على الرغم من تحذيرات منظمة الصحة العالمية المتكررة إلى ضرورة عدم التخلي عن القيود والإجراءات الرادعة لتفشي الوباء، وعلى الرغم من استمرار الفيروس التاجي في حصاده، إلا أن الناس حول العالم يبدو أنهم سئموا، وهذا ما نبهت إليه حكومات عدة ومسؤولون، فأقل الهفوات كفيلة بإعادة توحش كورونا الذي بلغت إصاباته حتى الآن أكثر من 51 مليونا.
ويبدو أن بؤر تفشي الجائحة التي تسجل موجات ثانية في عدة بلدان لا سيما أوروبا، هي أماكن يقصدها الناس بشكل متكرر أينما كانوا على الكرة الأرضية.
فقد كشفت دراسة جديدة أن عددا من الأماكن التي يرتادها الناس بشكل متكرر مسؤولة عن غالبية الإصابات في المدن الكبرى، من المترو، والمطاعم إلى المقاهي وصالات الألعاب الرياضية، والفنادق!
هكذا نبطئ وتيرة انتشاره!
كما أوضحت أن تقليل الحد الأقصى للتشغيل في تلك الأماكن يمكن أن يبطئ انتشار المرض بشكل كبير بحسب ما أفادت شبكة سي أن أن الأميركية.
وفي السياق، أوضح جوري ليسكوفيك، مؤلف الدراسة والأستاذ المساعد لعلوم الكمبيوتر بجامعة ستانفورد، أن نموذج الدراسة التي عمل عليها يقترح حدا أقصى للتشغيل لا يتجاوز 20%، ما يمكن أن يقلل الإصابات بأكثر من 80%”.
واستخدم الباحثون من جامعة ستانفورد وجامعة نورث وسترن بيانات موقع الهاتف الخلوي من “SafeGraph” لتتبع نماذج الانتشار المحتمل للفيروس في 10 من أكبر المناطق السكانية في الولايات المتحدة، ألا وهي أتلانتا، وشيكاغو، ودالاس، وهيوستن، ولوس أنجلوس، وميامي، ونيويورك، وفيلادلفيا، وسان فرانسيسكو، وواشنطن العاصمة.
كما تضمنت البيانات تحركات 98 مليون شخص كل ساعة، وأنماط التنقل من مارس إلى مايو، وعدد المرات التي سافر فيها الناس إلى بعض “نقاط الاهتمام”، من المترو إلى محلات البقالة، والمقاهي، مرورا بالمطاعم، والفنادق.
وخلص الباحثون أن تلك النقاط أو الأماكن سجلت أكبر الزيادات المتوقعة في الإصابات، لا سيما عند إعادة فتحها!
وللاستعاضة أو التخفيف من تلك المخاطر، ينصح الأطباء حول العالم والباحثون بارتياد الأماكن المفتوحة في الهواء الطلق، مع الحرص على التباعد الاجتماعي، ووضع الكمامة إذا ما اضطر المرء إلى ارتياد مراكز مقفلة!