لم تثن جائحة كوفيد-19 سكان فيينا عن زيارة متحف مخصص بالكامل لمراسم دفن الموتى، مواجهين فكرة الموت وجها لوجه، ومن دون تورية، وبشيء من الفكاهة.
ويقع المتحف -الذي تبلغ مساحته 300 متر مربع..
في الطابق الأسفل من مستودع الجثث الرئيسي في العاصمة النمساوية، وكان الأول في العالم الذي يعرض -منذ عام 1967- مجموعة نعوش وأكفان تعيد رسم تطور ثقافة الحداد.
ويستضيف المتحف في الوقت الراهن معرضا مؤقتا يثير اهتمام الجمهور، ويقام في ذكرى مرور 250 عاما على ولادة بيتهوفن المدفون في مكان قريب.
ولا يستعيد المعرض مراحل حياة المؤلف الموسيقي الألماني، لكنه يكشف عن قناع الموت الخاص به، ويصف بدقة العذاب الذي سببه له المرض.
والأمر نفسه ينطبق على المؤلف الموسيقي جوزف هايدن، الذي سرق طلاب طب جمجمته عام 1809، ودفنت بعد نحو قرن ونصف القرن.
ولاحظت الشابة جوليا فورتزل أن “فيينا معروفة جيدا بجانبها المتعلق بالموت”.
ويرقد في المدافن الرئيسية نحو 3 ملايين شخص، وهو رقم قياسي في أوروبا، في حين أن عدد سكان فيينا الأحياء لا يتعدى مليوني نسمة.
ولم تحل جائحة كوفيد-19 من دون فتح المتحف -الممول من البلدية- أبوابه، بل إنه يقترح أكثر من أي وقت مضى النظر إلى الموت على أنه جزء من الحياة.
وسأل زائر:
هل ستعيد المدينة “ترامواي النعوش” إلى الخدمة؟ وهو قطار لجمع جثث الموتى سيّرته المدينة في ذروة وباء “الحمى الإسبانية” عام 1918.
وبعد قرن من هذه الواقعة، لا يزال خط النقل المشترك “71” على سكته، ومنه استوحيت عبارة “أخذ الخط 71″، وهي تعني الموت.