شارع الحزن

أرشيف شبكة التأمل الإعلامية

نشر في: الجمعة,22 سبتمبر , 2017 1:38م

آخر تحديث: الجمعة,22 سبتمبر , 2017 5:44م

[list icon=”momizat-icon-quill” icon_bg=”circle” icon_bg_color=”#1e73be” icon_bg_hover=”#81d742″ ]الشاعر: ذياب بن صخر العامري[/list]

 

[quote arrow=”yes”]

في رثـاءِ الأميرة ديــانــــا، أمـيــــرة الـقلــــوب

[/quote]

 

قَــــدَماكِ اللّـــتــــانِ تَطَآنِ برشاقةٍ
حقــــــــولَ الألغـــــــام بسـريـيـــفو
تُـشْـبــهــانِ قَـــدَمَـــيْ فــــــراشــــةٍ
آئـبــــــــةٍ من حَــــــقْــــــلِ الأزهار
إلى حَقْــــــــل الأشــــــــــــــــــــواك

طوالَ ربع قرنٍ مَضى وأنا أذرَعُ هذا الشّارعَ
فلا أستافُ فيه سوى غاز ثاني أوكسيد الكربون
ألمُنْبعثِ من عوادم سيّاراتِ أُجرةٍ ســــــــوداء،
وحافـــــلاتِ ركّــــــــــــابٍ حمــــــــــــــــراء،
في صباح هذا اليوم فقط أستطيع استنشـــــــاقَ
عبير ورودٍ حمـــــراء وزنابــــــق بيــضـــــاء
وقد روّتهـــــا دمـــــــوعُ الملايين من عُشّاقِــكِ

لمْ تَقْدِرْ أفئدةُ الجموع على امتصاصِ الأشعّةِ
الّتي جادَتْ بها الشّمـــــسُ نهارَ توديعِـــــــكِ
لأنّهــا كانت مُــتَــشَــبّــــعَــــــــــةً أساســــــاً
ببريـــــــقِ ابتسامتـِـــــــكِ العَـفـــويّةِ العذبَـــة

أطفـــالُ دُورِ حِضانــــــاتِ (لـنـْـــــدن)
وبحّـــــــــــــــــــارةُ (ســوانـْـســــــــي)
وفَـتَـياتُ بحيـــراتِ (الــتّــــروســـــــاخ)
وعُـــــشّـــــاقُ أمــيـــركا اللاّتينيّـــــــــة
وفــقـــــــراءُ العالـَـــــــــمِ الثّــالـــــــــــث
اتّــحَــدوا كــلّــهــــــم وراء نَـعْــشِــــــــكِ
وهتفوا بصوتٍ واحِدٍ: ديانا…ديانا…ديانا…!

ما بينَ إشراقَـــةِ شمسِِ زَفــافِــكِ
وأُفُـــــــــــــولِ نجــــــمِ حياتِـــكِ
وَمَضــــاتٌ ساطعَـــةٌ بالمواســاةِ
وبالحُـــــــــبّ وبالإنســـانــيّـــــة

بِــقََــدْرِ الضّجّــةِ الّتي أحاطَـــــتْ بِحيــاتِـــــكِ
ارتَسَمَ الوُجُومُ على وجوهِ القارّاتِ يومَ رحيلِكِ
لكـــــــــنّ وَقْــــــــــــــعَ حُـــــــزْنِ الــيـــــــوْمِ
هُـو أضْــعـــــافُ وقْــــــــعِ فَــــــــــرَحِِ الأمس

آه كـــم قاسَـــتْ (ليلى العامريّـــــةُ)
بعْـــدَ وفـــاةِ (قيـــــس بن المُـلـَـوَّح)
أمّا أنتِ و(عِـماد) فقدِ استرحتُما معاً
في جــنّــةِ حبّــكُــما السّـــــرمَــــديّ

جمـــــيــلٌ أن يَحيـــا العاشقــــانِ معـاً
لكـنّـما الأجمــــلُ أن يموتـا أيضاً معـاً

لــوْ عاصَــــرَكِ الــشّـــعَـــراءُ الرّومانـْسـيّــــــونَ
لـَمـا وجدوا صعوبةً في كتابةِ قصائـد حُـبٍّ جميلة
لأنّكِ النّبعُ الصّافي المُوحي بالرّومانسيّة الحقيقيّـة

يُطْــفِــــىءُ المَـــوْتُ شُــعْــلـــةَ الحيــــــاة
أمّا شُعْــلـَـــةُ العاشـق فإنّها سوفَ تـظــلُّ
مُـــــتّـــــقِــــــــــــــــــدةً دائـــــــمــــــــــاً.

شارك الآخرين:

إرسال
شارك
غرّد

تابعنا: