كشفت الدكتورة يكتيرينا بيريفا، مديرة مختبر التغذية المرتبطة بالعمر في المركز الفدرالي لبحوث التغذية والتكنولوجيا الحيوية وسلامة الأغذية، خصائص الجسم التي تعكس تفضيلاتنا الذوقية.
وتشير الدكتورة إلى أن هذه الخصائص تتكون عند الجنين في الأسابيع 6-7 الأولى من نموه في الرحم. ولكن هذا لا يعني أنه يستحيل تغييرها أو تقويتها أو إضعافها.
وتقول، “يمكن تعديل الوراثة. فالأم في فترة الحمل ترغب بتناول أطعمة مالحة وهذا يؤثر في الجنين أيضا. ونفس الشيء يحصل عند تناول المواد المرة والحلوة. لذلك يولد الطفل ولديه رغبة فطرية بتناول الحلويات، ولكن إذا قدمت للطفل كمية أكبر من الحلويات ، سيزداد إدمانه عليها. ومع تقدمه بالعمر تضعف هذه الرغبة تدريجيا. ومهمتنا ليست تقوية أو تحفيز هذا الإدمان الفطري “.
ووفقا لها، الرغبة في تناول هذه الأطعمة أو تلك، تكشف الكثير عن خصائص الجسم الفسيولوجية.
وتقول، “كل شيء شخصي، فهناك أشخاص يفضلون تناول الأطعمة المالحة وبكميات كبيرة، وهؤلاء عادة يعانون من انخفاض مستوى ضغط الدم. وهم بهذه الطريقة يحاولون تحسين عمل الأوعية الدموية. وهناك أشخاص يسعون دائما لتناول الأطعمة الحارة، وهؤلاء يعانون عادة من نقص في افرازات المعدة، وهم بهذا يحفزونها”.
وتضيف، وأما الرغبة الجامحة لتناول الحلويات فلها أسبابها، وتقول “تنخفض الرغبة بتناول الحلويات بعد بلوغ سن معينة. ولكن هناك أشخاص يحبون الحلويات دائما. وهذه علامة تشير إلى عدم استقرار عملية التمثيل الغذائي للغلوكوز. ويحاولون بزيادة كمية السكر، جعل مستويات الجلوكوز لديهم مريحة”.
وتشير الخبيرة، إلى أنه إذا كان كل شيء في جسم الإنسان طبيعيا، فيمكن تنظيم ومراقبة رغباته في تناول هذه الأطعمة أو تلك.
وتقول، “هنا تعمل قوة الإرادة فقط. فمثلا إذا كان الشخص قد تعود على شرب الشاي مع ثلاث ملاعق سكر فإنه لن يتلذذ بشرب الشاي بملعقة سكر واحدة أو مرا. ولكن عندما تخفض كمية السكر في الشاي تدريجيا، فإنه سوف يتعود عليها. ونفس الشيء يشمل الأطعمة المالحة وغيرها”.