يريد معظم الآباء الذين يسعون للتقاعد فقط أن يعرفوا هل سنقوم بالدفع لأبنائنا إلى الأبد؟ لحسن الحظ، الجواب في معظم الحالات هو لا. ومع ذلك، إذا كنت متعبا من فواتير صالات الرياضة والهاتف الذكي ومستحضرات التجميل اللانهائية التي يرسلها أبناؤك البالغون إليك لدفعها، وتريد الإسراع في وقف ذلك، فهناك بعض الإستراتيجيات لمساعدتك على وضع أبنائك على أول طريق الاستقلال دون المخاطرة بأمنك المالي، أو أمنهم، من دون الشعور بالتقصير تجاههم.
متى تبدأ المرحلة الانتقالية؟
تبدأ مرحلة الاستقلال مبكرا منذ الطفولة، بمشاركة الابن القادر جسديا في مهام تنظيف حجرته وتنظيم ملابسه وكتبه. وتعد بعض الاحتياجات مثل التعليم، مجالا مقنعا لمنح الأموال للأبناء؛ فدفع رسوم الدراسة الجامعية يمكن أن يكون استثمارا في مستقبل الابن وحصوله على وظيفة.
في المقابل، فإن مثل تلك الحجج تخلق التبعية؛ لذا لا يجب السماح للأبناء البالغين (أكبر من 18 سنة) بالعيش من دون المشاركة في دفع إيجار، أو تحديد موعد نهائي لدفع نفقاتهم. هنا يقترح بعض أساتذة التربية التوقف عن دفع فواتير الابن بمجرد تخرجه، وتحديد تاريخ محدد للقيام بذلك، في حين يوصي آخرون بالتخفف تدريجيا، وإخبار الأبناء بطبيعة الفترة الانتقالية.
بشكل عام، يجب على الآباء السعي إلى جعل أبنائهم مستقلين ماليا بين سن 18 إلى 22 عاما.
يجب ذلك قبل المرحلة التي يموت فيها دافعه للعمل؛ وجد مركز “بيو” (Pew) أن ما يقرب من ربع الأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 34 عاما يعيشون الآن مع آبائهم أو أجدادهم، بارتفاع نسبته 11% عن عام 1980، كما أن 73% من الآباء والأمهات قبل سن التقاعد بقليل كانوا العائل الرئيسي لأبنائهم بسبب الظروف الاقتصادية، وعلى استعداد لتقديم تضحيات لاستمرار ذلك.
يجب تدريب الأبناء على العمل وفقا للإمكانات المتاحة لتحقيق الاكتفاء الذاتي
متى تمنحه المال؟
1 – ادفع مقابل إقامته معك ونفقات الطعام بعد تخرجه وخلال فترة بحثه عن عمل، مقابل مساهمته بطرق غير مالية مثل الطهي والتنظيف والتسوق وإنجاز بعض مهام عملك كإرسال رسائل البريد الإلكتروني التسويقية، أو توصيل الطلبات، وادخر طوال تلك الفترة لمكافأته عند بداية طريقه للاستقلال؛ حتى وإن طال أمد المرحلة الانتقالية ستشعر بتحسن بشأن مد يد العون إذا كنت تعلم أن ابنك يعمل بجد لتحقيق الاكتفاء الذاتي، وأن هناك أسبابا قوية تمنعه من الاعتماد على نفسه حتى الآن.
2 – امنح مكافأة لمرة واحدة تهدف إلى بدء حياة مثمرة، كمبلغ محدود لبدء مشروع صغير، أو سيارة مستعملة للانتقال وفق متطلبات العمل الجديد، أو إيجار الشهر الأول لغرفة قريبة من وظيفته الجديدة.
بمعنى آخر، تلك المدفوعات التي ستساعد أبناءك على مساعدة أنفسهم؛ لأنه كلما ساعدته على الاستقرار في وظيفته الجديدة، زادت قدرتك على الانسحاب.
3 – السؤال الأساسي الذي يجب أن تطرحه على نفسك عند اتخاذ قرار بشأن تقديم المساعدة أو استمرارها هو: هل سيساعد تقديم المال لابنك أو ابنتك على تحقيق الاكتفاء الذاتي أم يطيل فترة اعتماده عليك؟ لأن كثيرا من الشباب يغيرون أهدافهم عدة مرات قبل الاستقرار في مهنة، ومساعدتهم في معرفة ما يريدون فعله حقا والحصول على تدريب من أجله يمكن أن يكون الإنفاق في محله، إذا كنت تستطيع تحمله.
4 – إذا كانت هناك حاجة إلى المال لمسألة عاجلة، مثل الجراحة الطارئة، أو الفواتير الطبية، أو طرده من العمل، فهذا أمر لا يحتاج إلى تفكير، فعلى الآباء المساعدة في مثل تلك المواقف طالما أنهم يستطيعون تحمل تكاليفها، على سبيل إنقاذه مؤقتا، وذلك بعد أن يبذل الأب والابن قصارى جهدهما للبحث عن بدائل، قبل الدعم المالي.
5 – وفق تقرير لصحيفة نيويورك تايمز، ينصح أساتذة القانون الآباء بمنح أبنائهم البالغين هدايا مالية أثناء وجودهم على قيد الحياة، بدلا من كتابة كل الممتلكات في وصية. يساعد هذا الابن البالغ عندما يكون في أمس الحاجة إلى والده؛ فالذين يكنزون يندرجون تحت بند الآباء الذين يتخذون قرارات مالية تسيء لأبنائهم أيضا.
متى لا أوافق على الدفع؟
1 – لا تفرط في شيء عزيز، أو تدفع ما لا تستطيع تحمله، أو قد تحتاجه، أو يضعك تحت خط الفقر، إذا وضعك الابن تحت ضغط الشعور بالذنب، وهو يطلب مالا إضافيا لأسباب تافهة كالقيام برحلة، أو شراء هاتف ذكي عالي التقنية، ومثل ذلك من الكماليات.
2 – لا تسمح بإنفاق أكثر من 10% من أصولك السائلة على ابنك البالغ؛ فوفق تقديرات المحامين، ينفق الإنسان 90% من أمواله في السنوات 10 الأخيرة من حياته؛ بسبب النفقات الطبية وتكاليف الرعاية.
3 – إذا لم يبد الابن تفهما للوضع المالي لك، أو أهمل في تحسين وضعه المالي، واستمر في طلب المال، يمكن التوقف عن تقديم المال كهدية، وتقديمه كقرض، وكتابة عقد قانوني يلزم الابن بتسديد المال. من الأفضل عدم التساهل مع الابن وإلغاء العقد بسهولة إذا فشل من المرة الأولى، فليس هناك ما يضمن أن يعيد الابن المال إذا احتجته عند مرضك.
4 – قد يؤجج منح أحد الأبناء المال عند مراحل معينة كالتخرج من الكلية أو الزواج أو الإنجاب، بعض مشاعر الغضب والحقد بين الإخوة، خاصة من لم يتزوج أو يرزق بطفل؛ لذا يجب توثيق ذلك في الوصية لعدم زرع العداوة بينهما في المستقبل.