقت لاحق، ومع وجود أدلة تؤكد أن المرض آخذ في الانتشار بسرعة ويهدد بقتل نصف سكان المدينة في وقت قصير، اتُّخذت تدابير جذرية يمكن مقارنتها بتدابير الوقاية من جائحة كورونا الحالية.

وكما يقول الراوي في الرواية “الواقع أن أحدا لم يفكر في أن يتحرك -ما دام كل طبيب لم يقف إلا على حالتين أو ٣- ولكن لو فكر بعضهم بجمع الأرقام فسيذعر ويبهت”.

يأخذ الطاعون مساره وفق مقياس ومصير مزدوج تقريبًا. ففي حين اعتبره الأب بانيلو عقابا جماعيا مستحقا، حاول الدكتور ريو بشكل بطولي فعل كل ما بوسعه لمحاربة المرض وإنقاذ الأرواح.

يقول الدكتور ريو في الرواية إن:

“الأب بانيلو لم ير ما يكفي من الموت لهذا السبب يتحدث باسم حقيقة أخرى”. كما بذل جان تارو -وهو أحد أبطال الرواية- قصارى جهده في تنظيم الفرق الصحية واتخاذ إجراءات الوقاية لمجابهة المرض.

وبين الكاتب أن الخطاب المفرط للنوايا الحسنة والبطولة التي تدافع عنا ضد الموت سيسمح لنا ضمنيا بالاعتقاد أن الحسنات لها استحقاق لأنها نادرة، في حين أن أفعال البشر يحكمها عادة الشر واللامبالاة. ولكن ربما تكون الأشياء مختلفة، فالبشر أخيار وليسوا أشرارا، إلا أنهم في الغالب جاهلون، على حد تعبيره.

وتجبرنا الرواية والتأمل في أحداث “الطاعون”..

على التفكير في مسؤولياتنا تجاه الناس من حولنا، وتطرح الصراع بين السعادة الفردية والالتزام الأخلاقي تجاه المجموع عبر هذه الأحداث الحية التي تتضمن تكريس الطبيب ريو نفسه لمقاومة الطاعون والتضامن مع ضحاياه واستعداده التضحية في سبيل ذلك.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: