ماذا يحدث للشخص المدخّن عندما يقلع عن التدخين؟ الجواب في هذا التقرير الشامل الذي يرصد التغيرات التي تحدث في جسمه، وذلك وفق ترتيب زمني من اليوم الأول حتى مرور 15 سنة.
هناك ما بين (400-500) ألف مدخن يقلعون عن التدخين كل عام. وإذا كنت تريد أن تأخذ هذه الخطوة أيضا، إليك قائمة بجميع الفوائد الصحية للإقلاع عن التدخين، مقدمة من قبل الأخصائي في علم السموم الدكتور بيير روزو.
وقالت مجلة “سانتي” (Santé) الفرنسية إن أكثر من نصف المدخنين يعبرون عن رغبتهم بالإقلاع عن التدخين، و30% منهم يخططون لاتخاذ هذا القرار في غضون عام.
نتائج فورية للإقلاع عن التدخين
لا داعي للانتظار لرؤية النتائج الإيجابية الأولى للإقلاع عن التدخين، والتي تبدأ خلال الساعات الأولى كالتالي:
ـ خلال 8-48 ساعة الأولى بعد الإقلاع عن التدخين
ينطوي التدخين على استنشاق أول أكسيد الكربون من الاحتراق غير الكامل للسجائر، وحسب الدكتور بيير روزو، عندما تتوقف عن التدخين، يختفي أول أكسيد الكربون من خلايا الدم الحمراء لتعود إلى العمل بشكل طبيعي.
وخلال 24 ساعة، يختفي أول أكسيد الكربون تماما من الجسم، وفي غضون يومين فحسب، يتم استقلاب النيكوتين بالكامل ويتخلص الجسم منه تماما.
ـ خلال أسبوع
يستهلك الكثير من المدخنين كميات إضافية من الملح والفلفل والتوابل، نظرا لأن التبغ يميل إلى إحداث خلل في حاسة التذوق. وقال الأخصائي في علم السموم إنه بعد 8 أيام من الإقلاع عن التدخين، تعود حاسة الذوق والشم إلى حالتها الطبيعية.
ـ من 3 إلى 9 أشهر
تبدأ فوائد الإقلاع عن التدخين بالظهور تدريجيا مع مرور الوقت، لتشمل بعد ذلك الرئتين والقلب.
وأوضح الدكتور روزو أنه بين 3 و9 أشهر تعود وظائف الرئة إلى نشاطها الطبيعي، ويقلّ السعال ويستعيد الشخص طاقته، وفي غضون 6 أشهر تقريبا، يتبدد التوتر الناجم عن عدم التدخين، ويصبح الشخص أكثر هدوءا.
ـ بعد سنة واحدة
يسبب التدخين تضيق الأوعية الدموية مع كل نفخة من السجائر. ووفقا لعالم السموم، عندما تقلع عن التدخين، فإن الشرايين لا تتشنج، وينخفض خطر الإصابة باحتشاء عضلة القلب، وبعد 5 أعوام يقل معدل الخطر إلى النصف.
ـ بعد 5 أعوام
ينخفض خطر الإصابة بالسكتة الدماغية على المدى الطويل. وقد أكد الدكتور روزو أن انخفاض الخطر بنسبة 50% يستغرق 5 أعوام من الإقلاع عن التدخين. بعد هذا الوقت، ينخفض أيضا خطر الإصابة بسرطان الفم والمريء والمثانة إلى النصف.
ـ بين 10 و15 عامًا
حسب الأخصائي في علم السموم، “في نهاية 10 أعوام، ينخفض خطر الإصابة بسرطان الرئة إلى النصف، وبعد 15 عاما من الإقلاع عن التدخين، تصبح مثل أي شخص لم يدخن مطلقا”.
فوائد أخرى للإقلاع عن التدخين
1- استعادة القدرة على الانتصاب
يقول الدكتور روزو إن “أحد أسباب العجز الجنسي لدى الرجال يعزى إلى تضيق الأوعية الدموية، لذلك يقل تدفق الدم إلى الجسم الكهفي للقضيب فتضعف القدرة على الانتصاب، وبعد التوقف عن التدخين، يصبح الرجل قادرا على الانتصاب بشكل طبيعي كما يرتفع معدل الخصوبة لدى النساء”.
2- مظهر جيد
يترك التدخين آثارا على الوجه مثل شحوب البشرة، والهالات السوداء تحت العينين، والتجاعيد. وفي حين أن مثل هذه الأمور لا تثير عادة قلق الرجال، فإنها تؤثر على النساء اللواتي لا يرغبن أبدا في الكشف عن أعمارهن. وحسب الأخصائي في علم السموم “عندما تقلع عن التدخين، يصبح الجلد أكثر رطوبة، وأقل تلوثا وأكثر إشراقا ونضارة”.
وينبغي ألا ننسى الآثار الضارة للتبغ على اليدين، فغالبا ما يكون الجلد بين السبابة والإصبع الأوسط مصفرا، إذ إن دخان التبغ يتغلغل داخل بشرة الأصابع لدرجة أنه يؤدي إلى تصبغ الأظافر. ولكن عند الإقلاع عن التدخين وتجدد الخلايا، يستعيد الجلد لونه الطبيعي، وذلك حسب ما بينه الدكتور روزو.
3- فم صحي أكثر
يحذر الأخصائي في علم السموم من أن الحالة الصحية لفم المدخن تكون سيئة جراء تضيق الأوعية. عندما تتوقف عن التدخين، يعود نظام الفم إلى نشاطه الطبيعي، ويقل خطر الإصابة بالتهاب اللثة، ويمكنك التمتع مرة أخرى بابتسامة أجمل.
التبغ.. مصدر الشرور
والتبغ هو المادة التي تصنع منها منتجات التدخين كالسجائر. وتستخرج منتجات التدخين بمختلف أنواعها من أوراق نبتة التبغ المجففة، ثم يكون التعاطي بالتدخين، أو المضغ أو الاستنشاق المباشر.
مكونات التبغ
ويحتوي التبغ على مكونين رئيسين:
1- النيكوتين وهو مادة تسبب الاعتياد والإدمان، وتلعب دورا كبيرا في الإدمان على التدخين، ويفرزها النبات كوسيلة دفاعية لحمايته من الحشرات، ولذلك فهو يدخل في تصنيع بعض المبيدات الحشرية.
2- مجموعة من المواد المسببة للسرطان يبلغ عددها 19 مادة، ويطلق على معظمها اسم القطران.
وتشمل أضرار النيكوتين والقطران:
ـ النقص في التروية الدموية للساقين.
ـ مشاكل في الانتصاب لدى الذكور، وذلك بسبب نقص وصول الدم للقضيب.
ـ مشاكل في الحيوانات المنوية.
ـ العقم.
ـ أمراض القلب، مثل مرض الشرايين التاجية والذبحة الصدرية والسكتة القلبية.
ـ ازدياد احتمال تكون الجلطات في القدم والرئة، وارتفاع مخاطر السكتة الدماغية.
ـ ارتفاع ضغط الدم.
ـ تراجع قدرة الجروح على الالتئام.
ـ السرطان، وخاصة سرطان الفم والحنجرة والرئة والكلى والمريء والمثانة والبنكرياس وعنق الرحم.
ـ التهاب القصبات الهوائية والأزمة التنفسية.
ـ التنكس البقعي في العين.
ـ التهاب اللثة.
ـ تسوس الأسنان.
ـ ظهور التجاعيد على الجلد.
ـ انخفاض القدرة على التذوق والشم.