توصلت دراسة حديثة إلى أن فقدان حاسة الشم لـ4 روائح قد تشير إلى الإصابة بفيروس كورونا المستجد المسبب لمرض كوفيد-19، نتعرف على هذه الروائح هنا، وبما أوصى الباحثون.
أجرى الدراسة فريق بحثي منهم جانين ماكارونيديس وجيسيكا موك، وشملت 590 مشاركا عبر منصة على الإنترنت، وأجابوا على أسئلة حول فقدان الشم والتذوق والأعراض الأخرى المرتبطة بكوفيد-19، ونشرت في مجلة “بلوس ميديسن” (PLOS Medicine).
ووجد الباحثون عامة أن الأشخاص الذين يلاحظون فقدانا في قدرتهم على شم روائح: الثوم، والبصل، والقهوة، والعطور يجب أن يعزلوا أنفسهم ويطلبوا الخضوع لفحص للكشف عن فيروس كورونا.
وقال الباحثون إن دراستهم سعت إلى تحديد معدل “الانتشار المصلي” (seroprevalence) للأجسام المضادة لفيروس كورونا المستجد، لدى الأشخاص الذين أبلغوا عن فقدان حاد لحاسة الشم و/أو التذوق، وبتقييم ما إذا كان فقدان حاسة الشم أو فقدان حاسة التذوق مؤشرا على الإصابة بكوفيد-19.
ويعني وجود الأجسام المضاد لفيروس كورونا أن الشخص مصاب بالمرض، وهذا الفحص مهم؛ لأن الشخص قد يصاب بالمرض دون أن تظهر عليه أعراض.
أجسام مضادة
ووجد الباحثون أن 77.6% من إجمالي 567 مشاركا يعانون من فقدان حاسة الشم و/أو فقدان التذوق كانت لديهم أجسام مضادة لفيروس كورونا المستجد، وكان 39.8% من هؤلاء لا يعانون من السعال ولا الحمى.
وكان تسجيل فحص إيجابي مصلي لفيروس كورونا المستجد أكثر احتمالية 3 مرات في المشاركين الذين يعانون من فقدان حاسة الشم مقارنة مع أولئك الذين فقدوا حاسة التذوق.
وتشير النتائج التي توصل إليها الباحثون إلى أن فقدان حاسة الشم هو أحد “أعراض مرض كوفيد-19 شديدة التحديد” (highly specific COVID-19 symptom )، وينبغي النظر إليه بشكل عام في توجيه عزل الحالة وفحصها وعلاجها.
وقال الباحثون “تشير النتائج، التي توصلنا إليها، إلى أن إحدى الرسائل الرئيسية للصحة العامة هي أن الأشخاص، الذين يلاحظون فقدانا في قدرتهم على شم الروائح المنزلية اليومية مثل الثوم والبصل والقهوة والعطور، يجب أن يعزلوا أنفسهم، ويطلبوا اختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل”.
فحص “تفاعل البوليميراز المتسلسل”
و”فحص تفاعل البوليميراز المتسلسل-بي سي آر” (Polymerase chain reaction-PCR). هو من أكثر الفحوصات المستخدمة حاليا لكورونا، وهو الفحص المعتمد بالدرجة الأولى من قبل منظمة الصحة العالمية.
يقيس هذا الفحص تفاعل “البوليميزال المتسلسل” في جسم الإنسان، وله تاريخ طويل في رصد عدة فيروسات، سواء كانت مرتبطة بالإنفلونزا أو متلازمة نقص المناعة البشرية المكتسب “إيدز” (AIDS)، أو الفيروسات المعوية، والفيروسات المرتبطة بالجهاز التنفسي، ومن بينها الفيروسات من فصيلة كورونا.
في هذا الفحص يتم أخذ عينات من لعاب الحلق، أو عينة من خراج الرئة، والخطوة الثانية تتمثل في تحديد ما إذا كانت العينة المستخرجة تحتوي على الشفرة الوراثية لـ”سارس كوفيد-2″ (الجينوم الوراثي للفيروس)، وقبل ذلك يتم عزل جميع المعلومات الوراثية في العينة، للحصول على مادة خالصة يتم خلطها بالفيروس التاجي المستجد نفسه.
وعبر عملية كيميائية يتم رصد ما إذا كان جينوم الفيروس موجودا في العينة المأخوذة أم لا، وفي حال اكتشافه يعني ذلك أن الشخص مصاب بفيروس كورونا المستجد.
لكن في حال لم يتم العثور على الشفرة الوراثية للفيروس، فإن ذلك لا يعني أن الإنسان غير مصاب، فمن الوارد جدا أن يكون الفيروس موجودا في الجسم، ولم يصل إلى العينة التي تم استخراجها.