عادة مع تغير الجو يبدأ مريض الربو في التخوف من أي محفز للنوبات لديه، مثل نزلات البرد أو تغير الجو بين البارد والحار.. إلخ. لكن، يختلف قدوم التغيرات الموسمية هذه السنة على مرضى الربو عن أي سنة فاتت، فالخطر المحدق بهم ما زال موجوداً بدون أي رادع..
فماذا يقول الأطباء حول تعرض مرضى الربو لـفيروس كورونا الجديد؟ هل هم أكثر عرضة بالفعل؟ وهل يختلف علاجهم في حالة الإصابة؟ وهل المضاعفات ستكون أشد؟ أسئلة كثيرة ومخاوف أكثر.. سنحاول الإجابة عليها في مقالنا التالي..
مرضى الربو وفيروس كورونا الجديد.. دراسات وبحوث
إذا كنت مصابًا بـالربو، فمن المؤكد أنك سمعت أن فرص تأثر جسمك وإصابتك بفيروس كورونا الجديد ستكون أعلى. تأتي هذه المعلومات من مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها والدراسات والأطباء.. إلخ.
لكن، كانت الدراسات والبحوث متفاوتة بعض الشيء حول مدى خطورة الإصابة بالعدوى بالنسبة لمرضى الربو. فقد أشارت مقالة نُشرت في The Lancet إلى أنه من “الغريب” أن إصابة مرضى الانسداد الرئوي المزمن (COPD) والربو والمضاعفات كانت أقل مقارنة بالأشخاص المصابين بداء السكري.
أيضا أشارت دراسة في مجلة World Allergy Organization Journal أيضًا إلى أنه على الرغم من عدم وجود دليل واضح يربط الربو بزيادة خطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد، إلا أن الحالات المبلغ عنها في الولايات المتحدة تشير إلى أن الكثير من المصابين بالفيروس من الأطفال والبالغين كانوا من مرضى الربو، لكن هذا لم يحدث في الإصابات في إيطاليا والصين.
ووفقًا لـبيان إجماع نُشر في المجلة الإيطالية لطب الأطفال، فإن الإصابة بالربو الشديد أو غير المنضبط تزيد من خطر الإصابة بـ COVID-19.
علاج الربو
أسئلة شائعة حول مرض الربو والإصابة بفيروس كورونا الجديد
1. هل يعرضني الربو لخطر الإصابة بفيروس كورونا الجديد؟
كما أسلفنا، بينما تحذر مراكز السيطرة على الأمراض (CDC) من أن الأشخاص المصابين بالربو قد يكونون أكثر عرضة للإصابة بالمضاعفات جراء الإصابة بـ كوفيد 19، لكن الدليل غير متوفر حتى الآن. وكونك مريضا بالربو لا يجعلك أكثر عرضة للإصابة بفيروس كورونا الجديد أكثر من أي مرض آخر مثل الإنفلونزا.
2. ما هي المضاعفات التي قد يواجهها مرضى الربو إذا أصيبوا بـ كوفيد 19؟
فيروس كورونا، مثل فيروس الأنفلونزا، أحد مسببات الأمراض التنفسية، مما يعني أن نقطة دخوله الرئيسية إلى الجسم هي عبر الجهاز التنفسي، يعلق نفسه بالخلايا الموجودة على بطانة المسالك الهوائية ويغزو تلك الخلايا، مما يؤدي إلى تحفيز جهاز المناعة في الجسم على الاستجابة لمحاربة العدوى. تتضمن تلك الاستجابة المناعية التهاباً في الشعب الهوائية.
ولأن المرضى الذين يعانون من الربو لديهم بالفعل درجة من الالتهاب المزمن في الشعب الهوائية، ستتفاقم الحالة سوءا، وسيشعر المريض وكأنه يعاني من نوبة من نوبات الربو، ضيق النفس، والصفير عند التنفس، الإحساس بثقل في الصدر، والحاجة إلى استخدام أدوية الإنقاذ أو الإغاثة بمعدل أكثر. وقد يحتاج المريض المصاب بالربو الشديد أو غير المسيطر عليه إلى دخول المستشفى نتيجة العدوى بفيروس كورونا الجديد.
3. هل الإصابة بالربو الشديد تزيد من خطر إصابتي بـ كوفيد 19؟
تعتمد شدة الربو لدى الأشخاص المصابين به على قدرتهم على التحكم بأعراض الربو ونوباته. وقد يكون هذا التحكم هو المفتاح لمعرفة مدى صعوبة إصابة المريض بـ كوفيد 19. وعلى الرغم من وجود بعض التقارير المتضاربة حول ما إذا كانت الإصابة بالربو تزيد من خطر إصابتك بمرض كوفيد 19 ومقدار ذلك، لكن، بيان الإجماع الذي نُشر في المجلة الإيطالية لطب الأطفال قد ذكر حالات الربو الشديدة وغير المنضبط بشكل خاص كعامل خطر.
وقد تم تسجيل حالات كثيرة لمرضى الربو المصابين بكوفيد 19 وكانت تلك الحالات خفيفة الشدة وشبيهة بـنزلة برد عادية، بينما تطلبت حالات أخرى استخدام موسعات الشعب الهوائية قصيرة المفعول. لكن مرضى الربو غير المسيطر عليه سيكونون أشد عرضة للمضاعفات والمرض الشديد جراء الإصابة بفيروس كورونا الجديد.
4. ما هي أعراض COVID-19 التي يجب على المصابين بالربو التنبه لها؟
يجب أن يراقب الأشخاص المصابون بالربو نفس الأعراض التي يبحث عنها الأشخاص غير المصابين بالربو: الحمى والسعال وضيق التنفس وآلام العضلات والقشعريرة والصداع والتهاب الحلق وفقدان حاسة التذوق والشم.
كما عليهم الانتباه والتمييز بين الإصابة بـالإنفلونزا الموسمية وكوفيد 19، وإن الفارق الكبير بين أعراض كوفيد 19 والإنفلونزا هو أن الإنفلونزا تميل إلى أن تكون مرتبطة باحتقان الأنف في حين أن معظم المرضى المصابين بفيروس كورونا الجديد لا يعانون من العطس أو سيلان الأنف. كما أن غالبية مرضى كوفيد 19 عانوا من فقدان حاستي الشم والتذوق، الأمر الذي لم يحدث في حالة الإصابة بالإنفلونزا.
5. متى يجب على مريض الربو المصاب بعدوى كورونا الاتصال بطبيبه أو طلب رعاية الطوارئ؟
من المهم أن تكون لدى كل شخص مصاب بالربو خطة عمل مكتوبة، شبيهة بالمفكرة التي يتم تسجيل فيها كل المعلومات حول النوبات والأعراض.. إلخ. أي أن هذه المفكرة توفر معلومات وإرشادات حول كيفية إدارة الربو للمريض.
كما تتضمن خطة التحكم في الربو تفاصيل عن الأدوية الموصوفة، وكيفية التعرف على الحالات التي تسوء فيها الأعراض، وماذا تفعل في حالات الطوارئ. وقد تحدد الخطة الخطوات التي يجب اتخاذها إذا بدأت الأعراض في الظهور أو إذا لاحظ المريض انخفاض مقاييس تدفق الذروة (مدى سرعة خروج الهواء من الرئتين).
وإن أكبر إشارة تدل على أن المريض يجب أن يتصل بطبيبه هي الحاجة المتزايدة لاستخدام جهاز الاستنشاق وأن استخدام جهاز الاستنشاق لا يمنحهم الراحة المعتادة. ومن المهم الاتصال بالطوارئ أولا وإخبارهم بالإصابة ومناقشة الأعراض قبل التوجه إلى هناك، حتى لا تعرض الآخرين لعدوى محتملة ولا تتعرض أنت أيضا لأشخاص مرضى آخرين قد يزيدون من تفاقم حالتك سوءا.
