أكَّدتْ الشركة العُمانية القابضة لخدمات البيئة “بيئة” جاهزية محطة مُعالجة عصارة النفايات بمراحلها النهائية في مردم بركاء الهندسي، وهي المحطة الثانية في السلطنة، وأنشأت أول محطة لمعالجة عصارة النفايات بمردم الملتقى في محافظة مسقط في العام 2016.
وتعد العصارة الناتجة عن النفايات المنزلية هي سائل مركز ناتج عن تحلل المواد العضوية، ويحتوي على الكثير من العناصر الكيميائية التي تشكل خطرا كبيرا على البيئة؛ مثل: تلوث المياه الجوفية وتلوث الهواء؛ الأمر الذي يُؤدي في نهاية المطاف للتأثير السلبي على الإنسان.
وتُجمع عصارة النفايات في المرادم الهندسية بشكل آمن من أسفل خلية النفايات عن طريق تبطين الخلية بمواد عازلة تمنع تسرب العصارة إلى المياه الجوفية، ثم تضخ هذه العصارة إلى أحواض خاصة مبطنة بطبقات عازلة.
وتحول محطات معالجة العصارة، عصارة النفايات إلى مياه نقية قابلة للاستخدام المحدود.
وقالت المهندسة كاذية بنت ناصر الهنائية مديرة تشغيل المرادم بشركة بيئة: “سوف تُسهم محطات معالجة عصارة النفايات في التقليل من التلوث والروائح الناتجة من عمليات ردم النفايات وتحويلها إلى مياه نقية تستخدم في أعمال تبريد المحطة وأعمال الري والتنظيف.
إضافة إلى ذلك، تعدُّ هذه الخطوة من أبرز المراحل التي ستُسهم في الحفاظ على بيئتنا وعلى سلامة المياه الجوفية وصحة وسلامة المواطنين والمقيمين”.
وأضافت الهنائية: “أن محطة معالجة العصارة بمردم بركاء الهندسي مصممه لمعالجة 100 متر مكعب يوميًّا من العصارة وأنه من المتوقع أن يُنتج ما يقارب الـ80 مترا مكعبا؛ أي في حدود 80 ألف لتر من المياه يوميا القابلة للاستخدام المحدود وفقاً للمعايير العمانية”.
وأوضحتْ الهنائية أنَّ المحطة تعمل بتقنية الغشاء المفاعل الحيوي (MBR) والتناضح العكسي (RO) لمعالجة العصارة، تُنقل عصارة النفايات من الخلية إلى أحواض التخزين ومن ثم تُضخ عن طريق مضخات خاصة من الأحواض إلى المحطة لتعالج في أحواض مخصصة.
وأشارت إلى أن هناك خطوتين للمعالجة؛ الأولى: تعرف بالمعالجة البيولوجية وذلك باستخدام البكتيريا لإزالة الملوثات العضوية وغير العضوية؛ وتكون في داخل أحواض مخصصة؛ حيث يُضخ الأكسجين المسال لتغذية البكتيريا وتعزيزها.
وأضافت أن الخطوة الثانية تتمثل في المعالجة الكيميائية والفيزيائية وتكون داخل المحطة لإزالة المواد الصلبة والمذابة.
وأوضحت الهنائية قائلة: “في البداية تحدث المعالجة البيولوجية عند وصول العصارة من الخلية إلى الأحواض المخصصة، للتغير الكيميائي لعنصر الأمونيا في العصارة المسبب للروائح عن طريق البكتيريا النشطة، وبعد ذلك تُسحب كل المواد الصلبة من العصارة كلأملاح من المياه في الجزء المخصص بالتناضح العكسي (RO) (داخل المحطة أي في المعالجة الكيميائية والفيزيائية) ويبقى الماء الصافي الذي يُستخدم في أعمال تبريد المحطة وغسيل الموقع والمعدات وسقي الزراعة غير المثمرة، ولا يستخدم للغسيل الشخصي (أو غير صالح للاستخدام البشري)، وتكون نسبة المياه المنتجة الصالحة للاستخدام قرابة 80% والمواد المرفوضة قرابة 20% التي تُعاد مرة أخرى للمردم؛ وذلك من أجل تدويرها ومعالجتها”.
يُشار إلى أنَّ محطة عصارة النفايات التي تقع في ولاية العامرات أول محطة لمعالجة عصارة النفايات في الخليج العربي وفي السلطنة بشكل عام، ومن المتوقع أن تُشغل المحطة الثانية لمعالجة عصارة النفايات بمردم بركاء الهندسي في الربع الأول من العام 2021.