يحتسي البشر القهوة منذ قرون طويلة، باعتبارها مصدرا طبيعيا لمادة الكافيين، وعلى أمل أن تعود بالنفع على الجهاز العصبي المركزي للإنسان، ومن ثم وظائفه العقلية.
وطيلة عقود، تسود آراء متضاربة، بشأن تأثير الكافيين على صحة البشر.
وفي هذا الصدد، يقول مارك غونتر، رئيس قسم التغذية والتمثيل الغذائي في الوكالة الدولية لبحوث السرطان:
“يُنظر إلى القهوة بشكل تقليدي على أنها ضارة. وخَلُصَت أبحاث أُجريت خلال عقديْ الثمانينيات والتسعينيات إلى أن خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، يزيد بالنسبة لمن يحتسونها. لكن هذه الاستخلاصات تطورت تدريجيا (واختلفت قليلا) منذ ذلك الحين”.
ويشير غونتر إلى أنه بات لدى العلماء الآن بيانات تخص مئات الآلاف من شاربي القهوة، وذلك بفضل إجرائهم خلال العقد الماضي وحده، مزيدا من الدراسات حول تأثيراتها الصحية على نطاق أوسع من البشر. فما الذي خَلُصَت إليه هذه الدراسات، وهل شرب القهوة مفيد للصحة أم أنه يشكل خطرا عليها؟
على أي حال، يُربط بين القهوة والإصابة بالسرطان، نظرا لأنها تحتوي على مادة الأكريلاميد، وهي مركب كيمياوي، يوجد في أطعمة مثل الكعك والخبز المحمص ورقائق البطاطا (البطاطس). لكن الوكالة الدولية لبحوث السرطان، خَلُصَت عام 2016، إلى أن القهوة لا تُسبب السرطان إلا إذا شُرِبَت ساخنة للغاية، أي أن تفوق حرارتها 65 درجة مئوية (149 درجة فهرنهايت).
كما أن هناك دراسات أشارت إلى أن القهوة قد تقي الإنسان من الإصابة ببعض الأمراض. فبعض الأبحاث أظهرت مثلا وجود صلة بين احتساء هذا المشروب وانخفاض حدة الإصابة بسرطان القولون وإمكانية تكرار المعاناة منه، لدى من أصيبوا به من قبل بالفعل.
وفي عام 2017، نشر غونتر نتائج دراسة تناولت عادات شرب القهوة لدى قرابة نصف مليون شخص في أنحاء مختلفة من أوروبا على مدار 16 عاما. وأظهرت النتائج أن من شربوا كميات أكبر من القهوة، كانوا أقل عرضة للوفاة جراء الإصابة بالسرطان وأمراض القلب والجلطات. وتماشت هذه النتائج مع ما خَلُصَت إليه دراسات، أُجريت في مناطق أخرى من العالم، بما فيها الولايات المتحدة.
ويشير غونتر إلى أن هناك قدرا كافيا من “الإجماع” بين الدراسات التي أُجريت بأسلوب الملاحظة، بشأن كون من يشربون ما يصل إلى أربعة أقداح من القهوة يوميا، يصابون بعدد أقل من الأمراض، مقارنة بمن لا يحتسون هذا المشروب على الإطلاق.
ومن الأنباء المبهجة بالنسبة لمحبي القهوة، أن فوائدها الصحية المحتملة، قد تمتد إلى ما هو أكثر من ذلك. فقد أظهرت الدراسة التي أجراها غونتر، أن من يشربونها يكونون على الأرجح من المدخنين الذين يتبعون نظاما غذائيا غير صحي، إذا ما قورنوا بمن لا يحتسون هذا المشروب. ويعني ذلك أنه ربما تكون للقهوة فاعلية أكبر مما نتصور، في ضوء أن تأثيراتها الإيجابية على الصحة، تتغلب على ما ينجم عن هذه السلوكيات غير الصحية من عواقب.
تتساوى كمية مضادات الأكسدة في القهوة، سواء كانت منزوعة الكافيين أم لا
وتَصْدُق هذه النتائج سواء كانت القهوة منزوعة الكافيين أم لا. فقد أشارت الأبحاث، إلى أن قدح القهوة منزوع الكافيين يحتوي على الكميات نفسها من مضادات الأكسدة، التي توجد في نظيره العادي. ولم يجد غونتر فارقا بين الحالة الصحية لمن يشربون هذين النوعين من القهوة، ما حدا به لاستخلاص أن الفوائد الصحية المرتبطة بذلك المشروب، تعود إلى مكون آخر بخلاف الكافيين.