6. ماذا يفعل مريض الربو إذا أصيب بالحمى مع مشاكل في الجهاز التنفسي؟
إن ظهور الأعراض النموذجية لنزلات البرد لا يعني بالضرورة أنك مصاب بفيروس كورونا، حيث توجد فيروسات أخرى نشطة، لكن اتخاذ الاحتياطات اللازمة أمر ضروري، ابقَ في المنزل وتناول أدويتك المعتادة مع الراحة وتناول السوائل الدافئة. لكن، إذا ساءت الأعراض، اتصل بقسم الطوارئ للمساعدة، حتى يتمكن الفريق هناك من اتخاذ الاحتياطات اللازمة للحد من انتشار الفيروس. أو توجه للطوارئ مع الاحتياطات اللازمة لتجنب نقل العدوى للآخرين، وأخبر الطبيب على الفور حول شكوك في الإصابة وأعراضك.
7. هل هناك احتياطات إضافية يجب على مرضى الربو اتخاذها لحماية أنفسهم من فيروس كورونا الجديد؟
إن الاحتياطات الرئيسية التي يجب على الأشخاص المصابين بالربو اتخاذها للحماية من الإصابة بفيروس كورونا الجديد هي تلك التي يجب أن نستخدمها جميعًا: غسل اليدين وتنظيف الأسطح بشكل متكرر؛ تجنب لمس الوجه والأنف والفم والعينين؛ والتباعد الاجتماعي، تجنب الازدحام وعدم مصافحة الآخرين أو معانقتهم.
وقد يرغب المرضى في اتخاذ تدابير دقيقة للحد من تعرضهم للآخرين، فقد يكون من الأفضل تجنب الخروج إلا للضرورة أو استخدام بعض الحيل عند الخروج. مثلا، الذهاب لمحلات التسوق عند بداية أو نهاية العمل عندما تكون تلك الأسواق شبه خالية أو خالية. بالإضافة لغسل المنتجات جيدا. وتجنب وسائل النقل العام إذا أمكن، واستخدام القفازات التي تستخدم لمرة واحدة.
8. هل يحتاج مريض الربو لتخزين الأدوية؟
ينصح المرضى بمراجعة الصيدليات الخاصة بهم لمعرفة ما يعرفونه في ما يتعلق بتوافر جميع أدوية الربو، والاحتفاظ بما يكفي من أدوية الربو في متناول اليد تحسبا للإصابة بأي مرض قد يبقي المريض في المنزل لعدة أسابيع.
كما ينصح بـ:
– التحقق مما إذا كانت أجهزة الاستنشاق تحتوي على دواء حاليًا.
– إذا لزم الأمر، يمكن للأشخاص المصابين بالربو استخدام جهاز استنشاق ألبوتيرول منتهي الصلاحية، والذي قد يكون فعالًا بصورة تامة (أي يصبح الدواء أقل فعالية).
– لا تفرط في استخدام جهاز الاستنشاق ألبوتيرول؛ فالعلبة الواحدة يجب أن تستمر لأشهر.
– إذا كنت تعتقد أنك قد تكون مصابًا بـ كوفيد 19، فعندما تستخدم جهاز التبخير، قم باستخدامه في مكان منفصل عن باقي أفراد البيت، فقد يستمر الفيروس في الرذاذ المنتشر في الهواء لمدة ساعة إلى ساعتين.
10. هل يمكن أن تضعف أدوية الربو التي أتناولها من قوة الجهاز المناعي وتزيد من خطر إصابتي بالعدوى؟
سيساعد البقاء على دواء الربو الموصوف في الحماية من مضاعفات كوفيد 19. وتذكر أن التحكم الجيد في الربو، يقلل من خطر الإصابة بالعدوى الشديدة. وعلى الرغم من أن الستيرويدات الفموية (مثل بريدنيزون) قد تؤثر على الجهاز المناعي للشخص، لكن الستيرويدات المستنشقة تؤثر على بطانة مجرى الهواء فقط، ولا يتم امتصاصها بشكل عام بشكل جهازي مثل الستيرويد الفموي، لذلك لا ينبغي أن تؤثر على جهاز المناعة في الجسم. وإذا كانت لديك أسئلة حول ما إذا كان يجب عليك تعديل خطة العلاج الخاصة بك بسبب مخاوف الإصابة بكوفيد 19، فتحدث إلى طبيبك.
