[list icon=”momizat-icon-quill” icon_bg=”circle” icon_bg_color=”#1e73be” icon_bg_hover=”#81d742″ ]الشاعر: ذياب بن صخر العامري[/list]
أَأَرِيجُ مُسَكِ فَاحَ فِي الْأَكْوَانِ
أَمْ ذَا عَبِير الْوَرْدِ وَالرَّيْحَانِ ؟
أَمْ إِنّهَا الْفِرْدَوْسَ قَدْ دَانَتْ لَنَا
فَكَأَنّنَا نَحَّيَا زَمَانَا ثَانِي ؟
مَالُي أَرَى هَذِي الْجِبَالَ قَدْ اِنْتَشَتْ
وَالْبَحْرُ يَبْسِمُ عَنْ عُقُود جُمَانٍ ؟
وَالسَّهِلُ جِذْلَانِ الْمُحَيَّا حالَما
مُتَلَاَئِمَا مَعَ زُرْقَة الشُّطآنِ ؟
وَأَرَى الْبَسيطَةُ فِي رَبِيع دَائِم
هُوَ لِلنُّفُوسِ الْخَيِّرِ وَالْأبدَانِ
وَكَذَا رَبِيعُ الْعُمَرِ يَزْهُو نَاضِرَا
فَيُشيعُ نَوْرَا سَاطِعَا وَمَعَانِي
وَيُثِيرُ فِي نَفْسُ الشَّبَابَ أمَانيا
مَرْجُوَّةٌ لَيْسَتْ كَأَيُّ أمَان
لِذَا نرى عَامَ الشَّبِيبَةُ مُفْعَمًا
بِالْبُشْرِ فِي شُيَّب وَفِي شُبَّان
عَامَ الشَّبِيبَةُ أَنْتَ رَمَزَ ثَقَافَةُ
قَدْ صَاغَهَا الْإِنْسَانُ لِلْإِنْسَانِ
شَعَّتْ عَلَى كُلَّ العصور وَحَلَّقْت
لِتُنَيِّرُ أَقِوَامَا بِكُلُّ مَكَانِ
فَالْعَلْمُ كَانَ عَمَّانُ دَوَّمَا أَصْلَهُ
قَدْ خَطَّهُ التَّارِيخُ بالعقيان
والمجد كَانَ عَمَّانُ دَوَّمَا سُرَّهُ
فَالْكَلُّ فِي يَوْم الْفِدَاءِ عَمَّانَيْ
عَامَ الشَّبِيبَةُ أَنْتَ رَمَزَ حَضَاَرةُ
وُضّاءَةُ بِالْمُجِدِّ وَالْإيمَانِ
مِنْ أَرْضِنَا تُبْنَى الْحَضَاَرَاتُ الَّتِي
سَادَتْ وَثَمَّ لِسَائِرِ الْأَوْطَانِ
كَانَتْ بِدَايَتُهَا بِدَايَةِ مالكٍ
وَالْيَوْمُ يَكْمُلُ سَيِّدُ الْفِتْيَانِ
قابُوسُ مِنْ بِالنَّصْرِ كَانَ مؤزرا
وَلَدَى الْخُطُوبِ فَفَارِسِ الْفُرْسَانِ
فَالْجَيْشُ طُوِّعَ وَالْجُنُودُ تَأَهُّبَ
فِي الْبَحْرِ أَوْ فِي الْجَوِّ كَالْعِقْبَانِ
سَادَ الْبِلَادُ بِحكمةِ عُمْرِيَّةٍ
وَبِمَنْطِقِ الْأَحْكَامِ وَالْقراءَانِ
أَعَلَى مَنَابِر لِلْعُلُومِ مشاعلا
لَا غَرْوُ إِذْ تَعَلِّي فَأُنَّتْ الْبَانِيُّ
طوبَى لِهَذَا الشُّعَبَ إِذْ قَدْ نَالَهُ
عَيْشُ بِعَهْدِ جَلَاَلَةِ السُّلْطَانِ
قابُوسُ رَاعِي الْخَيْرِ دَمَّتْ مُؤَيِّدَا
تَرْعَاكَ فِي الْعُلْيَا يَد الرَّحْمَنِ
متبوئا مُجِدَّا طَرِيفَا تَالِدَا
سَيَظَلُّ خَفَّاقَا مُدَى الْأَزْمَانِ