السبب والنتيجة
لكن كل هذه الأبحاث اعتمدت على دراسات أُجريت على عينات عشوائية من السكان، وليس على عينة قُسِمَت إلى مجموعة ضابطة وأخرى تجريبية، مثل الأبحاث العلمية المعتادة، ما يجعلها لا تؤكد وجود علاقة سببية بين شرب القهوة وفوائد صحية بعينها. فربما كان الأمر يعود ببساطة، كما يقول بيتر روجرز الذي يدرس آثار الكافيين على السلوك والحالة المزاجية والانتباه في جامعة بريستول، إلى أن الوضع الصحي لشاربي القهوة أفضل من نظيره لدى من لا يشربونها، رغم أنهم يعيشون حياة غير صحية، كما أشارت الدراسة التي أجراها غونتر.
ويضيف روجرز بالقول: “البعض يشير إلى إمكانية أن تكون هناك تأثيرات وقائية (للقهوة)، وهو أمر جدلي بعض الشيء، بالنظر إلى أن الدراسات التي تتحدث عن ذلك، تستند إلى تحليل بيانات لعينة عشوائية من السكان بشكل عام”.
في الوقت نفسه، غالبا ما يعاني من يشربون القهوة بانتظام من ارتفاع ضغط الدم، وهو ما يُفترض أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية. لكن روجرز يقول إنه لا توجد أدلة تفيد بأن ضغط الدم المرتفع الناجم عن احتساء القهوة، مرتبط بتزايد خطر الإصابة بهذا النوع من الأمراض.
عادة ما يعاني من يحتسون القهوة بانتظام من ارتفاع ضغط الدم، لكن لا يبدو أن ذلك يرتبط بتزايد خطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية
وفي وقت تُندر فيه التجارب السريرية التي تتناول تأثيرات القهوة ويمكن أن تحدد بدقة أكبر ما تجلبه من فوائد أو ما تخلّفه من أضرار، مُقارنة بنظيرتها التي تُجرى على عينات عشوائية من السكان، أجرى مجموعة من الباحثين مؤخرا تجربة، لملاحظة تأثير احتساء القهوة التي تحتوي على كافيين، على نسبة السكر في الدم.
وأُجريت هذه الدراسة، التي شملت عينة قليلة العدد، على يد باحثين في مركز التدريبات الخاصة بالتغذية والتمثيل الغذائي في جامعة باث الإنجليزية. وبحثت التأثيرات المحتملة للقهوة، لاستجابة الجسم لتناول وجبة الإفطار، بعد ليلة شهدت نوما متقطعا. ووجد الباحثون أن نسبة السكر في دماء أفراد العينة، الذين احتسوا القهوة ثم اتبعوا ذلك بتناول مشروب سكري، كبديل عن وجبة الإفطار، ارتفعت عن نظيرتها لدى من لم يتناولوا هذا المشروب قبل “الإفطار”، وذلك بنسبة 50 في المئة.
لكن من الضروري أن يتكرر حدوث ذلك السلوك مرارا على مدار فترة من الزمن، لكي تتراكم المخاطر الصحية المترتبة عليه.
في الوقت نفسه، تثير الدراسات التي تُجرى على عينات من الأشخاص في بيئة المختبرات، تساؤلات حول مدى اتساق نتائجها مع ما يحدث في الحياة الواقعية، ما يوحي بأن مثل هذه التجارب بمختلف أنواعها، قد لا تعطي إجابات حاسمة بشأن تأثيرات شرب القهوة على صحتنا.
القهوة والإجهاض
يشوب التضارب النصائح الخاصة باستهلاك القهوة التي تحتوي على كافيين، خاصة خلال فترة الحمل. وقد خَلُصَت إستر مايرز، الرئيسة التنفيذية لشركة “إي إف مايرز كونسالتينغ”، بعد دراسة قارنت فيها بين نتائج 380 بحثا سابقا، إلى أنه لا يُفترض أن تترتب أي آثار سلبية، على شرب البالغين أربعة أقداح من القهوة يوميا، واحتساء الحوامل ثلاثة أقداح من المشروب نفسه كل يوم. رغم ذلك، تنصح وكالة المعايير الغذائية في بريطانيا الحوامل ومن يرضعن أطفالهن، بألا يتناولن أكثر من قدح أو قدحيْن من القهوة يوميا.
وقد خَلُصَت دراسة أُجريت هذا العام، وقورن خلالها كذلك بين مجموعة من الأبحاث السابقة، إلى ضرورة أن تتوقف الحوامل عن احتساء القهوة بشكل كامل، لتقليل خطر تعرضهن للإجهاض أو لأن يلدن الجنين ميتا، أو لأن يُولد الرضيع ناقصا عن الوزن المعتاد للمواليد الجدد.
