كشفت جائحة كورونا أنه بامكاننا أن نتعلم ونعمل ونتواصل عن بعد، ووصل الأمر إلى كتابة وتصوير وإنتاج مسلسل بالكامل من داخل بيوت طاقم العمل، وهو ما سنشاهده في المسلسل المرتقب على شبكة نتفليكس بعنوان “التباعد الاجتماعي” (Social Distance)، والذي سيعرض يوم الخميس 15 أكتوبر/تشرين الأول المقبل.
يتكون المسلسل من 8 حلقات مختارة، تحكي عن التجربة العاطفية الفريدة التي عاشها معظم سكان العالم خلال الـ6 أشهر الماضية جراء انتشار فيروس كورونا، وفرض ما يلزم من الإجراءات الوقائية، ومنها ضرورة الالتزام بالتباعد الاجتماعي، ومنع أي نوع من الاتصال الجسدي مع الآخرين، وأي نوع من التجمعات.
ويقترب المسلسل -بحلقاته المنفصلة- من تفاصيل هذه المرحلة وصعوبتها، وكيف تأقلم البشر حول العالم مع الواقع الجديد والمخيف، والذي أجبر الجميع على استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، وأشكال مختلفة من التكنولوجيا للاتصال بالأهل والأصدقاء وحتى للعمل.
تجارب فريدة
ولكن مع تشابه ما حدث حول العالم، إلا أن خبرات الجميع خلال الحجر المنزلي ليست متطابقة، ولذلك تعرض كل حلقة قصة مختلفة، ويؤدي الأدوار بها مجموعة مختلفة من الممثلين، ليعرض المسلسل جوانب متنوعة لتأثير هذه الفترة على الجميع.
وفي تصريح لفريق العمل لوصف أحداث المسلسل، ذكر أنه “على الرغم من أن تجربة العزل الاجتماعي كانت حول العالم، إلا أنه لا توجد قصة مثل الأخرى، فمن خلال مجموعة واسعة من الحكايات واللحظات بعضها مؤثر وبعضها عادي، نأمل أن نلتقط اللحظة في الوقت المناسب”.
من وحي الواقع
بدأ العمل على المسلسل خلال الأشهر الأولى من انتشار فيروس كورونا، ولذلك تمت كتابته وإخراجه وتنفيذه بالكامل عن بعد، وقام الممثلون بتصوير أنفسهم، لتكون التجربة أقرب ما يكون للواقع، والتقاط لحظات عاطفية حقيقية لطاقم العمل نفسه، وكيفية التأقلم مع عدم وجود خيار سوى التواصل عن بعد والاعتماد على التكنولوجيا.
المسلسل من كتابة وإنتاج هيلاري وايزمان غراهام، المعروفة بكتابة المسلسل الشهير “البرتقالي هو الأسود الجديد” (Orange is the new Black)، والتي استطاعت إدارة عملية إنتاج مسلسلها الجديد “التباعد الاجتماعي” بشكل كامل من غرفة معيشتها، وهو ما يعبر عن مدى تمكنها وموهبتها.
وصرحت هيلاري لمجلة “إنترتينمنت ويكلي” EW، “بشكل أساسي، يدور مسلسل “تباعد اجتماعي” حول مكافحة الأشخاص من أجل البقاء على اتصال مع بعضهم البعض”.
وأضافت “مثل معظمنا، يستهلك الاتصال عبر الإنترنت مع الآخرين جزءا كبيرا من يومنا، لأنها الطريقة الوحيدة للبقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء أثناء البقاء في العزل، ولذلك قررنا مع هذه الظروف الاستثنائية والقيود أن نعتمد بشكل كامل على التكنولوجيا، وجعلها محور المسلسل”.
مشاركات عائلية
يتميز المسلسل بمشاركة الممثلين مع أسرهم الحقيقية من واقع عزلهم معم، ومنهم ستيفن ويبر مع ابنه جاك ويبر، ودافني روبين فيغا وزوجها توم كوستانزو وابنها لوكا كوستانزو، ودانييل بروكس من مسلسل “البرتقالي هو الأسود الجديد” وأمها لاريتا بروكس وشقيقها دي جي بروكس، ومارشا بليك مع ابنتها روكو لونا، وأسانتي بلاك من مسلسل “عندما يروننا” (When They See Us) مع والده آيز ماعت.
وعلقت هيلاري على ذلك قائلة “بعض حلقات المسلسل تطلبت عزل بعض الممثلين سويا، وبسبب عوائق العزل والخيارات المحدودة، تمت الاستعانة بأفراد عائلات الممثلين ليؤدوا شخصيات أساسية في عدة حلقات”.
ووصفت الأمر بأنه ” كان ذلك بمثابة ضربة حظ، ولكن لحسن الحظ، شعرنا بسعادة غامرة لاكتشاف أن المواهب تولد مواهب حقا”.
كما شارك في البطولة ميك كولتر، وأوسكار نونيز المعروف بدوره في المسلسل الشهير “المكتب” (The Office)، ولوفي سيمون، وغييرمو دياز من مسلسل “فضيحة” (Scandal)، وعدد من نجوم “البرتقالي هو الأسود الجديد” وهم تامي صغير، وباربرا روزنبلات، ومارسيا ديبونيس.