11. هل القلق من فيروس كورونا يجعل حالة الربو أسوأ لدي؟
لقد ترك الوباء الأخير الناجم عن فيروس كورونا الجديد الكثير منا وهم يعانون من القلق والتوتر. وبالنسبة لمرضى الأمراض المزمنة فقد عانوا وما زالوا من حلقة مفرغة من التفكير حول مصيرهم في حال الإصابة بالعدوى. والقلق عموما يسبب حالة من ضيق الصدر أو حتى صعوبة في التنفس، وهذا ما يشار إليه أحيانًا بنوبة هلع أو قلق، وقد يجعلك هذا تشعر بأنك بحاجة إلى استخدام جهاز الاستنشاق أو البخاخة.
ونظرًا لأن الربو والقلق يمكن أن تكون لهما أعراض متشابهة، فقد يكون من الصعب الفصل بينهما. وللمساعدة في التمييز بينهما، ركز على الطرق الصحية للتعامل مع التوتر، مثل ممارسة الرياضة والتنفس اليقظ والاسترخاء، فإن تحسن الأعراض يدل أنك تعاني نوبة قلق أو هلع.
12. هل من الآمن التوجه لعيادة الطبيب الخاصة للفحص والمتابعة؟
إن الأمر كله يتوقف على الإجراءات التي يتخذها مكتب طبيبك ومكانه وعدد حالات كوفيد 19 التي يتم الإبلاغ عنها في تلك المنطقة. وينصح المرضى بالاتصال مسبقًا لمعرفة الاحتياطات التي يتخذها الأطباء. وما إذا كان من الأفضل الانتظار وطلب المشورة الطبية عن طريق الاتصال.
13. ماذا عن المحلات الأخرى مثل صالات الألعاب الرياضية وصالونات الحلاقة.. إلخ. هل ينبغي تجنب هذه الأماكن كشخص مصاب بالربو؟
يعتمد الأمر على الاحتياطات التي تتخذها هذه المحلات. ومن السهل النظر عليها ومعرفة ما إذا كان الموظفون والعملاء يرتدون أقنعة، أو يلتزمون بمسافات اجتماعية، وما إذا كانت الأماكن تحد من عدد الأشخاص المسموح لهم بالدخول في أي وقت. أي أنه من السهل جدًا معرفة ما إذا كانوا جادين في حماية العملاء، أو مجرد التشدق بالكلام مع اللوائح المزخرفة للإرشادات الوقائية. وقد يساعد تحديد الموعد الأول أو الأخير عند الحجز للصالونات في التقليل من خطر تعرضك للأشخاص المحتمل إصابتهم.
14. هل من الآمن الطيران أو السفر الآن؟ وإذا احتجت إلى ذلك، فما الاحتياطات التي ينبغي عليّ اتخاذها؟
يجب السفر فقط عند الضرورة القصوى، وإذا كنت مضطرًا للسفر، فارتدِ قناعًا طوال الرحلة، مع استخدام معقم اليدين بشكل متكرر. وتحقق من سياسات جلوس شركات الطيران أيضًا، لأن العديد من شركات الطيران تحد من مبيعات التذاكر في الوقت الحالي لمحاولة إبقاء الركاب جالسين على مسافة آمنة من بعضهم البعض. وإذا كان بإمكانك اختيار مقعدك، فاختر النافذة لأن هذا يقلل من الاتصال بالركاب الذين يصعدون وينزلون في الممر أثناء الرحلة.