خَلُصَت دراسة، قورنت فيها نتائج أبحاث سابقة، إلى أنه يتعين على الحوامل التوقف عن احتساء القهوة، التي تحتوي على الكافيين بشكل كامل
لكن الخبيرة الاقتصادية إميلي أوستر، التي ألفت كتابا بعنوان “كيف يُمْكِنُكِ قضاء فترة حمل صحي” تتبنى رأيا آخر. فأوستر، التي تناول كتابها البيانات التي تستند إليها التوصيات التي تُسدى للنساء الحوامل، اعتبرت أن الإرشادات المتعلقة باحتساء القهوة خلال فترة الحمل، غير متسقة مع بعضها بعضا.
وتقول في هذا الشأن: “مبعث الخوف الأكبر، يتمثل في إمكانية وجود ارتباط بين استهلاك الكافيين وحدوث حالات إجهاض، خاصة في الشهور الثلاثة الأولى من الحمل”. لكنها تشير إلى أنه لم تُجر في هذا الشأن الكثير من الدراسات التي تم اختيار مبحوثيها عشوائيا من جهة، وأنه لا يمكن تأكيد صحة استخلاصات تتعلق بهذا الأمر؛ بناء على نتائج مستمدة من دراسات تعتمد على الملاحظة ليس إلا، من جهة أخرى.
وتضيف أوستر بالقول: “النساء اللواتي يحتسين القهوة خلال فترة الحمل، يَكُنّ غالبا أكبر سنا، ويُرجح أن يَكُنّ مدخنات. ونحن نعلم أن عامليْ العمر واستهلاك التبغ، يرتبطان بشكل سببي مع ارتفاع معدلات الإجهاض”.
وتمضي قائلة: “الأمر الثاني يتمثل في أن النساء اللواتي يعانين من الغثيان في الشهور الأولى من الحمل، تقل احتمالات تعرضهن للإجهاض. وعلينا الإشارة هنا إلى أن أولئك النسوة يتجنبن من الأصل احتساء القهوة، باعتبار أن ذلك شيء مزعج لمن يشعر بالغثيان، وهو ما يعني في نهاية المطاف، أن خطر الإجهاض يقل بالنسبة للكثير من الحوامل اللواتي يشعرن بالغثيان، ولا يشربن القهوة”.
وتقول أوستر إنه لا يوجد – على ما يبدو – علاقة بين شرب كمية تتراوح ما بين قدحين إلى أربعة أقداح من القهوة يوميا، وتزايد خطر الإجهاض.
التوتر العصبي المرتبط بالكافيين
وبعيدا عن التأثيرات المحتملة للقهوة على صحة القلب وإمكانية الإصابة بالسرطان أو التعرض للإجهاض بالنسبة للنساء الحوامل، هناك دراسات تتناول تأثير هذا المشروب على المخ والجهاز العصبي. فالكافيين مادة كيمياوية تؤثر على الجهاز العصبي المركزي للإنسان، ومن ثم وظائفه العقلية، ما يعني أنه يؤثر بالتالي على الوظائف الإدراكية لدينا.
وإذا نظرنا إلى عامة الناس، فسنجد أن من بينهم من يستطيع شرب القهوة التي تحتوي على كافيين طوال اليوم بشكل مستمر دون مشكلات، بينما يشعر آخرون بالقلق والتوتر، بعد احتساء قدح واحد منها فحسب. وقد كشفت الدراسات عن أن الاختلافات الوراثية فيما بيننا، يمكن أن تؤثر على الطريقة التي تحدث بها عملية التمثيل الغذائي للكافيين في الجسم. لكن ذلك لم يمنع من أن تقول مايرز في هذا الصدد: “لا نفهم لماذا يمكن لشخص ما ألا يعاني من أي مشكلات جراء (استهلاكه) كمية ما من الكافيين، بينما لا يستطيع آخر تحمل الأمر نفسه”.
رغم ذلك، فثمة أخبار غير سارة بالنسبة لمن يحتسون القهوة بانتظام، أملا في أن يؤدي هذا إلى زيادة تركيزهم. فروجرز يقول في هذا الشأن:
“عندما يعتاد الجسم تلقي الكافيين يوميا، تحدث تغييرات فسيولوجية، تجعله يتأقلم على أن يتعايش مع هذه المادة، ويحافظ على أداء وظائفه الطبيعية في الوقت نفسه. لا يؤدي استهلاك الكافيين إلى فوائد خالصة على صعيد قدرتنا على العمل بكفاءة، لأننا نعتاد تأثيره بمرور الوقت. لكن على الجانب الآخر، طالما واصلت استهلاك ذلك المركب الكيمياوي، فلن تصبح أقل كفاءة على الأغلب”.
إذا كنت ممن يحتسون القهوة بانتظام، فلن يؤدي تناولك قدحا منها على الأغلب إلى زيادة تركيزك
المفارقة – كما يقول روجرز – تتمثل في أن الوحيدين الذين يمكنهم الاستفادة من الكافيين على هذا الصعيد، هم أولئك الذين لا يشربون القهوة بانتظام.
من جهة أخرى، يشير الباحث نفسه إلى أنه على الرغم من أن الكثيرين يقولون مازحين إنهم مدمنون على احتساء القهوة، فإن الأمر لا يعدو في غالبية الأحيان، اعتيادا على ذلك بشدة.
ويوضح روجرز هذه الفكرة قائلا: “هناك خطر محدود للإدمان على الكافيين، فإذا حرمت شخصا ما من تناوله، ربما سيُشعره ذلك بأنه ليس في حالة جيدة للغاية، لكنه لن يؤدي إلى أن يشعر بالتوق الشديد له”.
ويعتبر هذا الرجل أن القهوة تشكل نموذجا جيدا يُمَكِّن المرء من التمييز بين إدمان شيء ما واعتياده. ففي الحالة الأولى، نجد أن هناك دافعا لا يقاوم يحدو بك للسعي للحصول على العقار أو المخدر، أما في الثانية، فربما ستتأثر قدراتك الإدراكية، لكن ذلك لن يجعلك تبذل قصارى جهدك للحصول على هذه المادة وتعاطيها.
ويضيف روجرز بالقول إن الشيء الوحيد الذي يحتاج شاربو القهوة، لأن يكونوا على وعي به، يتمثل في ما يُعرف بـ “أعراض الانسحاب”، التي يمكنهم الشعور بها حال توقفهم عن احتسائها، “فكل من يحتسي بضعة أقداح من القهوة يوميا، يعتاد الكافيين. وإذا ما أبعدته عن هذا المشروب، فسيشعر بالإرهاق، وربما يصاب بصداع كذلك”.
وتعتمد طبيعة هذه الأعراض على كمية القهوة التي يحتسيها المرء يوميا. وتستمر لفترة تتراوح عادة ما بين ثلاثة أيام وأسبوع. اللافت أن الشيء الوحيد الذي يمكن أن يُخفف من حدة تلك الأعراض، يتمثل في الكافيين نفسه!
أنواع القهوة
لا يبدو أن اختلاف الطريقة التي تُحَضَّر بها القهوة، يغير ارتباطها بأن ينعم من يحتسيها بصحة أفضل من عدمه. فمن خلال دراسة شملت أُناسا في أنحاء متفرقة من أوروبا، وجد غونتر أن الصلة بين الفوائد الصحية والقهوة، ظلت قائمة حتى مع تغير طريقة تحضيرها.
ويوضح قائلًا:
“في إيطاليا وإسبانيا، كان (من شملتهم الدراسة) يشربون كميات أقل من قهوة الإسبريسو. أما في شمال أوروبا، فزادت هذه الكميات، وكان الناس يفضلون هناك القهوة سريعة التحضير بشكل أكبر. ركزنا على أنواع مختلفة من القهوة، ورصدنا نتائج متسقة مع بعضها بعضا باختلاف الدول، ما يعني أن الأمر لا يتعلق بنوع القهوة، وإنما بشربها في حد ذاته”.
ومع ذلك، فقد أشارت دراسة أُجريت عام 2018 إلى أن العلاقة بين القهوة وطول العمر، كانت أقوى في حالة تحضير هذا المشروب باستخدام البن المطحون، مُقارنة به عندما يكون سريع التحضير أو منزوع الكافيين. لكن نتائج الدراسة أظهرت كذلك أن احتساء القهوة بأي شكل من الأشكال، يظل أكثر فائدة للصحة، من عدم شربها على الإطلاق.
وتفيد هذه الورقة البحثية بأن الاختلاف في الفوائد الناجمة عن تناول الأنواع المختلفة من هذا المشروب، ربما يعود إلى أن القهوة سريعة التحضير تحتوي على كميات أقل من المركبات النشطة بيولوجيا، مثل البوليفينولات، التي تُعرف بخصائصها المضادة للالتهابات.
ورغم أن احتساء ما يصل إلى أربعة أقداح من القهوة يوميا، ربما لن يكون مفيدا لك كثيرا، خلال يوم عمل مشحون، فإن غونتر يشير إلى أن الأدلة العلمية المتوافرة والحديثة كذلك، تفيد بأن تناولك لهذه الكمية قد يفيدك، بما يشمل تقليل احتمالات مواجهتك لخطر الإصابة بالسرطان أو بأمراض القلب والأوعية الدموية.
ويقول: “من المنطقي أن يكون احتساؤك مشروبا ما بكميات أكبر من اللازم، غير مفيد لك (صحيا) على الأرجح. لكن لا يوجد دليل (علمي) دامغ يفيد بأن شرب بضعة أقداح (من القهوة) يوميا سيضر بصحتك. إذا كان هناك من تأثير لذلك، فهو العكس تماما”.