مفاجأة جديدة، ومن نوع خاص، كانت من نصيب جمهور النجم العالمي توم هانكس بمجرد مشاهدتهم الإعلان التشويقي الأول لفيلمه الجديد، الذي سيحمل عنوان “أخبار العالم” (News of the World). إذ فوجئ الجميع بهانكس وقد لعب بطولة عمل ينتمي لفئة “ويسترن” أو أفلام الغرب الأميركي، وهي سابقة من نوعها في مسيرته الفنية التي امتدت على مدى 4 عقود.
دراما الغرب الأميركي أو “ويسترن” هي نوع من الروايات تمت كتابتها بشكل أساسي في النصف الأخير من القرن التاسع عشر في غرب الولايات المتحدة، وأطلق عليها اسم “الغرب القديم”. تدور قصصها بشكل عام حول حياة راعي بقر أو مقاتل مسلح.
وتشتمل الشخصيات المتكررة على رعاة البقر، والأميركيين الأصليين، والإسبان، والمكسيكيين، وقطاع الطرق، ورجال القانون، والخارجين عن القانون والمقامرين. عادةً ما تتخلل الأجواء مستويات موسيقى غربية، بما في ذلك الموسيقى الشعبية الأميركية والإسبانية المكسيكية مثل موسيقى الريف وموسيقى الأميركيين الأصليين.
وفيلم “أخبار العالم” مقتبس عن رواية بالاسم نفسه من تأليف الروائية والشاعرة بوليت جيلز، والتي سبق أن نُشرت في عام 2016، قبل أن يقرر بول غرينغراس تحويلها لعمل سينمائي من كتابته وإخراجه، وإسناد بطولته إلى كل من توم هانكس والطفلة الألمانية هيلينا زينجل.
ما “الوطن”؟
وصف هانكس الشخصية التي يؤديها في فيلمه القادم قائلا “أحب الاستماع إلى قصة رائعة بقدر ما أحب سردها، ولهذا كنت متحمسا للغاية للعب دور الكابتن جيفرسون كايل كيد، فهو حكاء، متحمس، عاطفي، ونبيل، وطالما تأثر بالسعي خلف الحقيقة”.
ويجسد هانكس دور محارب مخضرم شارك في 3 حروب، لنتابعه خلال العمل بعد مرور 5 سنوات من نهاية الحرب الأهلية وهو يتنقل بين البلدان ليقص على مسامع سكانها أخبار الرؤساء والملوك والكثير من المغامرات والكوارث وغيرها من القصص التي جرت في العالم.
غير أن قَدَره لا يلبث أن يتقاطع مع قَدَر الطفلة جوانا ذات 10 سنوات، والتي كانت قد اقتيدت من قِبَل شعب “كيوا” قبل 6 سنوات، وترعرعت بينه بوصفها واحدة منهم، على الرغم من أنها في حقيقة الأمر لا تنتمي إليه.
وهنا يقرر جيفرسون اصطحابها لإعادتها إلى خالتها وعمها الأصليين رغما عنها، وذلك عبر رحلة في البرية يواجه الأبطال خلالها الكثير من التحديات غير المتوقعة سواء بسبب قوى الطبيعة المدهشة أو العنف البشري الهمجي، في وقت يعيد فيه كل منهما تعريفه الشخصي والخاص للمكان الذي يستحق أن يمنحه لقب وطن.
المعادلة الرابحة
بلا شك، إسناد بطولة أي عمل إلى نجم بحجم توم هانكس يرفع سقف توقعات الجمهور والنقاد منه على حد سواء، ويعد بسلسلة من الترشحات لأهم الجوائز الفنية. لكن، تظل هناك عوامل أخرى واعدة، أولها أن الرواية المقتبس عنها العمل حققت نجاحا هائلا وقت نشرها وظلت لفترة ليست بالقصيرة متصدرة قوائم الكتب الأكثر مبيعا، مما يبشر بحبكة درامية جذابة ولها مريدوها.
وثانيها أن كاتب ومخرج العمل بول غرينغراس هو نفسه الذي أخرج لهانكس فيلم “كابتن فيليبس” (Captain Phillips)، الذي ترشح في 2014 إلى 6 جوائز أوسكار و4 جوائز غولدن غلوب، وفاز بجائزة واحدة بافتا البريطانية من إجمالي 9 ترشيحات.
وآخرها إسناد تأليف الموسيقى التصويرية الخاصة بالفيلم إلى الملحن والمنتج الموسيقي جيمس نيوتن هوارد، الذي يعد أحد أشهر مؤلفي الموسيقى التصويرية بالسينما حتى إنه ترشّح إلى 8 جوائز أوسكار، آخرها كان في 2009 عن فيلم “المدافع” (Defiance)، بالإضافة لترشحه للعديد من جوائز غولدن غلوب وبافتا البريطانية، وفوزه بجائزة الإيمي.
نكهة غرب أميركية
يذكر أن أستوديوهات “يونيفرسال بيكتشرز” قد قررت طرح فيلم “أخبار العالم” يوم 25 ديسمبر/كانون الأول المقبل بالتزامن مع أعياد الميلاد والعطلات الرسمية بذاك الوقت، مما قد يمنح العمل فرصة كبرى للمشاهدة من قبل رواد السينما، خاصة بعد أن أثر تفشي فيروس كورونا بالسلب على مصير العديد من الأعمال الفنية الأخرى سواء التي طرحت في وقت سابق خلال هذا العام، أو حتى تلك التي اضطر صناعها لتأجيلها خوفا من الخسارة المادية الفادحة.